النشاط الزراعي في مناطق سيطرة الدعم السريع.. تحديات اقتصادية على طاولة (تأسيس)
تقرير - عين الحقيقة
بالرغم من التأثيرات الاقتصادية الكبيرة التي نتجت عن حرب 15 أبريل، إلا أن النشاط الزراعي التقليدي مازال أهم وسائل الإنتاج لشريحة كبيرة من المواطنيين وصغار المزارعين تحديداً في مناطق سيطرة الدعم السريع في معظم ولايات دارفور وأجزاء من كردفان، وتعتبر هذه المناطق من المناطق الزراعية الخصبة وذات إنتاجية عالية وتعتمد اعتمادا كبيرا ً على الأمطار في فصل الخريف .
الحرب في 15 أبريل 2023 م ، حالت دون تحقيق المكاسب المرجوة للمزارعين وصغار المنتجين وأثرت بشكل كبير على حياة المواطنيين..
وتشتهر بزراعة الفول السوداني، الذرة، الدخن، السمسم والكركدي وغيرها من المحاصيل الزراعية بالاضافة للصمغ العربي الذي ينتشر في مساحات كبيرة ، وهذه المناطق تمتلك مساحات زراعية واسعة، واجهتها كثير من التحديات والعقبات مع انطلاق الحرب في 15 أبريل 2023 م ، حالت دون تحقيق المكاسب المرجوة للمزارعين وصغار المنتجين وأثرت بشكل كبير على حياة المواطنيين . منها انعدام وغياب المؤسسات التي تعنى بالتمويل ومع خروج المصارف والبنوك عن الخدمة في كافة مناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع وهو ما أثر سلبا ً و خروج عدد كبير من المزارعين عن الموسم الزراعي، وتوقف المؤسسات الحكومية والخاصة وتوقف الرواتب أيضاً ألقى بآثار سالبة على الاقبال على الزراعة.
وفي خضم الحرب تم إيقاف التصدير وهو القرار الذي جعل أسعار المحاصيل الزراعية تنخفض انخفاضا كبيرا ً واصبحت لا تغطي التكاليف الانتاجية وهو ما ساهم في تراجع الإنتاج وبالتالي اسهم في تدهور الإقتصاد المحلي، ومع استمرار المواجهات العسكرية وحركة النزوح واللجوء والهجرة فقد قلت الأيدي العاملة بشكل كبير وترك آثارا ً ملحوظة.
اضافة إلى أن هناك تحديات أخرى كإرتفاع تكلفة المدخلات الزراعية وغياب الرعاية والارشاد الزراعي، وعدم وجود آليات لمكافحة الافات الزراعية وصعوبة الحصول على البذور المحسنة والأسمدة والمبيدات، بسبب الحرب ولكن العامل الابرز هو السياسات المركزية المرتبطة بالسودان القديم والتي لم تحسن انصاف المناطق ذات الإنتاج بل عمل على إستغلالها واهمالها من التوزيع العادل لانتاجها، وعملت السياسات المركزية على اقامة الاسواق بعيدا ً عن مناطق الإنتاج، وعدم اهتمامها باقامة المصانع المرتبطة بالانتاج المحلي وعدم اهتمامها بالبنية التحتية وغيرها من السياسات التي لم تساهم في تطوير الزراعية التقليدية .
مراقبون: هناك فرص قائمة تقع على عاتق اللجان الإقتصادية والزراعية بالادارات المدنية لمعالجة بعض هذه التحديات لانجاح الموسم الزراعي..
الإدارات المدنية في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع تقوم بتسيير دولاب العمل وتسيير الخدمات في تلك المناطق، وبالرغم من مرور عام على تأسيسها إلا أنها لم تنجح في تذليل العقبات التي تواجه المواطنيين المشتغلين بالزراعة التقليدية . وبالرغم من نجاحها في توفير الأمن بما يسمح للمواطنين بالعيش والتنقل وعدم وقوع احتكاكات بين المزارع والراعي في المواسم الفائتة إلا أنه تظل هناك تحديات قائمة يواجهها صغار المزارعين .
يرى مراقبون أن هناك فرص قائمة وتقع على عاتق اللجان الإقتصادية والزراعية بالادارات المدنية معالجة بعض هذه التحديات لانجاح الموسم الزراعي، والتخطيط لدفع وتطوير الزراعة والرعي وجعلهما أساس لاستقرار ونمو الإقتصاد. لحين إعلان حكومة تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) والذي يقع على عاتقها معالجة كافة الاختلالات البنيوية والهيكلية ومعالجة الإختلال التنموي وتحقيق النمو الزراعي لما تمثلها الزراعة من أهمية وأهم رافعة لنهضة السودان الجديد . كما أن اللجان الأمنية والإدارات الاهلية تقع عليها مسؤولية إستتباب الأمن في كافة المناطق و إنشاء آليات لتفادي وقوع أي انفلات امني .
المناطق التي تقع تحت سيطرة (تأسيس) تمتلك حدوداً مع عدد من الدول مما يشكل عاملا مهما ودافعا كبيرا للمزارعين حال تفعيل إتفاقيات للتصدير والتبادل التجاري.
وعلى اللجان الاقتصادية والمؤسسات المختلفة إنشاء صناديق لتحفيز المواطنيين عبر شراء الإنتاج بسعر يغطي تكاليف الإنتاج ، ونجد أن شكاوى صغار المزارعين كلها تصوب نحو الأسعار المتدنية بنهاية الموسم الزراعي والذي يسبب خيبة امل كبيرة لما واجهوه من عقبات وتحديات . وإنشاء أسواق وتحديد أسعار للمحاصيل بما يتناسب مع الاسواق العالمية فإن الجهات المعنية عليها أن تسعى في التفكير في إقامة أسواق و(بورصات) للمحاصيل تهيئة ً لتصديرها ، مع العلم أن المناطق التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع وقوات تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) تمتلك حدوداً مع عدد من الدول مثل (مصر وليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان) وهو ما يشكل عاملا مهما ودافعا كبيرا للمزارعين حال تفعيل إتفاقيات للتصدير والتبادل التجاري. ومن المهم أيضاً وضع قوانين جاذبة للمستثمرين الاجانب وتبني خطط عملية لإظهار الإمكانيات الزراعية والانتاجية وهي ما سينعكس اثاره في المستقبل القريب في تطور الزراعة ونهضة الإقتصاد .
برغم أن الحرب تركت آثارا ً كبيرة على جسد الاقتصاد وعلى كاهل المواطن إلا أنها قد أتاحت فرصا كبيرة لبناء إقتصاد قوي ومستدام، يخفف من معاناة المواطنيين السودانيين وتظل الزراعة والرعي من أهم عناصرها . ويعلق المزارعيين الامال العريضة والكبيرة على الإدارات المدنية ولجانها الإقتصادية في تجاوزالتحديات التي تواجههم ومخاطبتها بشكل جاد وايجاد حلول جذرية لها بما يسهم في انجاح الموسم الزراعي الحالي وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي والرخاء .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.