شهدت العاصمة الكينية نيروبي عقد مؤتمر لتحالف السودان التأسيسي في 18 فبراير الماضي 2025م، بهدف التوقيع على ميثاق سياسي يمهد لتشكيل حكومة مدنية في السودان، ومن هذا المنطلق مضي المتحالفين غير آبهين بصيحات حكومة بورتسودان والساخرين من تشكيل الحكومة المرتقب إعلانها في وقت تسير فيه الترتيبات علي قدم وساق، وما بين نيروبي ونيالا ترتيبات كثيرة جرت، وصولاً الي تشكيل المجلس الرئاسي وتسمية التعايشي رئيسا للوزراء وتعيين حكام للاقاليم.
لكن المؤتمر الذي انعقد بنيروبي كان اثار ردود افعال واسعة في الأوساط السودانية، وتحذيرات من تداعيات هذا التوقيع مع سبق الاصرار، وبالمقابل استنكرت وزارة الخارجية السودانية استضافة الحكومة الكينية للمؤتمر، معتبرة أن هذه الخطوة ” انتهاك لسيادة السودان”.
الحكومة تهدف إلى إنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، والحفاظ على وحدة السودان..
ويضم تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) حزب الأمة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي وقوى سياسية ومدنية أخرى إلى جانب الحركة الشعبية شمال برئاسة عبد العزيز الحلو ومكونات الجبهة الثورية وقوات الدعم السريع وعدد من الشخصيات الوطنية والفكرية المستقلة. وبعد مخاض عسير، خلصت الكيانات السياسية والمسلحة وقوات الدعم السريع بتوقيع ميثاقاً تاسيساً يوم 22 فبراير في “نيروبي” وذلك لتشكيل حكومة في السودان.
وفقاً للميثاق الموقع ان الحكومة، تهدف إلى إنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، والحفاظ على وحدة السودان، غير ان الميثاق يهدف الي «تأسيس وبناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، قائمة على الحرية والمساواة والعدالة، وغير منحازة لأي هوية ثقافية أو عرقية أو دينية أو جهوية».
وبحسب متابعات صحيفة (عين الحقيقة) تحدث الميثاق الموقع أيضاً عن تأسيس «جيش وطني جديد وموحد ومهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة، على أن يعكس التعدد والتنوع اللذين تتسم بهما الدولة السودانية».
وتضمن دستور ميثاق السودان التأسيسي الذي وقع عليه التحالف مؤخراً إلغاء الوثيقة الدستورية لسنة 2019 وجميع القوانين والمراسيم السابقة كما نص الدستور على أن تكون “قوات الدعم السريع” والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال ، وحركات الكفاح المسلح الموقعة على ميثاق السودان التأسيسي نواة للجيش الوطني الجديد في البلاد. ونص الدستور على أن تكون الفترة الانتقالية من مرحلتين، الأولى تبدأ من تاريخ سريان هذا الدستور، والمرحلة الثانية تبدأ فور الإعلان الرسمي عن إنهاء الحروب، وتمتد لمدة 10 سنوات.
اعتمد الدستور الانتقالي للسودان ثلاثة مستويات للحكم، (الاتحادي، الإقليمي والمحلي)، وتم التقسيم الإداري والجغرافي في البلاد إلى 8 أقاليم..
فيما اعتمد الدستور الانتقالي للسودان ثلاثة مستويات للحكم، (الاتحادي، الإقليمي والمحلي)، وتم التقسيم الإداري والجغرافي في البلاد إلى 8 أقاليم، وهي إقليم الخرطوم، الإقليم الشرقي، الإقليم الشمالي، الإقليم الأوسط، إقليم كردفان، إقليم جنوب كردفان وجبال النوبة وإقليم الفونج الجديد.
وأعلن تحالف السودان التاسيسي “تأسيس” مساء امس السبت، في مؤتمر عقد بنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، عن تشكيل مجلس رئاسي من (15) عضوا برئاسة محمد حمدان دقلو “حميدتي” وعبدالعزيز الحلو نائبا وتسمية التعايشي رئيسا للوزراء.
وكما أعلن الناطق الرسمي باسم التحالف دكتور علاء نقد في ذات المؤتمر الصحفي، عن تعيبن حكام للاقاليم.
وقال امين العلاقات الخارجية بحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي قيادة الهادي ادريس، الاستاذ ادم بشر احمد، بعد مرور 25 عاما من النضال الثوري والمطالبة بعلمانية الدولة نجحنا في انتزاع سيادة حكم السودان من جلابة المؤتمر الوطني والإسلاميين.
واضاف ادم بشر في تصريح لصحيفة “عين الحقيقة” “نجحنا في ترسيخ الحلم الثوري الكبير بإعلان حكومة فريدة من نوعها تلبي كل طموحات الشعب السوداني.
وقال ادم بشر بهذا قد يكون طوينا الصفحات الماضية المتمثلة في دوله 56.
واكد بشر ان المنتصر الأكبر في هذا الإعلان هو الحركات الثورية التى تحلم بدولة علمانية وحق الشعوب في اختيار التعايش السلمي.
ومضي قائلا ” نحن في مكتب العلاقات الخارجية لحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي نقف مع رئيس المجلس الرئاسي وريئس الوزراء لحكومة السلام.
الأحيمر: مهام حكومة السلام معروفة لخلق استقرار في هذا الوطن وخاصة المناطق التي تقع تحت سيطرة التحالف..
فيما هنأ عضو الحركة الشعبية والقيادي بتحالف السودان التأسيسي يونس الاحيمر، الشعب السوداني بخطوة إعلان تشكيل المجلس الرئاسي وتمسية رئيس الوزراء وتعيين حكام للاقاليم مشيرا الي انها ينتظرها ملايين السودانيين منذ سبعين عاماً، وصف الخطوة بالانجاز التاريخي وقال في تصريح خاص لصحيفة (عين الحقيقة) انها من أكبر الانتصارات التي يهديها التحالف للشعب السوداني.
واضاف القيادي بالحركة، ان مهام حكومة السلام معروفة لخلق استقرار في هذا الوطن وخاصة المناطق التي تقع تحت سيطرة التحالف مؤكدا أنهم سيعملون علي خلق استقرار حقيقي للمواطنين الي جانب توفير الأمن للمضي قدماً.
يونس احيمر قال ان الترتيبات النهائية للحكومة ستكتمل بعد مئة يوم من هذا الإعلان من خلال جلوس الجميع للتاسيس لمستقبل السودان الحقيقي، وانهم معتمدين علي تبريكات الشعب السوداني لهذه الخطوة.
واعتبر القيادي بتحالف “تأسيس” وزير العدل السوداني، السابق نصر الدين عبدالبارئ في تغريدة علي منصة (اكس) ان هذا الحدثُ يعد هو الأكبر بعد ميلادِ الحركة الشعبية لتحرير السودان، في السادس عشر من مايو عام 1983، بمدينة بور في أقصى جنوب السودان.
واكد إنَّ حكومةَ تاسيس الجديدة، ذاتُ الأجندةِ غير الانفصالية، التي ستكون مقارُّها في نيالا، علاوةً على أنها ستكون صوتاً وملاذاً وحاميةً وخادمةً لكلِّ المواطنين المناهضين لبقاءِ وبطشِ الدولة السودانية القديمة الفاشلة.
وقال عبدالبارئ ان حكومة السلام ستشكّل كابوساً دائماً للإسلاميين وجيشِهم المتغطرس، المتعطّش للسلطة والهيمنة، وترياقاً مضاداً ثابتاً لكلِّ قوى السودان القديم، التي تسعى عبثاً إلى الحفاظِ على البنايات المتداعية، والمؤسساتِ المتهاوية، والأنظمة الفاسدة لدولتهم الظالمة، التي فقدت بكلِّ المعايير كلَّ مبرّراتِ البقاء والاستمرارية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.