تخلي مليشيا “البراء” عن العمل المسلح والانتقال للعمل المدني .. خديعة الاسلاميبن الجديدة..!؟

متابعات - عين الحقيقة

في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، أعلنت ما تسمي كتيبة البراء بن مالك، إحدى الكتائب المسلحة المعروفة بارتباطها الرسمي بالحركة الإسلامية، أعلنت عن تخليها الكامل عن المهام القتالية، والتحول إلى نشاط مدني وخدمي بحت، انسجامًا مع ما وصفته بـمتطلبات المرحلة الوطنية الحرجة التي تمر بها البلاد.

وعلى صفحته على فيبسوك كتب قائد الكتيبة أبو زيد المصباح طلحة ” في إطار المراجعة الاستراتيجية لمهام وأولوياتتنا الوطنية، سنعلن قريبًا حصر دور قوة البراء بن مالك في العمل المدني فقط، التزامًا بمسؤوليتنا تجاه الوطن والمجتمع، وتجسيدًا لقيم البناء، والاستقرار، وخدمة المواطنين.” وأضاف : “هذا القرار يأتي تعزيزًا لدور الشباب في التنمية، وترسيخًا لروح الانضباط والانتماء الوطني.”

جاءت خطوة الكتببة بعد نحو 10 أيام من قرار قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بإخراج الحركات المسلحة من العاصمة..

وجاءت خطوة الكتببة بعد نحو 10 أيام من قرار قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بإخراج الحركات المسلحة من العاصمة، وسط اتهامات بوجود تنسيق مسبق يتيح لكتيبة البراء – إحدى الأذرع المسلحة التابعة لتنظيم الإخوان – السيطرة على المشهد الأمني في العاصمة من خلال واجهات جديدة.

وبمرور الوقت، ومع اشتداد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأت ميليشيا البراء تفقد الكثير من تمركزاتها، وتراجعت قدرتها على الاستقطاب والتسليح، ما أدى إلى انسحابها التدريجي من المشهد العسكري.

وأحدث قرار قائد البراء ارباك وسط الاسلاميين ومن يراهنون على الحسم العسكري للحرب، لكن ربط اخرين القرار بتطورات الاهتمام الدولي بحرب السودان، واقتراب اجتماع الرباعية في واشنطن.

وتشكلت كتببة البراء على أسس أيديولوجية، وفق ما يقوله قادتها، لكنها ارتبطت لاحقا بتنسيقات غير معلنة مع أطراف متباينة، من بينها ضباط في الجيش وعدد من الفصائل الإسلامية السابقة فضلا عن كونها تدين بالولاء لحزب المؤتمرالوطني المحلول.

ويُعتقد أن قيادتها ضمت عناصر سبق لها القتال تحت مسمي الجهاد في مناطق النزاع بدارفور وجنوب كردفان.

منذ اندلاع الحرب في السودان، حصلت كتيبة البراء على نفوذ واسع ولديها مكاتب في الولايات والمحليات ومعسكرات للتدريب..

ومنذ اندلاع الحرب في السودان، حصلت كتيبة البراء على نفوذ واسع ولديها مكاتب في الولايات والمحليات ومعسكرات للتدريب، ويقودها مصباح أبو زيد طلحة الذي يظهر التزامه بالتوجهات الإسلامية في العمل السياسي.

وتورطت البراء في اعمال ارهابية اثناء الحرب من بينها الذبح والانتهاكات مما جعلها في دائرة الاهتمام الدولي الذي يخشي تمدد الاسلاميين في المنطقة.

ويأتي قرار كتيبة البراء بالتزامن مع تشكيل حكومة تأسيس وأيضا تشكيل حكومة بورتسودان ومجلس وزراء جديد، وكشفت مصادر عن تعيين عناصر من كتيبة البراء، التابعة للحركة الإسلامية، في وزارات بحكومة كامل إدريس وان تحوّلهم المزعوم مجرد تمويه للتغطية على الجرائم التي ارتكبتها من إعدامات ميدانية لتطهير عرقي.

وعلى نطاق واسع خلال الحرب اشتهرت كتيبة البراء بن مالك باستخدام الطائرات المسيرة في الأسابيع الأولى للحرب منتصف العام 2023، إذ تلقت عناصرها تدريبات عسكرية عالية وتتسم بالالتزام الصارم تجاه الكتيبة العسكرية والأوامر وإعادة الانتشار والتموضع.

وتكبدت الكتيبة خسائر على مستوى عناصرها العسكرية في معارك سنار بمنطقة جبل موية والخرطوم وأم درمان وولاية الجزيرة، كما فقدت مؤخرا في منطقة ام صمبمة ابرز قادتها.

تحت ذريعة  الدفاع عن البلاد من قوات الدعم السريع توسعت كتيبة البراء بن مالك عسكريا وتطورت عملية تسليحها ومعسكراتها خلال الحرب..

وتدافع كتيبة البراء بن مالك عن توجهاتها وتقول إنها تعمل تحت إمرة القوات المسلحة للدفاع عن البلاد من قوات الدعم السريع وتحت هذه الذريعة توسعت عسكريا وتطورت عملية تسليحها ومعسكراتها خلال الحرب.

ووصف تجمع أبناء أم درمان إعلان كتيبة البراء بن مالك بالتحول من العمل العسكري إلى القطاع المدني بالمضلل، وأشار إلى أن هذا التوجه الغرض منه خداع الشعب السوداني، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تصنيف هذه الكتيبة ضمن “المليشيات المسلحة”.

وقال تجمع أبناء أم درمان إن كتيبة البراء بن مالك تحتفظ بالهياكل العسكرية والمعسكرات في الأحياء والمرافق المدنية وشدد على أنه يرصد هذه الكتيبة لفضح انتهاكاتها بحق المواطنين.

وشدد البيان على أن كتيبة البراء بن مالك لا يمكن تصنيفها كجسم مدني وفي الوقت ذاته لدى هذه الجماعة غطاء مدني تحت مسمى “سند” وتمارس أنشطة سياسية لصالح حزب المؤتمر الوطني “المحلول”.

وتابع البيان: “الإعلان الصادر من قائد الكتيبة بالتحول إلى القطاع المدني مناورة مكشوفة بهدف تضليل المجتمع الدولي، وكسب غطاء شرعي للأنشطة التي تنفذها الكتيبة”.

تجمع أبناء أم درمان رصد تحركات كتيبة البراء بن مالك، ويعلم مواقع تمركزها ويعتزم التجمع العمل مع القوى الوطنية والحقوقية.

وأكد بيان تجمع أبناء أم درمان على أنه يرصد بدقة تحركات كتيبة البراء بن مالك، ويعلم مواقع تمركزها ويعتزم التجمع العمل مع القوى الوطنية والحقوقية.

وطالب البيان المجتمع الدولي، والأمم المتحدة والهيئات الدبلوماسية والحقوقية بعدم الانخداع بهذه البيانات الممجوجة، مشددًا على معاملة هذه التشكيلات وفق حقيقتها وتصنيفها “مليشيات مسلحة” خارج إطار القانون، وتهدد الأمن الوطني والسلم المجتمعي وتحتمي برداء مدني زائف، وفق تعبير البيان.

ووصفت الكاتبة صباح محمد الحسن، إعلان كتيبة البراء بالتخلي عن العمل العسكري بـ”الكذبة الساذجة” التي خبر السودانيون الكثير مثلها، وأوضحت “يرسم تنظيم الإخوان خطة جديدة في مسلسل حرب الخديعة وهو الانسحاب من خشبة الأحداث إلى غرف الكواليس، ليتمكن من السيطرة الحقيقية على مفاصل الدولة”.

وتضيف: “دخول كتيبة البراء في الحرب تم بخطة متقنة وتكتيك مسبق، وكانت عنصرا رئيسيا فاعلا في الحرب التي خطط لها الإخوان بأجهزتهم السياسية والأمنية، لذلك فإن إعلان الانسحاب من العمل العسكري يخفي وراءه خدعة كبيرة”.

ووفقا للكاتبة صباح الحسن: “هناك 3 دوافع للتكتيك الجديد لتنظيم الإخوان، تتمثل في محاولة إجهاض المطالب المتزايدة بإخراجه من المعادلة السياسية، والاستعداد للسيطرة على مفاصل الدولة، إضافة إلى محاولة استعادة السيطرة القاعدية عبر لجان الأحياء والنقابات”.

من جانبه أفاد المحامي والقيادي بالجبهة الوطنية العريضة هشام أبو ريدة لموقع “سكاي نيوز عربية” بأن تنظيم الإخوان “يريد تمرير خدعة جديدة لكن الأمر يدور حول ذات الأطر القديمة مثل كتائب الظل التي هدد بها قادة النظام السابق الشعب السوداني” ويكمل: “هو مخطط ممنهج ضمن خطة إعادة السلطة للتنظيم”.

تزايد نفوذ كتيبة البراء حيث أكد ضابط كبير في الجيش لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الكتيبة “تمتعت بنفوذ كبير على القيادات العليا..

وخلال اندلاع الحرب الحالية، تزايد نفوذ كتيبة البراء حيث أكد ضابط كبير في الجيش لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الكتيبة “تمتعت بنفوذ كبير على القيادات العليا، وهي التي كانت تدير المعارك في مواقع حساسة مثل سلاح المدرعات”.

ويقول الضابط السابق والباحث في القضايا الأمنية، الأمين ميسرة، إن التكتيك الجديد الذي أعلنت عنه كتيبة البراء، يهدف “للاختفاء ظاهريا من واجهه العمل العسكري والعمل خلف ستار الأجهزة الأمنية الرسمية وممارسة الانتهاكات والقمع من داخلها وبالتالي إبعاد أي اتهامات عن الكتائب الإخوانية”.

واعتبر الصحفي والمحلل السياسي محمد المختار، إعلان كتيبة البراء التخلي عن العمل العسكري، “خطوة تكتيكية تهدف لاستباق اجتماع الرباعية بواشنطن بمحاولة خداع المجتمع الدولي”.

وقال المختار: “ارتبط اسم كتيبة البراء باتهامات خطيرة تتعلق بارتكاب جرائم حرب وحشية، لذلك تريد الظهور بمظهر مختلف، لكنها في نفس الوقت تسعى للعب دور يتواءم مع المرحلة المقبلة التي يخطط فيها التنظيم لإحكام السيطرة على الحياة المدنية وقمع أي محاولات مدنية، وهو ما يتطلب وجود العناصر الإخوانية ضمن المنظومات المسموح بوجودها داخل العاصمة”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.