((المفكرين الحقيقيين قليل فى هذا الورى
و المشككين الحقيقيين أقل منهم
اما المطمئنون الى كل شىء فملء الأرض
و أفتك الأوبئة الانسانية , ذلك الاطمئنان الداخلى
مرض الدهماء الذين يعومون فى زبد أنفسهم
و لا يغوصون فى لجتها
تلهيهم ثرثرة الساقية عن صمت النهر الهادىء
حيث الحيتان الضخمة التى تبتلع حوت يونان))
مارون عبود
تَتَوَاضَعُ مُعْظَمُ الْمَرَاجِعِ العلمية ان كلمة “إنتلجنسيا” (Intelligentsia) تشير
إلى الطبقة المثقفة المستنيرة أو النخبة المتعلمة والواعية في المجتمع، والتي غالبًا ما تتولى دورًا قياديًا في تشكيل الرأي العام والتأثير على السياسة والثقافة والمناحي الاجتماعيه ،تتكون هذه الطبقة من الأكاديميين، والكتاب، والفنانين، والمعلمين، وغيرهم ممن يمتلكون معرفة واسعة وتأثيرًا فكريًا.
انْتِلِجِنْسِيَا الشَّتَات ليس هم انْتِلِجِنْسِيَا الدياسبورا فحسب بل توصيف اطلقه علي كل ما أنتجه المركز من تنمر علي طريقة عرب الشتات / عرب (ز ….. ) /حلب الشتات وابناء الهامش العريض من المغضوب عليهم
قَطْعًا اَلَّذِي يُعَوَّلُ عَلَيْهِ فِي تَصْحِيحِ مَسَارِ اَلدَّوْلَةِ السودانيه الحديثه ونواتها حكومه تأسيس هي الثقافه نعم هي (الثقافة تحمل كل المفردات التي تُسيِّر حياتنا الاجتماعية وتُدير عجلتها، وتتوغل في ثناياها ومنعطفاتها، وتختلط بكل دقائقها وعناصرها. إنها تحيط بجميع آجزاء جسم كل جماعة إنسانية، وتمتزج بهوائها ومائها اللذين يغذيان كل فرد منها، لأجل ذلك لم يكن فضولاً بل ولا حتى نفلاً الخوض فيها، إنها فيما نعتقد أهم استحقاق تعيشه البشرية اليوم برمتها،) عمار اليوسف
ظَلّتْ وَمَا زَالَتْ دُوَيْلَةٌ ٥٦ تَفْتَئِتُ عَلَى كُلِّ مَنْ لَمْ يَأْتِ مِنْ مَرْكَزِهَا الثَقَافِي والاجتماعي والسياسي وترميه بنعوت (تنمريه) من باب القهر الممنهج المسنود (بقهر الدوله ) /وعنف الدوله فضلا عن ان الوتيره السائده او الغالب الأعم هو تماهى النخب المثقفه مع السلطة الحاكمة في نسختها العشائرية كحاضنة لدويلة 56 لاسباب وإشكاليات عديده وفي ذلك دلق حبر كثيف وُثق في مباحث مثل (مهارب المبدعين ) ونبات الظل
لَمْ يَجِدْ (إِنْتِلِجِنْسِيَا الشَّتَاتِ) حَظًّا مِنْ اَلدَّلْوِ بِدَلْوِهِمْ بِشَأْنِ الدوله التي ينشدون او كان حظهم بئيسا علي شاكلة ترميز تضليلي لا يرتقي الي صناعة قرار مصيري كبوصلة مائزه في تشكيل الوجدان السوداني السليم
من نافلة القول ان نشير الي ان واحدة من اسباب تواطؤ المثقف مع السلطه المستبده هو عشائرية الدوله السودانيه التي تعيد انتاج المثقف المأزوم الذي يدافع عن مكتسباتها منذ فجر استيلاء كتشنر علي السلطه في السودان ، وبما لا يدع مجالا للشك ان هذه المكتسبات تتعارض مع قيم المواطنة المتساوية وترسيخ مفهوم الشراكه التي تنهض علي عقد اجتماعي جامع .
يقع علي كاهل مثقفي الهامش عبء ثقيل وتركه تنوء بحملها الجبال بوصفهم ضمير امه مناط بها الاضطلاع بدورها المحوري كنخبه فاعله في ارساء قيم الخير والعدل والجمال والانسنه اذ اثبتت الدراسات الانثربولوجيه ان الشعوب المسماه تواطئاً بالبدائية هي في الأصل نواة القيم والمبادئ والحضارة والاخلاق والشعوب الواعيه تتعلم منها
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.