حرب الفناء والإخضاع !!

كنديرة

يمكن أن نطلق على حرب الفلول العبثية التى كان الهدف منها إعادة سلطتهم التى ضعضعتها ثورة ديسمبر المجيدة ولعدة اعتبارات لم تكن فى حسبانهم عندما قررت اللجنة الأمنية بقيادة قوش استغلال الشارع الثائر للتخلص من البشير فى اطار صراع الأجنحة داخل اضابير النظام والذى يغلب عليه الطابع الإثني، شوايقة_ جعليين
فالكيزان و فى إطار تدمير الأحزاب اعتمدوا سياسة قبلنة السياسة وهم أول الآكلين من عوس ايديهم!
_ حرب اخضاع شعوب الهامش:
فالإخوان المسلمين كحزب عسكرى يدركون أن من يهدد دولتهم الإرهابية التى قامت بالقوة العسكرية على رقاب البسطاء ليست الثورة السلمية التى يمكنهم قمعها بدم بارد كما فعلوا مع قمع ثورة سبتمبر 2013م ومجزرة 3يونيو 2019م أو انقلابهم على حكومة الثورة فى 25 اكتوبر 2021م وايداع قادتها السجون !
وإنما يخشون من ثورات الهامش المسلحة فتجربة الحركة الشعبية فى جنوب السودان أثبتت أن بندقية الحق لا يمكن هزيمتها وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة !
ولكن الإخوان وعوضآ عن أن يستفيدوا من تجاربهم الفاشلة فى الحروب العبثية وعدم جدواها فى تطويع اصحاب الحق !
هاهم يكررون الخطأ ذاته وبدلآ من تعريف الحرب كحرب بين فصيلين عسكريين ، حولوها الى حرب اجتماعية وجهوية شاملة ظنآ منهم أن الغلو فى الخطاب العنصرى واطلاق الألقاب النابية والكلام البذئ واستهداف تلك المجتمعات عسكريآ وقتلهم على الهوية القبلية واستخدام جهاز الدولة كسلاح فى مواجهتهم سيرهبهم ويأتى بهم خاضعين الى تقديم الولاء !
بيد أن العنترية الجوفاء التى انتهجها الإخوان منذ بواكير اختطافهم للوطن قد ارتدت عليها ودفعوا ثمنها
فالخطاب المعادى للغرب والعالم فى بداية عهدهم
جعل منهم جماعة معزولة ومحاصرة وفى نهاية الأمر هم من خضعوا للغرب وقدموا واجب الطاعة والخضوع وسلموه ملف الإرهاب الإخوانى وبعض الإخوان الذين لاذوا بهم من الملاحقة فى بلدانهم الأصل!
ووصلوا الى مهزلة أن يستنجد البشير بروسيا لحمايته من الإمركان الذين كان يتوعدهم بالدوس بجزمته!
كما أن تحديهم للداخل السودانى واشهارهم للقوة فى مقولة البشير المتكررة للخصوم السياسيين (نحن جبناها بالقوة والعايزة يشيلها بالقوة)
ولكن لم تسعفهم قوتهم المدعاة من الإذعان الى ثورات الهامش واجبروا مكرهين الى توقيع اتفاقيات السلام على الرغم من تأبطهم شرآ بقادة وحركات التحرر وهم يوقعون معهم تلك الإتفاقيات! وغدرهم بهم فيما بعد كما حصل فى اغتيال جون قرن وهروب مناوى وحتى اغتيال قادة اتفاقيات( فرق_ تسد) كما حدث مع مجموعة أروك طون وقادة اتفاقية الخرطوم بالداخل!
إلا أن سلاح الإخوان الذى يبتزوا به الآخرين قد ارتد عليهم واجبروا عبر السلاح الى ما لا يرغبون مما جعلهم يقررون فصل جنوب السودان عندما ادركوا استحالة هزيمة سلاح الحركة الشعبية ، وحتى لا يفقدون كامل السلطة آثروا الهروب للإمام وحكم شمال السودان على الرغم من فقدانهم لمورد مهم لإشباع نهم لصوصيتهم كالبترول !
وفى هذه الحرب التى فشلوا فى تحقيق هدفهم المعلن فى القضاء على الد.عم السر.يع وقادته خلال ساعات محدودة !
مازالوا يحلمون باخضاع الهامش بالقوة ويتوهمون فنائه وهم يتناسون أن الله هو العدل ولا يمكن أن ينصر باطلآ على الحق وشتان ما بين من يدافع عن وجوده ممن يحارب من أجل التسلط وقهر الناس ! وهل هنالك مخلوق فى امكانه القضاء على مخلوق مثله ؟!
ولاسيما وأن ثورة الخامس عشر من ابريل والتى أسميها ثورة أحرار السودان بالإستناد الى المجتمعات الرعوية المستهدفة بالفناء هذه المجتمعات وبطبيعتها البدوية ظلت على الدوام خارج تغطية الدولة ،
فضلآ عن تعرضها لتهميش وتجاهل ممنهج من قبل النخبة المركزية الممسكة بتلابيب دويلة 56 بالإضافة الى استغلال نخبة التيه والضياع لهذه المجتمعات فى الحروب العبثية
المستمرة !
فقد تميزت هذه المجتمعات بعزة النفس والإعتداد بالذات وخلق منهم غياب الدولة والتهميش مجتمع متضامن ومكتفئ ذاتيآ حيث يؤمنون قطعانهم وبواديهم وتجارتهم بشكل ذاتى من خلال اقتناء السلاح والتمرس فى استخدامه منذ الصغر والفارس الذى يبرع فى ذلك يكون مكان فخر واعجاب كما يؤمنون حمى القبيلة من خلال الفزع وهم مجتمع الأحرار الذين لم يخضعوا يومآ لسلطة ولكنهم يحترمون اعرافهم وتقاليدهم من خلال حكمائهم من عمد ونظار وشراتى ،
وهم كذلك منذ عقود حيث من المعروف أن دارفور وعلى وجه الخصوص لم تستعمر طوال تاريخها وحتى بعد القضاء على السلطان دينار فى 1916م حكمها الإنجليز بواسطة الإدارة الأهلية ،
ولذلك فإن اخضاع هؤلاء الكرام من قبل بقايا الإستعمار لهو من سابع المستحيلات !
ولاغرو وأن الإخوان المسلمين الذين يسيل لعابهم لثروات الهامش لم يكن هدفهم الحفاظ على وحدة الوطن وصون اراضيه بقدرما يهدفون الى تحقيق رغبة داعميهم من دول الشر الإقليمى على السيطرة على الموارد ما أن تحقق لهم هزيمة ثورة الهامش العريض !
فالذى فى نفسه ذرة من وطنية لا يمكن أن يكرس لسياسات الفرقة والشتات ويعمد الى إثارة الفتن والحروب فى مجتمعه وإنما يعمل لإتباع سياسات ترمى الى تنمية شاملة ومتوازنة من خلال اتباع سياسة تفضيلية للمناطق الأقل نموآ وسياسة اجتماعية عادلة من خلال عدالة انتقالية ناجزة لتجاوز مرارات ماضي الحروب الأليمة ولو اقتضى ذلك تنازل النخبة عن الحكم كما حصل بجنوب افريقيا ولكنهم الكيزان كأسوأ نسخة لنخبة التيه والضياع التى وجدت وطنآ عملاقآ فقسمته وشعبآ متسامحآ فشرذمته !
وما ضاع حق وراءه مطالب
ولا ناله فى العالمين مقصر

سينتصر الحق _ سينتصر الهامش !
_أما الكيزان الى زوال !
وكما تدين تدان !

31/7/2025

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.