تقرير «ناشيونال إنترست» الامريكية: تصنيف أمريكي مرتقب لفروع الإخوان «إرهابية» خلال 75 يوماً
متابعات: عين الحقيقة
تمضي الإدارة الأمريكية قدماً في دراسة تصنيف عدد من فروع جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن ولبنان كـ«منظمات إرهابية أجنبية»، في خطوة تقول مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية إنها تتجاوز سؤال الضرورة إلى كيفية تنفيذ التصنيف بالشراكة مع الحلفاء، بما يضمن تحقيق أقصى المكاسب الأمنية في المنطقة.
وبحسب المجلة، فإن القرار المتوقع خلال الأشهر المقبلة يعيد ملف الإخوان إلى واجهة النقاش الأمني، خاصة في ظل ما وصفته بـ«شبكة عالمية مترابطة للجماعة ترتبط بوضوح بالتطرف العنيف». وسبق لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، روبرت مولر، أن أكد أمام الكونغرس أن «عناصر من الجماعة داخل الولايات المتحدة وخارجها قدمت دعماً للإرهاب.
وتقول المجلة إن اكتشاف خلية إرهابية مرتبطة بالإخوان في الأردن مؤخراً، وما كشفته من معلومات تتعلق بالتمويل والقيادة والارتباطات العابرة للحدود، عزز من وتيرة النقاش الأمريكي حول ضرورة التحرك.
كما تشير إلى أن دولاً عدة، بينها الإمارات ومصر والسعودية وروسيا، سبقت بالفعل إلى تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي، مستندة إلى سجل واسع يوثق تورط الإخوان في دعم وتمكين أنشطة إرهابية، وهو ما أكده أيضاً تقرير حكومي بريطاني صادر عام 2015.
وترى هذه الدول-وفق المجلة» أن الإخوان يلجأون إلى العنف حين يخدم أجندتهم السياسية، مع الإبقاء على خطاب «اللا عنف» كغطاء سياسي وإعلامي.
وتوضح ناشيونال إنترست أن فاعلية التصنيف الأمريكي المحتمل تعتمد على تبني نهج منسّق لا يقوم على خطوات أحادية، بل على شراكة واسعة مع الحلفاء الإقليميين، عبر ثلاث خطوات رئيسية:
صياغة فهم مشترك مع الدول التي تدرج الجماعة على لوائح الإرهاب، لتحديد الأفراد والكيانات المطلوب استهدافها، وتجفيف شبكات التمويل والتجنيد والدعم العملياتي.
توسيع التعاون الأمني ليشمل دولاً ترتبط بعلاقات سياسية أو اجتماعية مع الجماعة، بهدف بناء مقاربة متعددة المستويات.
مرافقة التصنيف بجهد دبلوماسي مكثف لتجنب التداعيات غير المقصودة، مع الحفاظ على موقف أمريكي حازم يقوم على «عدم التسامح المطلق» مع أي دعم للإرهاب.
وترى المجلة أن اعتماد نهج منسّق في تصنيف الإخوان قد يحول الخطوة إلى عنصر توحيد داخل البنية الأمنية الإقليمية، بدلاً من تعميق الانقسامات. فالدول التي تعتبر الجماعة تهديداً وجودياً، مثل مصر والإمارات والسعودية، يمكن أن تعمل مع دول أخرى تمتلك علاقات أكثر توازناً مع الإخوان لوضع إطار أمني مشترك.
وأردفت مجلة إنترست تحليلها بالقول إن تصنيف الجماعة، إذا نُفّذ وفق أولويات محددة وتنسيق وثيق، قد يشكل «خطوة تأسيسية» نحو هندسة أمنية أكثر صلابة في الشرق الأوسط، وسط تصاعد التحديات الإقليمية وتعقّد المشهد الأمني.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.