إقليم النيل الأزرق .. هل إقتربت ساعة الصفر؟
الدمازين – عين الحقيقة
يشهد إقليم النيل الأزرق جنوب شرق السودان، منذ الأسابيع الماضية تطورات خطيرة، ويرى مراقبون أنه ليس من المستبعد أن يقود الصراع القائم، الى هاوية السقوط حال إستمرار الهجمات المتبادلة بين الأطراف المتحاربة، وخاصة بعد ان تسببت المعارك الدائرة في عمليات نزوح كبيرة للمواطنين، ولعل التحالف العكسري بين الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة عبدالعزيز الحلو، الذي بات يطوق الاقليم يعكس التوترات المتصاعدة، ويشير الى تغييرات محتملة في النيل الأزرق وأيضاً في ولايات أخري بالسودان.
وفي ظل هذه الهجمات المتواصلة، يرى البعض أنه يمكن أن يشكل هذا الحلف الجديد ازعاج أمني وعسكري، ولكنه سيكون محدود وغير مستدام، ورهان بقائه بإنفتاح القوات المسلحة ناحية المناطق الجديدة وحشد مواطني مسرح القتال الجديد، وفي مطلع شهر ابريل الحالي وصلت مئات الأسر إلى مدينة “باو” بإقليم النيل الأزرق بعد هجمات قوات التحالف التأسيسي على المناطق الجنوبية من الإقليم، واستقبلت حكومة النيل الأزرق نازحين من مناطق “أُولو والقراود ومَلْكَن والرُوم” وسط ظروف إنسانية صعبة.
وفي إطار العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف تابعت “عين الحقيقة” ارتفاع وتيرة الأحداث بصورة اكبر في شهر مارس الماضي وخاصة بعد الإستيلاء علي قاعدة “السلك” العسكرية الواقعة في إقليم النيل الأزرق، وفي صبيحة السبت 29 مارس 2025م أعلنت “قوات الدعم السريع” في بيان رسمي عن استيلائها على قاعدة “السلك” العسكرية الواقعة في إقليم النيل الأزرق، وذلك في إطار العمليات العسكرية التي تنفذها في الإقليم الذي يحد دولتي جنوب السودان وإثيوبيا.
وكان “الدعم” قد أكد في “بيان” سابق أن القوات تمكنت من تدمير دفاعات العدو، مما أسفر عن تكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، حيث بسطت سيطرتها على القاعدة العسكرية والمنطقة المحيطة بها بعد أن حققت انتصاراً ساحقاً على الحركة الإسلامية وحلفائها في معركة سريعة ومفاجئة أجبرتهم على التراجع، وفي الوقت ذاته، اظهر فيديو لقوات “التحالف”، من داخل منطقة السيلك قالت فيه انها ستتجه منها الي ود ابوك ومن ثم الدمازين، وتوعدت بالعودة الي الخرطوم مرة أخرى، وكانت قوات الدعم السريع اطلقت مسيرات، في نهاية شهر مارس الماضي، حيث تصدت المضادات الارضية لثلاث منها، في اجواء مدينة الدمازين حاضرة اقليم النيل الأزرق، دون خسائر تذكر.
وعلي ضؤ تلك المعطيات والمتغيرات يري مراقبين ان التحالف العسكري بين الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة عبدالعزيز الحلو التي بدأت في تشكيل ضغط مستمر منذ اسابيع ماضية ومع السيطرة علي مناطق واستردادها علاوة الي التوترات المتصاعدة تشير المعطيات الى تغييرات محتملة في إقليم النيل الأزرق وولايات اخرى بالسودان وليس من المستبعد أن تسيطر قوات التحالف التأسيسي علي اقليم النيل الأزرق والأيام حبلي بما تحمله المفاجاءات بإقليم النيل الأزرق .. وربما إقتربت ساعة الصفر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.