بعد شل سلاح الجو السوداني بتدمير مطار وادي سيدنا .. هل يفلح الدعم السريع في حسم المعركة برياً ..؟
تقرير – عين الحقيقة
شهدت الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع خلال الشهرين الماضيين تطورات جديدة، خاصة بعد ان شن الدعم السريع هجمات علي مقر الكلية الحربية، واستهداف القصر الجمهوري ومطار الخرطوم، فضلا عن تدمير وشل سلاح الجو السوداني وبتدمير مطار وادي سيدنا .. بهذه الضربات يظل السؤال القائم هل سيفلح الدعم السريع في حسم المعركة برياً ..؟
في الوقت الذي تشكل فيه المسيرات قلق وتهديد كبير لقيادة الجيش، التي كشفت عن تدابير تجري الآن.. لمواجهة هذا التحدي فى القريب العاجل وأوضحت أن المخطط الذى يستهدف البلاد كبير.
في واقع الامر عند بداية الحرب راهنت قوات الجيش السوداني علي حسم المعركة بسلاح الطيران في أقصر وقت ممكن الا ان الامور مضت بعكس ما خطط لها مدبروها في حين دخول الحرب عامها الثالث دون أن تتوقف أو تحسم المعركة لصالح اي طرف.
قائد سلاح الجو السوداني السابق: الدفاع الجوي السوداني كان قادرا على التصدي لكل المسيرات الانقضاضية التي استخدمتها الدعم السريع في بداية الحرب..
الشاهد منذ أيام الحرب الاولي هاجم سلاح الجو السوداني، معسكرات الدعم السريع في كل مواقعها بالخرطوم، في عمليات جوية ممتدة طالت حتي برج الدعم السريع المخصص للاتصالات وسط الخرطوم وما صاحبها من تدمير منظومة الاتصالات الرئيسية التي كانت توفر الاتصال الاَمن لقيادة الدعم السريع.
ظلت قوات الدعم السريع منذ ذلك الوقت، في محاولات متواصلة لشل سلاح الجو السوداني الذي أصبح يشكل خطراً ومعضلة حقيقة في المعارك التي تخوضها الى حين تمكنت من تطوير قدراتها الجوية هي الاخري، من خلال حصولها علي طائرات مسيرة غير انها تطمح في إمتلاك منظومة دفاعية متكاملة.
وحيث برز التطور اللافت للدعم السريع، بعد مرور أربعة اشهر من الحرب في استخدام الطائرات المسيرة التقليدية الانتحارية، في المهام القتالية، الى جانب القيام بعمليات رصد تحركات قوات الجيش وتنفيذ ضربات بإلقاء قنابل صغيرة على متحركات الجيش ونقاط تمركزه الكبيرة.
وفي خضم المعارك التي يخوضها الجنرالان حيث قلل الفريق أول صلاح عبد الخالق قائد سلاح الجو السوداني السابق في تصريحات صحفية سابقة من هجوم المسيرات حيث قال إن المسيرات سلاح غير فعال ويمكن التصدي لها بمنظومة دفاع جوي تستخدم الإنذار المبكر واكتشاف الأهداف ومن ثم التعامل معها، وأضاف أن الدفاع الجوي السوداني كان قادرا على التصدي لكل المسيرات الانقضاضية التي استخدمتها الدعم السريع في بداية الحرب.
نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، المسيرات الاستراتيجية تشكل قلقا وتهديدا للمرافق الخدمية
وأوضح عبد الخالق أن الدعم السريع حاليا تستخدم طائرات بعيدة المدى مشيرا إلى تصريحات رئيس مجلس السيادة البرهان التي أكد فيها أن هنالك منظومة دفاع جوي ستتصدى لهذه المسيرات، واعتبر أن الدعم السريع لا تستخدم المسيرات استخداما عسكريا، بل تستهدف البنية التحتية، وسيكون من السهل جدا التصدي لها.
وعلى نحو مفاجئ بعد عام ونصف العام من الحرب بدأت قوات “الدعم السريع” استخدام طائرات مسيرة (استراتيجية) أكثر تطوراً، وهي طائرات قادرة على التحليق لمسافات طويلة عبر الحدود وتحمل قذائف صاروخية عدة تمكنها من التعامل مع أكثر من هدف واحد مع إمكان العودة لتتم تعبئتها مرة أخرى، الامر الذي شكل مصدر لقوات الجيش.
وفي اعتراف صريح يقول عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، ان المسيرات الاستراتيجية تشكل قلق وتهديد للمرافق الخدمية، وكشف الكباشي لدى لقائه امس ببورتسودان ولاة الولايات بحضور عدد من الوزراء الاتحاديين، عن تدابير تجري الآن لمواجهة هذا التحدي فى القريب العاجل موضحا أن المخطط الذى يستهدف البلاد كبير يمثل فيه الدعم السريع مجرد أداة.
يبقى التحدي الأكبر أمام قيادة الجيش، كيفية التعامل مع المسيّرات الاستراتيجية
ولجأت الدعم السريع خلال الأشهر القليلة الماضية الى استخدام المسيرات بكثافة ، وفي المقابل تمكنت الدفاعات الأرضية التابعة للجيش السوداني من التصدي لعدد كبير من هذه المسيرات الانتحارية منذ بدء الحرب، وخاصة التقليدية، ولكن يبقى التحدي الأكبر أمام قيادة الجيش هو كيفية التعامل مع المسيّرات الإستراتيجية ؟ في وقت يعكس إستخدام الطائرات المسيّرة الاستراتيجية في الهجمات تطور الأساليب العسكرية المستخدمة في حرب الجنرالين التي دخلت عامها الثالث.
والاسبوع الماضي أعلن الدعم السريع في تصعيد دخول الحرب مرحلة جديدة علي جبهات القتال وفي هذا الصدد أكد مستشار قائد الدعم السريع، الباشا طبيق، أن الحرب دخلت مرحلة جديدة عقب استهداف قاعدة وادي سيدنا الجوية وتدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيّرات ومستودعات الأسلحة.
وقال طبيق في تصريحات صحفية سابقة، إن العمليات القادمة ستشهد، بحسب تعبيره، “ضربات موجعة” لمواقع استراتيجية تتبع لما سماها “مليشيات البرهان والكتائب المتحالفة معها”، مضيفاً أن مدينة بورتسودان قد تكون من بين الأهداف المقبلة.
وعلى ضوء تلك التصريحات التي خرجت من لسان مستشار الدعم السريع الباشا طبيق حيث هاجمت مسيرات إنتحارية مطار مدينة بورتسودان حاضرة ولاية البحر الاحمر، شرقي السودان، في الساعات الأولى من صباح اليوم الاحد، وتصدت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني لبعض منها.
ومن ناحيته قال الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله ان الدعم السريع استهدف صباح اليوم، 4 مايو 2025م، قاعدة عثمان دقنة الجوية، ومستودعاً للبضائع، وعدداً من المنشآت المدنية بمدينة بورتسودان بطائرات مسيرة انتحارية.
المسيَّرات الإستراتيجية أثبتت قدرة على تنفيذ مهامّ خاصة يصعب على الطائرات المقاتلة أو المروحية تنفيذها في ساحة المعركة..
وكشف الناطق الرسمي في “بيان” ان المضادات الأرضية تمكنت من إسقاط عدد منها، بعض من المسيرات المذكورة تسببت في إحداث أضرار محدودة تمثلت في إصابة مخزن للذخائر بقاعدة عثمان دقنة الجوية أحدثت إنفجارات متفرقة ولا إصابات بين الأفراد.
تابعت (عين الحقيقة) في صبيحة ذات اليوم الاحد 4 مايو استهدفت مسيرات انتحارية مطار كسلا شرقي السودان، وطبقاً لمصادر محلية أن المضادات الأرضية تصدت للهجوم الذي أثار الهلع وسط السكان، ويشهد مطار كسلا هجوماً بالمسيرات للمرة الثانية خلال يومين، ولم تصدر الجهات المسؤولة اي بيان رسمي حول الحادثتين التي وقعت امس واليوم.
على اية حال بعد شل سلاح الجو السوداني بتدمير مطار وادي سيدنا ومع تصاعد الهجمات بالطائرات المسيرة في الاونة الاخيرة على المطارات الإستراتيجية، في عدة مواقع ومنشآت بمناطق سيطرة الجيش، في عدد من الولايات بشكل مكثف، لا يستبعد المراقبون من تمكن الدعم السريع حسم المعركة برياً حال استمرار الحرب دون لجؤ اطراف النزاع الى طاولة التفاوض، وخاصة بعد ان أثبتت المسيَّرات الإستراتيجية قدرتها على تنفيذ مهامّ خاصة يصعب على الطائرات المقاتلة أو المروحية تنفيذها في ساحة المعركة، وكانت في بعض المعارك السلاح الحاسم الذي غيَّر النتيجة في الكثير من الدول.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.