الأبيض (عروس) كردفان الكبرى.. هل تصمد طويلاً..؟

تقرير- عين الحقيقة

أثار سقوط محليتي النهود والخوي، الواقعتين بولاية غرب كردفان، على يد قوات الدعم السريع مؤخراً، تساؤلات عميقة حول مستقبل التوازن العسكري للجيش، ومخاوف متزايدة بشأن مصير مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، المعروفة بلقب “عروس الرمال”، التي باتت، بحسب محللين، في مرمى النيران.

تُعد محلية النهود واحدة من أكبر وأهم محليات ولاية غرب كردفان، وتكمن عمقها الجغرافي والاستراتيجي، بأنها تقع على تقاطع طرق يربط ولايات كردفان من ناحية الغرب والشمال والشرق بإقليم دارفور موصولاً بخطوط التجارة الداخلية بين عدد من الولايات في كردفان ودارفور. أما محلية الخوي على الرغم من صغر حجمها مقارنة بالنهود، إلا أن موقعها القريب من الطريق القومي الرابط بين إقليم دارفور وكردفان والعاصمة الخرطوم يمنحها ثقلاً استراتيجياً أكبر.

خبير عسكري: السيطرة على النهود تعني توسيع رقعة نفوذ قوات الدعم السريع شرقاً، مع قطع خطوط إمداد الجيش كلياً لولايتي جنوب وشمال وكردفان..

ويرى خبير عسكري فضل حجب اسمه-لصحيفة -(عين الحقيقة) أن السيطرة على النهود تعني توسيع رقعة نفوذ قوات الدعم السريع شرقاً، مع قطع خطوط إمداد الجيش كلياً لولايتي جنوب وشمال وكردفان، مضيفاً أما الخوي بدورها تمثل البوابة أو المدخل الأكثر قرباً لولاية شمال كردفان ؛الأبيض، واستطرد قائلاً :إذا أمنت قوات الدعم السريع الطرق التي تؤدي إلى محلية بارا يمكن أن تستولى علي الأبيض في معركة خاطفة لن تدخلها في خسائر عسكرية فادحة البتة.

فمع توغل قوات الدعم السريع في محليتي النهود والخوي، بغرب كردفان، تتزايد تكهنات المراقبين، حول نية قوات الدعم السريع الزحف والتقدم تجاه عاصمة ولاية شمال كردفان الأبيض، ذات الثقل السكاني والعسكري والاقتصادي، ويعتبر المراقبون أن الأبيض تمثل “المحفز الأكبر” لأي طرف عسكري يتمكن من السيطرة عليها في الوقت الحالي، نظراً لما تحتويها من مخزون استراتيجي في الوقود والغذاء، علاوة على موقعها كمفترق طرق رئيسية بين دارفور، الخرطوم، وكردفان الكبرى.

تحركات أمنية واحترازات بمداخل المدينة خشية من سقوط الأبيض التي تحسب آخر معاقل الحركة الإسلامية عقب سقوط محلية النهود.

 

ويشير متابعون لسير المعارك بولاية غرب كردفان إلى أن سقوط محليتي النهود والخوي سيمثل تحولاً جذرياً في مسار الصراع، مضيفين أن هذه المحليات من حيث الاستراتيجية العسكرية ستعجلان بسقوط قيادة الفرقة الخامسة مشاة الهجانة التي تعد من أقوى التشكيلات العسكرية بكردفان الكبري.

وذكرت مصادر محلية أن هناك تسارع في عملية الاستنفار وحشد المواطنين من قبل عناصر الحركة الإسلامية بداخل عاصمة ولاية شمال كردفان “الأبيض، بجانب تحركات أمنية واحترازات بمداخل المدينة خشية من سقوط الأبيض التي تحسب آخر معاقل الحركة الإسلامية عقب سقوط محلية النهود.

وأفادت تقارير صحفية بأن قوات الدعم السريع منذ إندلاع حرب أبريل اعتمدت السريع على استراتيجية السيطرة السريعة على المدن الرئيسة والطرق الحيوية، وهو ما ظهرت بوضوح في سيطرتها علي كبري ولايات إقليم دارفور، وأضافت التقارير أن نقل المعركة إلى غرب كردفان تعكس نية الدعم السريع بصورة واضحة لتوسيع نفوذها نحو الشرق إلي أمدرمان والنيل الابيض.

وقال خبراء عسكريين إن قوات الدعم السريع تهدف إلى خنق الجيش في وسط البلاد، وشل قدرته من إعادة الانتشار، مشيرين إلى أن ولاية شمال كردفان ؛الأبيض ليست فقط هدفاً عسكرياً، بل رمزياً أيضا، حيث تمثل آخر خطوط الدفاع قبل قبل التوغل في الجزيرة وولاية النيل الأبيض.

بالمقابل، يستبعد الخبراء أن يواجه قوات الدعم السريع تحديات لوجستية وعسكرية في حال قرر التقدم نحو الأبيض، بالأخص في ظل سلاسة الطريق بين النهود والخوي والأبيض التي تحتضن الالآف من الجيش والقوات المساندة لها.

مصادر عسكرية لـ(عين الحقيقة) إن الجيش يعتمد حالياً على تكتيك الدفاع المتحرك لاحتواء التقدم، مع تعزيز خطوطه في محليتي بارا وسودري..

وذكرت مصادر عسكرية لـ(عين الحقيقة) إن الجيش يعتمد حالياً على تكتيك الدفاع المتحرك لاحتواء التقدم، مع تعزيز خطوطه في محليتي بارا وسودري، مضيفين أن أولوية الدفاع العسكري في الوقت هي منع قوات الدعم السريع من السيطرة على الأبيض وتضييق الخناق على الجيش كلياً.

ورجحت بعض المصادر ان سقوط الأبيض في يد الدعم السريع يمكن أن تكون في أسبوع، إلا أن ثمة توقعات من ذات المصادر أن المدينة لربما ستصمد لفترة طويلة نظراً لتعزيزاتها العسكرية الواسعة، مشيرين إلى بقاء المشهد العسكري مفتوحاً على احتمالات متعددة.

وفي السياق ذاته يرى خبراء عسكريون أن الحسم العسكري الكامل في كردفان قد يستغرق شهوراً، ولا سيما في حالة دخول أطراف أخرى على خط المواجهة، أو دخول تعزيز للجيش من قبل من القوات المساندة لها.

من خلال وقائع الحرب ومعطيات المعارك العسكرية علي الأرض ستظل الأنظار، تتجه نحو ولاية شمال كردفان “الأبيض، حيث تكون التطورات العسكرية تجاه عروس الرمال بمثابة المؤشر الأخير لمآلات خوض غمار الحرب ونهاية المعارك في كردفان الكبري بين الجيش وقوات الدعم السريع.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.