بعد استهداف بورتسودان وكسلا.. هل أصبحت الحرب شاملة..؟

تقرير _ عين الحقيقة

تحولات مثيرة شهدتها حرب السودان ، بتمددها لأول مرة الى شرق البلاد حيث يتحصن قادة الجيش عقب هروبهم من الخرطوم التي اندلعت فيها اولي الموجهات العسكرية بين الجيش والدعم السريع قبل عامين.

في تطور مفاجئ غير متوقع قصفت مسيرات يعتقد أنها تتبع لقوات الدعم السريع في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد مطاري بورتسودان وكسلا ، واسفر القصف عن تصاعد أعمدة الدخان ،الناجم عن حرق خزان وقود داخل المطار ومخزن للسلاح فى قاعدة عثمان دقنة العسكرية، وقد شوهدت ألسنة النار تتصاعد داخل مطار بورتسودان الذي تعطلت فيه حركة الملاحة وتم زجلاء المسافرين منه ، و لاذ العاملين بالفرار من هول اصوات الانفجارات .

تعليق حركة السفن والبواخر من وإلى ميناء بورتسودان عقب الهجوم،
واتخذت سلطات الطيران قرارا باغلاق المجال الجوي المفتوح جزئياً..

و اكد شهود عيان بمدينة بورتسودان هروب عدد كبير من أسر المسؤلين براً الى مصر عقب الهجوم حيث رصدت حركة 30 سيارة تحركت من قاعدة (كالاناليب) تحمل عوائل مسؤولين حكوميين وعسكرين الى مصر. كما غادرت جميع البعثات الدبلوماسية مدينة بورتسودان برًّا عبر منطقة حلايب في طريقها إلى جمهورية مصر.

حالة رعب وفوضى، سيطرت على الاوضاع في بورتسودان العاصمة الادارية المؤقتة لحكومة الأمر الواقع بسبب الهجوم المفاجئ بالمسيرات ، حيث علقت سريعاً حركة السفن والبواخر إلى ميناء بورتسودان عقب الهجوم،
واتحذت سلطات الطيران قرارا باغلاق المجال الجوي الجزئي المفتوح لسماء السودان أمام حركة الرحلات الجوية من خلال أشعار (كنوتام) .

قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضارية ضد الجيش لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم بينما أكدت القوات المسلحة عملية الاستهداف بالمسيرات الانتحارية التى تسببت في أضرار مادية وصفتها بالمحدودة أبرزها حريق مخزن للذخائر داخل قاعدة عثمان دقنه الجوية.

بيان الجيش لأول في حوادث الهجمات بالمسيرات،  تحاشى توجيه الاتهام لقوات الدعم السـريع

ثلاث روايات لهجوم بورتسودان لها مدلولات مختلفة صحفياً، وسياسياً، وعسكرياً ، بينما اكد شهود عيان في فيديو، ان الاهداف المستهدفة هي قاعدة عثمان دقنة ومطار الجيش، و منشآت مختلفة في المطار من بينها مخزن وقود ، نقلت ايضاً مراسلة الحدث أن مسيرات استهدفت مطار بورتسودان واحدثت خسائر عددتها في مخزن وقود وبعض المنشآت.

وبالرغم من تأكيد الناطق باسم القوات المسلحة حدوث القصف، في بيان أصدره الجيش لأول في حوادث الهجمات بالمسيرات، إلا أنه تحاشى توجيه الاتهام لقوات الدعم السـريع ، واكد الناطق الرسمي ان القصف طال قاعدة عثمان دقنة الجوية وإصابة مخزن للذخيرة بالقاعدة ما أدى لحدوث انفجارات متفرقة، ومستودعات مدنية .

قصف مطار بورتسودان وبهذه الطريقة يؤكد تحول الحرب إلى حرب استنزاف وتوسيع نطاقها باستهداف مركز سلطة الأمر الواقع فى بورتسودان لأول مرة، الهجوم على مطار بورتسوادان لم يكن متوقعاً وقد اعقبته حالة من الفزع في المدينة الآمنة التي تستخدمها سلطة الأمر الواقع عاصمة إدارية لها بعد نزوحها من العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الحرب العبثية في 15 أبريل 2023.

مصدر مطلع: مقتل العشرات من الخبراء الأجانب الذين استقدمهم الجيش مؤخراً لأغراض التدريب والتأهيل لعدد من منسوبي الجيش وكتائب الحركة الإسلامية..

ورحج مراقبون بان الدعم السـريع ربما استجلب خبراء أجانب مسنودون بتجهيزات تقنية عالية مكنتهم من زيادة مدى طيران المسيرات لتصل بورتسودان وكسلا.. وبحسب ما ذكره المراقبون ان هذه التجهيزات تمت في محور الصحراء، وبالتحديد في منطقة العطرون، ومنها تم استهداف مطار بورتسودان فجر اليوم.

وفي ظل الغموض والتعتيم الاعلامي على حادثة قصف المسيرات لبورتسودان ، اكد مصدر مطلع عن مقتل العشرات من الخبراء الأجانب الذين استقدمهم الجيش مؤخراً لأغراض التدريب والتأهيل لعدد من منسوبي الجيش وكتائب الحركة الإسلامية على الأسلحة الحديثة والتقنيات الدفاعية والعسكرية المتطورة.

وأكد المصدر العسكري وثيق الصلة بالملفات العسكرية بسلطة بورتسودان، أن الضربات العسكرية بواسطة المسيرات أدت لمقتل خبراء من دول إيران وتركيا وأوكرانيا، مشيرا إلى ان الضربات استهدفت بدقة الغرف التي يقيم فيها هؤلاء الخبراء مما أودى بحياة العشرات منهم (جارٍ حصرهم).

الهجمات تسببت في تدمير 12 طائرة مقاتلة، 3 طائرة أنتنوف، الطائرة الرئاسية و بالاضافة لتدمير طائرة يوشن، و2 منظومة تشويش

وفي تفاصيل اكثر دقة عن حصيلة خسائر إستهداف المسيرات لمطاري بورتسودان وكسلا وقاعدة عثمان دقنة العسكرية  تسببت في تدمير 12 طائرة مقاتلة وتدمير 3 طائرة أنتنوف و تدمير الطائرة الرئاسية و بالاضافة لتدمير طائرة يوشن تدمير 2 منظومة تشويش.

ورغم اتهام الجيش لقوات الدعم السريع بانها تقف وراء الهجوم بالمسيرات، إلا أن عدد من النافذين والخبراء شككوا في قدرة قوات الدعم على امتلاك وتشغيل هذا النوع من المسيرات، لافتا إلى أن الطائرات المسيرة يشتبه بأنها إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في مدينة بورتسودان بالتركيز على الجزء العسكري من مطار بورتسودان وقاعدة دقنة العسكرية. و اشار إلى أن الضربات استهدفت شحنات أسلحة إيرانية وصلت مؤخرا من طهران يعتقد أنها تضمنت طائرات مسيرة وأنظمة تسليح متقدمة.

الهجوم على مدينة بورتسودان الساحلية مثل ضربة قاضية لحلفاء معسكر الحرب ، حيث لم يتوقعوا ان تصل اليهم الحرب في عقر دارهم ، كما ان كثير من الدول المهتمة بالشأن السوداني ذهلت بالتطور الأخير ، خاصة المملكة العربية السعودية التي افتتحت سفارتها في بورتسودان مؤخراً، لذلك بادرت بالتعليق على هجوم بورتسودان ، حيث اعربت عبر وزارة خارجيتها عن إدانتها واستنكارها استهداف المرافق الحيوية والبنية التحتية في “بورتسودان وكسلا”
بجمهورية السودان، وهو ما يمثل تهديداً للاستقرار الإقليمي والأمن الوطني العربي والأفريقي، وطالبت المملكة بالوقف الفوري للحرب في السودان وتجنيب السودان وشعبه الشقيق المزيد من المعاناة والدمار.
وجددت المملكة العربية السعودية في بيانها موقفها على أن الحل للأزمة هو حل سياسي (سوداني – سوداني) يحترم سيادة ووحدة السودان ويقوم على دعم مؤسسات الدولة السودانية. و اكدت الخارجية السعودية رفض المملكة لهذه الانتهاكات، مشددةً على ضرورة توفير الحماية للمدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام
بحماية المدنيين في السودان الذي وقع بين الجيش والدعم السريع بتاريخ ۱۱ مايو ۲۰۲۳م.

واصدرت لجان المقاومة بورتسودان بياناً نددت فيه باستهداف المدينة وو صفت القصف بإنه حادثه تعِد الأولى من نوعها منذ إندلاع الحرب باستهداف مطار بورتسودان الدولي وعدد من المواقع العسكرية بمسيرات مما أسفر عن أضرار وخلق حالة من الرعب والخوف وسط المواطنين.

وجاء في البيان “إننا في لجان المقاومة بورتسودان ندين هذا الإستهداف ويسجل ضمن السلسلة الطويلة من جرائم الحرب والإنتهاكات الإنسانية، وأن الشعب السوداني و القوى المدنية الحية تسعى جاهدة لإيقاف هذه الحرب في البلاد و ضرورة محاسبة المتخاذلين و كشف المتورطين في الجريمة الإرهابية مكتملة الأركان و الدوافع.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

تواصل معنا على الواتساب

مرحبا بكم - عين الحقيقة

18:13