تراجع الإنتاج في مناطق سيطرة الدعم السريع وأثره على الاقتصاد

تقرير- عين الحقيقة
ساهمت حرب 15 أبريل بالسودان في تراجع حاد في الإنتاج الإقتصادي بمختلف قطاعاته، وتعتبر الزراعة وتربية الماشية من أكثر القطاعات إسهاماً في الدخل القومي، وتساهم مناطق دارفور وكردفان بما يقدر 60٪ في الدخل القومي . حيث تشير تقارير إلى الدعم السريع أحكم سيطرته على معظم مدن ومحليات دارفور وذلك في الفترة بين سبتمبر – نوفمبر 2023 م، وكذلك مدن ومحليات في ولاية غرب كردفان .
وقام الدعم السريع بتعيين إدارات مدنية لتسيير دولاب العمل والخدمات في مناطق سيطرته، لكن شهد الإنتاج في هذه المناطق تراجعاً حاداً عزاها مراقبون لعدد من العوامل .حيث ساهم الوضع الأمني وحالة السيولة الأمنية بسبب انتشار السلاح، إلى عزوف عدد كبير من المزارعين عن ممارسة مهنهم ولجأ المزارعون إلى زراعة مساحات صغيرة .كما شكلّت الحالة الأمنية تهديدا كبيرا في صعوبة نقل مدخلات الإنتاج من الأسمدة والتقاوي والوقود والارتفاع الكبير في أسعارها من العوامل المؤثرة على ضعف الإنتاج .

 مراقبون: غياب التمويل المصرفي، وتوقفت المصارف والبنوك التي تقدم التمويل للمزارعين ساهم في التراجع الأنتاجي

ويمضي المراقبون أن غياب التمويل المصرفي ساهم في التراجع الأنتاجي، إذ توقفت المصارف والبنوك والمؤسسات التي تقدم التمويل للمزارعين ، كما افرزت الحرب قلة في الأيادي العاملة في الزراعة بسبب النزوح .كما تتشابه عوامل تراجع الإنتاج الزراعي مع عوامل تربية الماشية، وعوضا عن العوامل المتسببة في تراجع الإنتاج الزراعي نجد أن تربية الماشية تأثرت بقرار وقف تصدير الماشية إلى مناطق سيطرة الجيش، وغياب وإنعدام الرعاية البيطرية و توقف المصدرين عن شراء الماشية والذي بدوره أسهم في تراجع أسعار الماشية .
ونتاج لهذه العوامل في قطاعي الزراعة والماشية، فإن تراجع الإنتاج قد أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير مما حد من قدرة المواطنين على الشراء .
وكذلك الانهيار الكبير في الصادرات وإزدياد العجز التجاري، والجدير بالذكر أن الصادر السوداني يعتمد بشكل كبير على المنتجات الزراعية كالفول السوداني والسمسم والصمغ العربي .ومع انخفاض إيرادات الصادر أسهم في عجز الميزان التجاري والذي بدوره ساهم في نخفاض العملة المحلية .
ومن الأسباب الرئيسية لتراجع الإنتاج في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع أن الإدارات المدنية عجزت عن تقديم خطة لمنع التراجع ومع قلة الموارد وصعوبة الاتصال والحركة بين الولايات المنتجة والوصول إلى المنتجين فإن هذه التراجع سيزداد تفاقما مع استمرار العمليات العسكرية في المناطق المختلفة .

 الإدارات المدنية عجزت عن توفير أسواق بديلة للصادر مما ساهم في استمرار العزوف عن الإنتاج

وأيضاً نجد عجز الإدارات المدنية في توفير أسواق بديلة للصادر مما يسهم في استمرار العزوف عن الإنتاج .كما نجد أن الإدارات المدنية عجزت عن توفير بدائل للتمويل والرعاية البيطرية .
ويظهر تراجع الإنتاج عن الهشاشة الكبيرة التي يعاني منها الاقتصاد السوداني ومحدودية قطاعاته المنتجة والتي أظهرت تأثيراً كبيرا على الاقتصاد .
وفي نهاية الأمر نجد من الآثار الظاهرة لتراجع الإنتاج على الإقتصاد في هجرة لرأس المال إلي دول الجوار، وكذلك هجرة العمال وأصحاب الكفاءات بحثل عن فرص العمل أو الاستثمار. وأيضاً الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية وكذلك النقص في الخيارات الغذائية مع ارتفاع حصيلة المواطنين الذين يعانون من المجاعة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.