إدانات واسعة لقصف القافلة الإنسانية ب(الكومة) والامم المتحدة تطالب باجراء تحقيق
متابعات - عين الحقيقة
ادانت بيانات صدرت امس الثلاثاء قصف القافلة الإنسانية في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور والتي تسببت في احداث خسائر في الأرواح والممتلكات، وسط إتهامات متبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع، غير أن الامم المتحدة تطالب باجراء تحقيق عاجل ومحاسبة الجناة.
وأظهر فيديو متداول في مواقع التواصل الاجتماعي لشاحنات محترقة تماما حيث افاد فيه مصور الفيديو بأن طائرات مسيرة تابعة لقوات الجيش قصفت شاحنات الإغاثة المتجه للنازحين واللاجئين، وكشف عن تدمير حوالي (25) شاحنة.
تعدي علي الأعراف والمواثيق الدولية :
وفي بيان رسمي، اتهم تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) ما اسماه بجيش المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية باستهدف شاحنات برنامج الأغذية العالمي (WFP) في منطقة الكومة شرق الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأوضح تحالف تأسيس في بيان امس الاثنين 2 يونيو 2025 ان الاستهداف تسبب في مقتل عدد من أفراد القافلة من السائقين ومساعديهم واصابة آخرين في تعدي سافر لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
وأشار التحالف في البيان الي ان هذا الاستهداف يعد استمراراً لنهج قوات الجيش والاطرافة المتحالفة، واضاف كما كانوا يفعلون في تعطيل المساعدات الإنسانية والتماطل في مفاوضاتها والتعنت في فتح المعابر.
وتابع : عدم الاعتراف بالمجاعة والفساد في توزيع المساعدات الإنسانية التي تصل إلى بورتسودان وبيعها في الأسواق أو الذهاب بها إلى معسكرات الجيش وعدم الاتفاق على أي التزامات فيما يخص مفاوضات المساعدات الإنسانية مثلما حدث في اجتماعات جنيف للمساعدات الإنسانية في 11–19 يوليو 2024, وكل ذلك يعد استخداما للتجويع كسلاح ضد المدنيين.
واتهم تحالف تأسيس ما أسماه بجيش الاسلاميين وكتائبه الجهادية باشعال الحرب التي زادت من معاناة المدنيين كما فعلوا في الفاشر وفي معسكرات النزوح عندما اتخذوها مناطق عسكرية واتخذوا المدنيين دروع بشرية ونصبوا فيها منصات إطلاق صواريخهم واتخذوا من المستشفيات ثكنات عسكرية.
ونبه تحالف تأسيس الي ان هذه هي غايتهم التي أشعل من أجلها هذا الجيش والاطراف المتحالفة حربهم مشيرا الي أنه يساوم السودانيين والسودانيات بكرامتهم واحتياجاتهم الحياتية والضرورية وأمنهم وأمانهم مقابل عودتهم للحكم بعد أن لفظهم الشعب في ثورة ديسمبر المجيدة.
مبيناً بدات خطواته نحو الحرية والديمقراطية ويطلقون عليها كذبا حرب الكرامة فما هي إلا كرامتهم هم التي يحاربون لأجلها و ليست كرامة السودان وانه برئ منهم.
وقال تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) لا كرامة للسودان وان ما يسمون انفسهم بالجيش باقون مؤكدا انهم يريدون العودة الي السلطة بإثارة القتل والعنصرية والقبلية والكراهية، وقطع ان هذه الحرب ستكب آخر فصول الظلم والاستبداد والعنصرية في السودان.
حجز قافلة المساعدات وحرقها
ومن جانبها اصدرت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر بياناً اتهمت فيه الدعم السريع بحجز قافلة مساعدات إنسانية تتبع لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر قبل ثلاثة أيام في مدينة “الكومة” ثم قامت يوم أمس بإحراقها بالكامل
ولفتت الي ان الأخطر من ذلك هو محاولة تزوير الحقيقة وادعاء أن الجيش هو من قصف القافلة عبر طائرات مسيّرة في محاولة مفضوحة لتضليل الرأي العام والتملّص من المسؤولية.
وأوضح البيان ملامح الحريق وشهادات من المنطقة تؤكد أن الحادثة كانت بفعل مباشر على الأرض، مؤكدة ان نمط الحريق لا يشبه آثار ضرب الطائرات المسيّرة أو الرجمات الجوية بل يحمل بصمات التخريب المتعمد بواسطة النيران والعبث الأرضي، في مشهد يكشف السقوط الأخلاقي والإنساني التام.
واكدت مقاومة الفاشر إن استهداف المساعدات الإنسانية ليس فقط جريمة حرب بل هو اعتداء مباشر على أبسط مقومات البقاء لملايين المدنيين الذين يُعانون الجوع والنزوح والانهيار الشامل في الخدمات ، في ظل صمت دولي مخزي وتواطؤ داخلي لا يقل إجراماً عن الفعل نفسه.
الأمة القومي يحمل قيادة الجيش المسؤولية
وادان حزب الأمة القومي استهداف القافلة الإنسانية في مدينة الكومة وحمل في (بيان) امس الثلاثاء 3 يونيو، قيادة الجيش المسؤولية، واضاف ان هذه الأعمال التي وصفها بالإجرامية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، وجريمة حرب مكتملة الأركان، وتُعدّ تراجعًا خطيرًا عن الالتزامات بحماية المدنيين وتأمين عمل منظمات الإغاثة الإنسانية.
وحمّل حزب الامة في البيان قيادة القوات المسلحة السودانية المسؤولية المباشرة عن هذه الهجمات وما ترتب عليها من خسائر في الأرواح والممتلكات.
وكما حمّل قوات الدعم السريع مسؤولية تعريض المدنيين للخطر من خلال استخدام المرافق المدنية لأغراض عسكرية، بما يزيد من معاناة المواطنين ويُعقّد الأوضاع الميدانية ويُعطّل الجهود الإنسانية.
وقال حزب الأمة ان الاستمرار في استهداف المدنيين يُعدّ انحرافًا خطيرًا عن القيم الوطنية والأخلاقية، ويكشف عن غياب الإرادة الجادة في حماية أرواح السودانيين، فضلاً عن كونه انتهاكًا ممنهجًا يُعرّض حياتهم للخطر ويزيد من اتساع دائرة النزاع.
وأكد حزب الامة أن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين لا تسقط بالتقادم، وشدد على ضرورة محاسبة مرتكبيها، عاجلًا أم آجلًا، أمام القضاء الوطني أو الدولي، تحقيقًا للعدالة وإنصافًا للضحايا.
ودعا حزب الأمة القومي كافة القوى الوطنية الحية، والمنظمات الحقوقية، والمجتمع الدولي، إلى إدانة هذه الانتهاكات الجسيمة، والضغط من أجل وقف الحرب المدمرة، والعمل على فتح تحقيقات مستقلة وشفافة تكشف الحقائق للرأي العام، وتُفضي إلى محاسبة المسؤولين عنها.
وحذر حزب الأمة من التمادي في استباحة أرواح الأبرياء، وانتهاج سياسة العقاب الجماعي، في ظل إفلات تام من العقاب، مشيراً الي انه يُنذر بخطر داهم على السلم الاجتماعي، ويُعمّق الكراهية، ويُقوّض فرص السلام والاستقرار.
وقال حزب الأمة القومي في البيان إن الواجب الوطني يقتضي اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، توحيد جهود جميع القوى الوطنية والمدنية والمجتمعية، للعمل العاجل على وقف الحرب وإنقاذ ما تبقى من الوطن، باعتبار ذلك ليس خيارًا، بل مسؤولية وطنية مستحقة لا تحتمل التأجيل.
الامم المتحدة تطالب باجراء تحقيق ومحاسبة الجناة :
وبدورها ادأنت الامم المتحدة الهجوم علي القافلة الإنسانية المشتركة وفي بيان صدر امس الثلاثاء، قالت الوكالتان الأمميتان إن القافلة كانت مكونة من 15 شاحنة، وكانت تحاول الوصول إلى “الأطفال والأسر في الفاشر المتضررة من المجاعة، بإمدادات غذائية وتغذوية منقذة للحياة”. وشددتا على أن مسار القافلة كان معروفا ومتفقا عليه مسبقا مع الأطراف، كما هو معتاد في جميع القوافل الإنسانية.
وأضاف البيان: “بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب حماية قوافل المساعدات، وعلى الأطراف التزام بالسماح بمرور وتسهيل الإغاثة الإنسانية على وجه السرعة ودون عوائق إلى المدنيين المحتاجين”.وطالبت الوكالتان بوقف الهجمات فورا على العاملين في المجال الإنساني ومرافقهم ومركباتهم، وهو ما يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني. وأضافتا: “ندعو إلى إجراء تحقيق عاجل ومحاسبة الجناة”.
وأعربت الوكالتان في بيانهما عن أسفهما الشديد لعدم وصول الإمدادات إلى الأطفال والأسر الأضعف. وأوضحتا أن القافلة قطعت مسافة تزيد عن 1800 كيلومتر من بورتسودان، “وكان من المقرر أن نتفاوض على الوصول لإكمال الرحلة إلى الفاشر عندما تعرضت للهجوم”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.