يقع المدافعون عن جيش البازنقر فى تناقض مريع ومثير للشفقة عندما يستندون على عمر الجيش المئوى وكأن فى ذلك ميزة تحسب له !
فالجيوش الحديثة ليست آثار حضرية آركلوجية تقاس قيمتها بالأزمان السحيقة !
بقدرما تتجلى قيمة الجيوش بمدى إلتزامها بالدساتير الوطنية التى تحدد مهامها بدقة فى حماية الحدود وصيانة الأمن القومى!
ولذلك ركون داعمي الجيش لفكرة قدم جيش البازنقر ، إنما يطعن فى وطنيته فجيش أسسه المستعمر لقهر الشعوب السودانية واخضاعها،
ثم ورثه عملاء الإستعمار مثلما ورثوا مؤسسات دويلة 56 ! لن يشرف أحد بقدرما يعتبر أن ذلك مسبة وخلل خلقي !
ولذلك كان حري بنا كشعوب سودانية إعادة النظر فيه وفى كل مؤسسات دويلة ما بعد الإستقلال الصورى ، ولا غرو وأننا قد دفعنا ثمنآ باهظآ من نهضتنا الممكنة وأمننا القومي نتيجة لتخبط وكلاء المستعمر وآلة بطشهم ممثلة فى جيش البازنقر هذا !
على الرغم من المحاولات الثورية المستمرة منذ 1955م !
ولكن (والما عستو بإيدك بكيدك) ولذلك ظللنا نراوح مكاننا بل نتدحرج من سئ الى أسوأ حتى إذا ما وصلت الأمور الى نهاياتها المنطقية ، حيث افلاس دويلة 56 وتآكل كل أدواتها لإجتراح الحلول على علاتها !
بيد أن ثورة الخامس عشر من ابريل قد هدمت أهم وسائلها التى طالما اعتمدت عليها فى استخدام العنف المفرط تجاه الأصوات الوطنية التى مافتئت تعبر
عن الوضع المختل والخلل البنيوى للدولة منذ ثورة توريت 1955م
فجيش البازنقر العميل ظل آلة العنف بيد عصابة 56 ضد الثورة السودانية بمختلف مسمياتها وتمظهراتها مدنية كانت أو عسكرية !،
ولكن الأمر هذه المرة مختلف جدآ، فقد نازل الأشاوس الأفذاذ جيش البازنقر الذى يمتلك الترسانة العسكرية والتسليح الهائل، بريآ وبحريآ، وجويآ، بعزيمة الثوار وثبات الشجعان مستلهمين إرث الأجداد رغم
فارق التسليح ،
التاتشر فى مواجهة الدبابة والكلاشنكوف مقابل الأنتنوف، تمامآ كما واجه أجدادنا مدافع المكسيم بسيوف العشر ،
ومن جانب آخر فقد هزم الأشاوس وبسلاح الوعى الثورى عصابة 56 وجردوها من أهم اسلحتها التى احرقت بها الهامش العريض وعملت على تعطيل وحدته الثورية فى مواجهة العصابة الميئوسة التى جعلت من التخلف سمة ملازمة لوطننا وكانت العقبة الكأداء لنهوضه وتقدمه فتخلف عن رصفائه فى الإقليم والعالم، كما عملت العصابة على استدامة الحروب الأهلية والفتن العشائرية،
ولكن ثورة أحرار السودان الفتية اسقطت والى الأبد نظرية (فرق _تسد )
واستطاعوا عقد تحالفات عريضة مع كل الهامش واصحاب المصلحة فى التغيير،
تحالفات تقوم على حرص هذه القوى الثورية والمنضوية تحت إسم
(تأسيس) على مبدأ تأسيس الوطن من جديد ، بعد أن عقدوا العزم على المضي قدمآ فى وضع عقد اجتماعي جديد ودستور سودانى ولأول مرة يعبر عن كافة أبناء السودان بمختلف مشاربهم الإثنية والثقافية وتنوعهم الجغرافى فى ظل دولة المواطنة المتساوية العلمانية والفيدرالية الموحدة ، والتى تقوم على انقاض دويلة عصابة ما بعد الإستقلال الصورى والذى كما قلت آنفآ فقد افلست تمامآ وباتت غير قابلة للحياة والإستمرار ،
فشعوبنا السودانية التى انهكتها عصابة 56 وأذاقتها الويل والثبور خلال ما يقارب 7 عقود عجاف ، مارست فيها العصابة البطش والتنكيل وهتك
النسيج الإجتماعى وتقسيم الوطن العزيز الى شطرين ، ومازالت تكابر رغم اهترأ آلياتها وهزيمتها النكراء خلال هذه الثورة، مازلت فى متاهتها و غيها القديم تعمل مع سبق الإصرار والترصد على تقسيم ما تبقى من وطن ،
بغية الهروب المستحيل من هزيمتها التاريخية وتفادى مصيرها المحتوم من خلال الهروب الى الإمام الذى اعتادته ظنآ منها أن ذلك سينجيها من الحساب الذى اقترب ،
ولذلك تعمد الى ارتكاب الجرائم المهولة ضد الأبرياء من شعوبنا السودانية تحت طائلة قانون الوجوه الغريبة فى اماكن سيطرة جيش البازنقر وعلى أساس جهوى وعرقى! أو قيامها باسقاط البراميل المتفجرة والأسلحة المحرمة دوليآ على رؤوس الأبرياء بفرية الحواضن المدعاة أو استخدام السلاح الكيميائى واسلحة الدمار الشامل دون أن يرف لهم جفن! كل هذه الجرائم تعكس مدى افلاس العصابة وهزيمتها الكبرى أمام الثوار الأشاوس الصناديد ،
وكلما أوغلت العصابة فى جرائمها إزدادت عزلتها الشعبية وبانت عورتها الخلقية ،
ولا سيما وأن ثورة الأشاوس التى أثمرت عن حكومة الثورة و التأسيس قد تجاوزت عصابة بورتسودان وبأت أمر خلاص الوطن من شرورها قاب قوسين أو أدنى والحق
أن ثورة أحرار السودان المباركة أن لم تفعل سوى تدمير جيش البازنقر لكفاها شرفآ !!
كنديرة 28/7/2025
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.