يأتي التعليم في قلب رؤية حكومة تأسيس بقيادة دولة رئيس مجلس الوزراء محمد حسن التعايشي، بوصفه مدخلًا أساسيًا لبناء السودان الجديد وتحقيق العدالة والتنمية المستدامة. فالحرب الجارية أدت إلى إغلاق المدارس لأكثر من ثلاث سنوات، وتعرضت المباني المدرسية للتدمير والنهب، كما تحولت بعض المؤسسات التعليمية إلى ملاجئ للنازحين، حيث تضررت مرافقها وتلفت تجهيزاتها. وبذلك أصبح التعليم واحدًا من أكثر القطاعات تضررًا، وأحد أكبر التحديات التي تواجه الدولة في المرحلة الحالية.
تدرك حكومة تأسيس أن إعادة إعمار التعليم ليست مهمة خدمية فحسب، بل هي مشروع وطني جامع يهدف إلى استعادة ثقة المجتمع في الدولة الجديدة، وترسيخ قيم المواطنة، وإطلاق طاقات الشباب للمساهمة في التنمية. ولهذا يجب ان تضع الحكومة أهدافًا عاجلة تبدأ بإعادة فتح المدارس وتنفيذ صيانة إسعافية عاجلة للمباني المتضررة، وتوفير الأثاث والوسائل التعليمية، إلى جانب تأهيل المعلمين نفسيًا ومهنيًا لتمكينهم من استئناف العملية التعليمية دون تأخير.
وعلى المدى المتوسط، يجب أن تعمل حكومة تأسيس على إعادة بناء المدارس التي تعرضت للدمار الكامل، وتحويل المؤسسات التي استُخدمت كملاجئ إلى بيئة تعليمية صالحة، مع إدخال نماذج بديلة مثل المدارس المجتمعية والفصول المتنقلة والتعليم الإلكتروني المحدود لتقليل الفاقد التعليمي، وضمان استمرارية العملية التعليمية في مختلف الظروف.
أما في الأمد الطويل، فإن رؤية حكومة تأسيس تستهدف بناء بنية تحتية تعليمية حديثة وآمنة وفق معايير الجودة العالمية، وتحديث المناهج لتنسجم مع مشروع السودان الجديد الذي يقوم على العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة، مع ضمان مجانية التعليم الأساسي وإتاحة فرص عادلة للتعليم الثانوي والجامعي. كما تسعى الحكومة لبناء شراكات فاعلة مع المنظمات الدولية والإقليمية لدعم هذا المشروع وضمان استدامته.
إن التعليم النوعي الشامل ليس مجرد خدمة تقدمها الدولة، بل هو حجر الأساس في بناء السودان الاتحادي العادل الذي بشّر به رئيس الوزراء محمد حسن التعايشي. ومن خلال هذا المشروع، تسعى حكومة تأسيس إلى تحويل محنة الحرب والدمار إلى فرصة حقيقية لإعادة التأسيس على قواعد جديدة، تضع الإنسان السوداني في صدارة الأولويات، وتفتح الطريق أمام نهضة تنموية شاملة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.