(حمي الضنك) تفتك بسكان الخرطوم وإنهيار كامل للوضع الصحي

تقرير - عين الحقيقة

تشهد ولاية الخرطوم، تفشي غير مسبوق وزيادة ملحوظة في حالات الإصابة بحمى الضنك، الامر الذي يمثل تحدياً كبيراً للقطاع الصحي نتيجة لضعف الإمكانيات، وقصور كبير في برامج المكافحة البيئية والوقائية، في ظل نقص المساعدات الإنسانية وتفاقم الوضع، مما يجعل من الصعب احتواء تفشي المرض والسيطرة عليه.

وتعزي دوائر صحية تفشي حمي الضنك الي تراكم المياه الراكدة وضعف شبكات المكافحة، والانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية وتجاهل الاعتراف بوجود جوائح مما وفر بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل لحمي الضنك والملاريا. وكانت اللجنة التمهيدية لنقابة الاطباء إتهمت وزارة الصحة التابعة لحكومة بورتسودان بالتقاعس في مواجهة الجائحة، وصفت الوضع الصحي في البلاد بأنه تفشي وبائي، موكدة انهيار النظام الصحي، وانعدام وجود نظام موحد لتقصي الأوبئة ومراقبة الأمراض.

وفي منتصف شهر سبتمبر الماضي، حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تزايد ملحوظ في حالات الإصابة بحمى الضنك في ولاية الخرطوم، مؤكدة أن الأوضاع الصحية الراهنة تنذر بتفاقم الأزمة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار المرض. وطالبت أطباء بلا حدود جميع الأطراف الفاعلة في القطاع الصحي من سلطات محلية ودولية ومنظمات إنسانية بالتحرك الفوري، معتبرة أن “التأخير في الاستجابة قد يضاعف من حجم المعاناة ويهدد بانتشار واسع النطاق للمرض”.

تزايد حالات حمي الضنك وسط إختفاء دربات البندول في الاسابيع الماضية والتي يتخذ منها المرضى علاجاً حيث بات يتم بيعها من السوق العام الي السوق السوداء وباسعار غالية..

وتابعت صحيفة ومنصة (عين الحقيقة) تزايد حالات حمي الضنك وسط إختفاء دربات البندول في الاسابيع الماضية والتي يتخذ منها المرضى علاجاً حيث بات يتم بيعها من السوق العام الي السوق السوداء وباسعار غالية الامر الذي قاد احد المواطنين في فيديو متداول بمواقع التواصل الاجتماعي ليقدم وصفة علاجية لحمي الضنك واوصي بشرب (المريسة) بغرض العلاج.

والاسبوع الماضي شرعت وزارة الصحة الاتحادية بالتنسيق مع وزارة الصحة ولاية الخرطوم في تنفيذ خطة واسعة للحد من انتشار حمى الضنك والملاريا والحميات الأخرى، وذلك عبر محوري العلاج والوقاية وفق خطة للوزارة بالتنسيق مع السلطات

وكشفت الوزارة، عن توفير الخدمات التشخيصية والعلاجية مجاناً في 34 مستشفى موزعة على محليات الولاية السبع، وأنها تعمل على مدار اليوم، حيث تشمل المستشفيات في محلية أم درمان (مستشفى أمدرمان التعليمي، السعودي، الإمام الهادي، محمد الأمين حامد، أبو سعد، وجبيل الطينة)، وفي كرري (النو، الجزيرة إسلانج، السروراب، الفتح، بر الوالدين)، وفي أمبدة (أمبدة النموذجي، جايكا، الراجحي، الحارة 18)

بيد ان وزارة الصحة، قامت ذات الاسبوع بتدريب نحو 7800 مفتش صحي، يتولون مهام متابعة أماكن توالد البعوض داخل المنازل، خصوصاً في أواني حفظ المياه مثل “البراميل والأزيار” وأجهزة التكييف التي تعمل بالمياه والصهاريج، مشيراً إلى أن الخطة تستهدف تغطية 936 ألف منزل أسبوعياً في مختلف محليات الولاية.

أقر وزير الصحة الاتحادية ، د “هيثم محمد إبراهيم،” بوجود “احتياج ضخم في كل الجوانب”، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه الاستجابة للطوارئ الصحية، في ظل استمرار النزوح وعودة بعض السكان إلى مناطقهم المدمرة.

وفي تصريحات سابقة، أقر وزير الصحة الاتحادية ، د “هيثم محمد إبراهيم،” بوجود “احتياج ضخم في كل الجوانب”، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه الاستجابة للطوارئ الصحية، في ظل استمرار النزوح وعودة بعض السكان إلى مناطقهم المدمرة.

ويواجه السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وضعًا إنسانيًا بالغ التعقيد، حيث انهار جزء كبير من النظام الصحي غير خروج نحو 70 بالمئة من المستشفيات عن الخدمة، نتيجة استهداف البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، وغياب الكوادر الطبية، ونقص الإمدادات الدوائية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.