تفاقم الأزمة الإنسانية في غرب دارفور وسط ارتفاع الأسعار وضعف استجابة المنظمات
تقرير - عين الحقيقة
تشهد ولاية غرب دارفور وضعًا إنسانيًا بالغ التعقيد، مع تزايد أعداد النازحين وارتفاع الأسعار وضعف الخدمات المقدمة من المنظمات الإنسانية، ما جعل الولاية أمام واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية حدة منذ اندلاع النزاعات الأخيرة .بحسب المعلومات الصادرة من السلطات الرسمية استقبلت الولاية أكثر من 54 ألف أسرة نازحة خلال الأشهر الماضية، معظمهم قادمون من ولايات الخرطوم والجزيرة، بعد أن اضطروا لمغادرة مناطقهم نتيجة النزاع المسلح وتدهور الأوضاع الأمنية. ويقطن جزء كبير من هؤلاء النازحين في مراكز إيواء مكتظة داخل مدينة الجنينة، بينما لجأ آخرون إلى منازل أقاربهم أو بيوت خالية من السكان في أطراف المدينة والقرى المجاورة.
نائب مدير الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، ابوالقاسم احمد علي أن السلطات وجهت نداءات متكررة للمنظمات الأجنبية للإسراع في تقديم المساعدات، لكن الاستجابة لا تزال ضعيفة ومحدودة
قال مستشار رئيس الإدارةالمدنية بولاية غرب دارفوربشير السنوسي، إن الوضع في مراكز الإيواء سيئ جدًا، مشيرًا إلى أن النازحين يعيشون في ظروف إنسانية بالغة التعقيد، حيث يعانون من نقص الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية. وأوضح السنوسي أن ما قدمته المنظمات الأجنبية لا يتجاوز 5% من الحوجة الفعلية، مؤكدًا أن الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا وشاملًا من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العاملة في السودان.
من جانبه، كشف ، نائب مدير الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، ابوالقاسم احمد علي أن السلطات وجهت نداءات متكررة للمنظمات الأجنبية للإسراع في تقديم المساعدات، لكن الاستجابة لا تزال ضعيفة ومحدودة. وأضاف أن أبرز التحديات التي تواجه عمليات الإغاثة هي عدم تجميع النازحين في مراكز محددة، ما يصعّب عملية إيصال الخدمات إليهم، مبينًا أن انتشارهم بين الأسر المضيفة أو المنازل الخالية يعرقل الجهود الإنسانية.
بيننا يرى مدير عام وزارة الزراعة ومقرر اللجنة العليا لحماية وإنجاح الموسم الزراعي، عبد اللطيف محمد صابر أن نجاح الموسم الزراعي الحالي سيخفف كثيرًا من معاناة المواطنين، مشيرًا إلى أن خطة تأمين الموسم تسير بصورة ناجحة وأن المساحات المزروعة كبيرة ومبشرة.
وأكد أن اللجنة تعمل على تأمين مرحلة الحصاد ومنع أي احتكاكات بين المزارعين والرعاة، في محاولة للحفاظ على الاستقرار الزراعي وضمان الأمن الغذائي المحلي.
في الأثناء قال المواطن مصطفى علي من مدينة الجنينة إن الولاية كانت المنطقة الوحيدة التي شهدت حربين في العام 2023م، الاولى قبلية بينما كانت الثانية بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني والمليشيات المتحالفة معه ما أدى إلى تدمير المؤسسات الحكومية بالكامل، مضيفًا أن السكان كانوا في أمسّ الحاجة إلى دعم المنظمات الإغاثية.
وأشار إلى أن وصول النازحين الجدد من ولايات أخرى جعل المنظمات تركز عليهم باعتبارهم أكثر حاجة، ما تسبب في تراجع المساعدات المقدمة للسكان المحليين الذين يعانون بدورهم من آثار الحرب وارتفاع الأسعار وشحّ الخدمات. يرى محللون أن الوضع في غرب دارفور يعكس تحديات متشابكة تجمع بين الانهيار الاقتصادي، وتداعيات النزاع المسلح، وضعف البنية الخدمية، ونقص التنسيق بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية.
كما أن الارتفاع الكبير في الأسعار وتدهور سبل المعيشة زادا من هشاشة المجتمعات المضيفة، ما ينذر بتفاقم الأزمة في حال غياب تدخلات عاجلة ومنسقة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.