مكيدة الأخوان .. هل ينجح الإسلاميون في الإطاحة برئيس وزراء حكومة الأمل ..!؟

تقرير - عين الحقيقة

يبدو ان رئيس وزراء حكومة الأمر الواقع ببورتسودان د.كامل إدريس الذي يتولي هذا المنصب منذ 6 أشهر معدودة لايزال يواجه مكائد ورفض واسع من قبل التيار الإسلامي المتشدد الذي يسيطر علي المؤسسة العسكرية وجميع مفاصل الدولة، الامر الذي ينذر بإحتمالية الاطاحة به وأن نجاح المحاولة (قاب قوسين وادني). ومنذ إندلاع الحرب بين قوات الجيش والاطراف المتحالفة والدعم السريع يحاول الاسلاميين العودة مجدد الي المشهد للانفراد بالحكم مستقلين التمدد في مؤسسات الدولة والترهيب للمجتمع.

مراقبون: تعيين “إدريس” جاء كمحاولة لترميم المشهد السياسي المحاصر دولياً ولتقديم خطاب مدني للمجتمع الدولي “مطبوخ علي نار هادئة”، وكسب وقت إضافي..

جدل كثيف صاحب قرار تعيين د. كامل الطيب ادريس رئيساً، بعد إسبوع من تعيين الدبلوماسي دفع الله الحاج علي وزيراً لشؤون مجلس الوزراء، ومكلفاً بتسيير مهام رئيس الوزراء، لكن الأخير رفض القرار بحسب العديد من المصادر نتيجة لخلافات داخلية بين أعضاء مجلس السيادة.
ويري مراقبون ان تعيين “إدريس” في أبريل 2025م جاء كمحاولة لترميم المشهد السياسي المحاصر دولياً ولتقديم خطاب مدني للمجتمع الدولي “مطبوخ علي نار هادئة”، وكسب وقت إضافي ومن ثم إزاحتة ولبسط نفوذهم في السلطة عبر واجهة المؤسسة العسكرية التي يُتخذ الأخوان منها بوابة العودة مقابل اي محاولة تغيير قادم علي إمتداد تاريخ وجودهم.
ولعل من بين ابرز، المجاهرين برفضهم القاطع للخطوة، المتطرف القيادي في التيار الإسلامي، الناجي عبد الله، الذي شنّ هجوماً لاذعاً على القرار، وفي مقطع فيديو متداول في منصات التواصل الاجتماعي، اعتبر أن تعيين إدريس طعنة في الظهر “ليس دليلاً على الخير”، بل “عودة لرموز قوى الحرية والتغيير (قحت)” التي قال إن الجيش ناضل ضدها.
ووصف الناجي كامل إدريس بأنه “أسوأ من عبد الله حمدوك”، مبينا انه يحمل جواز سفر أمريكي ويعيش في سويسرا”.
وقال الناجي أن إدريس لا يمثل تطلعات من قاتلوا إلى جانب الجيش، متسائلاً عن الرسائل التي يوجهها هذا القرار للقاعدة السياسية والاجتماعية التي ظلت تدعم القوات المسلحة.

يقلل محللين سياسيين من وجود كامل ادريس في كابينة رئاسة الدولة بل ذهب البعض منهم بوصفه مجرد موظف لدى البرهان” ولم يملك قراره بينما لم يسلم الرجل من الهجوم الشرش وخاصة المتشددين من الإسلاميين منذ توليه المنصب

ويقلل محللين سياسيين من وجود كامل ادريس في كابينة رئاسة الدولة بل ذهب البعض منهم بوصفه مجرد موظف لدى البرهان” ولم يملك قراره بينما لم يسلم الرجل من الهجوم الشرش وخاصة المتشددين من الإسلاميين منذ توليه المنصب. وتابع الاسلاميين الإخفاق الدبلوماسي غير المسبوق لرئيس الوزراء وخاصة في زياراته التي سجلها الي المملكة السعودية دون تنسيق مسبق ما قاد الصحفي عبدالماجد عبدالحميد المحسوب للتيار الاسلامي يري ان كامل إدريس يستحق أن يُسجل في موسوعة غينيس كواحد من أبرز حالات الفشل البروتوكولي في تاريخ السودان الحديث، في إشارة الي انه لايصلح لرئاسة الوزراء.
غير ان القيادي بحزب الامة عروة الصادق، يقول ان محاولة الإسلامويين للإطاحة بكامل إدريس ليست حادثة معزولة وإنما امتدادٌ لاستراتيجية معروفة: وزاد “تسخير الوجوه التكنوقراطية والوجاهات الدولية كستارٍ لتمرير أجندة التنظيم المحلول والحركة الإخوانية، ثم الانقضاض عليها إذا رفضت الانصياع أو أصبحت عبئًا على مشروعهم”.
وقال عروة في تصريح لمنصة وصحيفة عين الحقيقة، قد بدا هذا النمط واضحًا في التحركات الأخيرة بعد تعيين إدريس كوجه مدني/تكنوقراطي يُقرأ على أنه محاولة لتطييب الرأي الدولي بينما تستمر الحسابات الحقيقية على الأرض. وأضاف عروة الصادق ان الإسلامويون لا يمانعون بقاء رئيس وزراء يملك مؤهلات دولية أو خطابًا تكنوقراطيًا ما دام يسبح بحمدهم ويمضي في خطتهم السياسية والاقتصادية ويسبح باتجاه تيار مياههم.
وتابع عروة التاريخ يعلمنا أن الإسلاميين يقدّرون الواجهة التي تخدم مشروعهم أكثر من الولاء الصريح للشخص نفسه، وإذا ما بدا أي رئيس وزراء غير قابل للتحكم أو يشكّل تهديدًا لاستمرار نفوذهم فإن أدواتهم معروفة: من الإقصاء السياسي والتشويه الإعلامي إلى استدعاء قواعد الضغط داخل المؤسسات الأمنية، وكلها وسائل تهدف لإبقاء السلطة تحت مظلتهم حتى ولو بدا الحكم تكنوقراطياً على السطح.

مراقب: الإسلامويون يسعون إلى ضمان أن كل قرار مؤسسي يمر عبر فلاتر تحمي أجندتهم وتمنع تفكيكهم وتمنحهم الامتيازات والحصانات والسلاح..

وقال القيادي بحزب الامة من يظن أن المشكلة مجرد صراع شرفاء وكفاءات ضد الإسلامويين يخطئ، فالمسألة تتعلق بمنطق سيطرة: الإسلامويون يسعون إلى ضمان أن كل قرار مؤسسي يمر عبر فلاتر تحمي أجندتهم وتمنع تفكيكهم وتمنحهم الامتيازات والحصانات والسلاح، وما لم يكُن إدريس أو أي بديل منهم خاضعًا كليًا لتلك الفلاتر فإن خطر الإطاحة سيبقى قائمًا، وما سنشاهده في الأيام القادمة ليس منافسة برؤية للبلاد ولكنه اختبار قدرة الواجهة التكنوقراطية على البقاء داخل شبكة مصالحٍ سياسية وأمنية أعمق. علي اي حال .. يري مراقبين ان ازاحة رئيس وزراء حكومة الأمل من منصبه بات مسألة وقت مع سبق الاصرار والمكيدة التي يدبرها الاخوان المسلمين الحالمون بالسيطرة الكلية والانفراد بالسلطة وبالمقابل أن إدريس نفسه لن يستطيع مقاومة الضغوط والتحديات التي يواجهها لوحده.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.