كرشوم يؤكد التزام الإدارة المدنية بتطوير القطاع الصحي في غرب دارفور

تقرير - عين الحقيقة

في إطار اهتمام الإدارة المدنية بترقية وتطوير القطاع الصحي بولاية غرب دارفور، ولتعزيز الجهود المبذولة للنهوض بالخدمات الطبية وتحسين بيئة العمل بالمؤسسات الصحية، قام رئيس الإدارة المدنية بالولاية تجاني الطاهر كرشوم بزيارة ميدانية إلى مستشفى الجنينة التعليمي، الذي يعدّ المؤسسة الصحية المرجعية الأولى التي يعتمد عليها المواطنون في تقديم الرعاية الطبية بالولاية.
وجاءت الزيارة في أعقاب التغييرات الإدارية الجزئية التي أجريت مؤخرًا بوزارة الصحة، بهدف الوقوف على واقع الخدمات بالمستشفى وتحديد الاحتياجات الفعلية لدعمها وتحسينها.

رافق كرشوم خلال الزيارة مدير عام وزارة الصحة الدكتور محمد الحبيب موسى وعدد من المسؤولين بالإدارة المدنية، إلى جانب قيادات طبية وإدارية من المستشفى، حيث كان في استقبالهم المدير العام لمستشفى الجنينة التعليمي الدكتورة محاسن أحمد عبدالرحمن، التي قدمت تنويرًا شاملًا حول الوضع الصحي والإداري والتحديات التي تواجه إدارة المستشفى في تقديم الخدمات الطبية.

وخلال التنوير، أوضحت الدكتورة محاسن أن المستشفى يواجه صعوبات كبيرة في الإمداد الدوائي، الأمر الذي يضطر الإدارة أحيانًا إلى شراء الأدوية من السوق الأسود لتغطية احتياجات المرضى وضمان استمرارية تقديم الخدمات، كما أشارت إلى أن تكلفة المعدات والأجهزة الطبية المطلوبة تتجاوز 95 مليار جنيه، وهو عبء مالي يفوق إمكانات المستشفى الحالية.

وأشارت كذلك إلى أن المستشفى يقدم خدمات مجانية في أقسام النساء والولادة، والأطفال، والتغذية العلاجية، مؤكدة أن هذه الأقسام تشهد إقبالًا متزايدًا وضغطًا كبيرًا من المواطنين، خاصة قسم الأطفال الذي يستقبل أكثر من 500 حالة مرضية يوميًا، ما يتطلب التوسع في طاقة المستشفى الاستيعابية وتوزيع الجهود لتخفيف الضغط على الكوادر العاملة.

وأكدت محاسن أن الكوادر الصحية متوفرة بالعدد الكافي، إلا أن هناك نقصًا واضحًا في الإمكانيات والخدمات المساندة، خاصة في قسم الصحة النفسية الذي يعاني من ضعف في التهيئة ونقص في المعدات الأساسية، إلى جانب توقف قسم الأشعة بسبب غياب الأجهزة اللازمة، في انتظار الدعم الذي وعدت به منظمة الصحة العالمية لتوفير معدات حديثة لإعادة تشغيل القسم.

من جانبه، أعرب رئيس الإدارة المدنية تجاني الطاهر كرشوم عن تقديره للجهود الكبيرة التي تبذلها الكوادر الطبية والإدارية رغم الظروف الصعبة وشح الموارد، مؤكدًا أن الإدارة المدنية تضع تطوير القطاع الصحي ضمن أولوياتها الإستراتيجية. وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار المتابعة الميدانية المباشرة للوقوف على واقع الخدمات ومعالجة أوجه القصور، مؤكدًا عزم إدارته على تحسين بيئة العمل وتهيئة المستشفيات لتقديم خدمات أفضل للمواطنين.

وشدد كرشوم على ضرورة تحديد الحوجة الفعلية من الأجهزة والمعدات والأدوية ووضع خطة عملية واضحة لتطوير الخدمة الصحية، بالتنسيق مع وزارة الصحة والمنظمات العاملة في المجال. كما وجه بضرورة تنظيم أوقات زيارات المرافقين للمرضى لتخفيف الضغط على الأقسام الداخلية وضمان سير العمل بسلاسة، إلى جانب توفير الأدوية في صيدليات المستشفى وخاصة صيدليات الحوادث والطوارئ، والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة المواطنين.

كما أكد كرشوم أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع الشركاء الدوليين والمنظمات الأممية العاملة في المجال الصحي، مثل منظمة اطباء بلاحدود والصحة العالمية، ومنظمة إنترسوس، واليونيسف، والصليب الأحمر، وسوليدرتي من أجل دعم جهود الحكومة في تطوير الخدمات الطبية وتوفير المعدات الضرورية وصيانة البنية التحتية للمستشفى.

وفي ختام الزيارة، أكد رئيس الإدارة المدنية أن مستشفى الجنينة التعليمي يمثل الركيزة الأساسية للنظام الصحي في الولاية، مشددًا على أن تحسين الخدمات وتوسيعها يمثلان أولوية قصوى للإدارة المدنية خلال المرحلة المقبلة. ودعا جميع الكوادر الصحية والإدارية إلى العمل بروح الفريق الواحد وتعزيز التعاون بين الإدارات بما يضمن استمرارية الخدمة وتوسيع نطاقها لتشمل جميع المواطنين.

واختتم كرشوم حديثه بالتأكيد على أن الاهتمام بالقطاع الصحي هو المدخل الحقيقي لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في غرب دارفور، مشيرًا إلى أن الإدارة المدنية ماضية في خططها لإصلاح وتطوير الخدمات الصحية بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، تحقيقًا لتطلعات مواطني الولاية في الحصول على رعاية طبية متكاملة ولائقة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.