دعوات لتوفير وسائل الحماية البيئية والصحية بمناطق التعدين الأهلي بجنوب دارفور
تقرير- عين الحقيقة
تقع محلية الردوم فى ولاية جنوب دارفور على أكثر من 250 كيلو متر من نيالا العاصمة الإدارية لحكومة السلام والوحدة الوطنية، وتحادد الردوم دولتى جنوب السودان وأفريقيا الوسطى، وتتمتع بمناخ السافنا الغنية ما أكتسبها ميزات إقتصادية كبري لما تمتلكه من ثروات فى باطن الأرض وخارجها ومن أبرزها المعادن بأنواعها المختلفة. وتشتهر محلية الردوم بإنتاج المعادن وخاصة الذهب الذي يتم التنقيب عنه عبر التعدين التقليدي فى مناجم الذهب المنتشرة بمحلية الردوم حتى الحدود مع أفريقيا الوسطى وجنوب السودان.

ولأكثر من عشرة سنوات من إكتشاف معدن الذهب مازال التعدين الأهلي سيد الموقف حيث تستوعب مناجم الذهب مئات الآلاف من المعدنيين الذين يعملون فى ظروف تنعدم فيها وسائل السلامة المهنية والبيئية فى ظل استخدام مواد تضر بصحة وسلامة المعدنيين كالذئبق والسيانيد.
ومن أبرز مناجم التعدين بمحلية الردوم منجم أغبش، جمانا، الثعيلب، ود نيالا، ضرابه، السرفايا،وقبر داؤود ونوارة وغيرها من المناجم التى تكتظ بأكثر بمئات الآلاف من المعدنيين.
كان المتوقع من القائمين على أمر المعادن إنشاء أكبر صرح صحى لخدمة المعدنيين ووقايتهم من الأمراض خاصة الجلدية وأمراض الكلي التى ظهرت وسط المعدنيين قبل إندلاع الحرب..
ولسنوات عديدة ورغم وجود القائمين على أمر الشركة السودانية للموارد المعدنية بمحلية الردوم وإشرافهم المباشر على عمليات التعدين الأهلي وتحصيل العائدات الهائلة إلا أنها لم توفر لهؤلاء المعدنيين أدنى وسائل السلامة المهنية التى تحفظ صحة المعدنيين من المواد التى تستخدم فى إستخلاص معدن الذهب كالذئبق وإدخال مادة السيانيد المدمرة للبيئة والطبيعة.
فكان المتوقع من القائمين على أمر المعادن إنشاء أكبر صرح صحى لخدمة المعدنيين ووقايتهم من الأمراض خاصة الجلدية وأمراض الكلي التى ظهرت وسط المعدنيين قبل إندلاع الحرب بالإضافة لأمراض جلدية ناتجة عن تعامل المعدنيين مع الآبار وإستخلاص الذهب بطرق لا تتوفر فيها الشروط الصحية والوقائية بحسب إفادة أحد المعدنيين الذي أصيب بمرض جلدى وألم فى الصدر ناتجة عن الكحة المستمرة.
وقال أحد الزعماء الأهليين عضو اللجنة الأهلية بمنجم أغبش ل(عين الحقيقة ) إن القائمين على أمر المعادن فى السابق وقبيل أعوام من إندلاع الحرب الحالية أطلقوا حملة الارشاد التعديني وإزالة المتمثلة خلاطات ال(سيانيد) الضارة بالبيئة فى مناطق التعدين بجنوب دارفور وتحديد بمنجم أغبش الذي يعد من أكبر المناجم فى جنوب دارفور .
ووقتها شكلت قوة مشتركة من الجيش والشرطة والدعم السريع والامن فى مناطق التعدين لتنفيذ الحملة والقضاء على الظواهر السالبة وحماية التعدين مشيرا الى أن وجود القوة كان له الإسهام الكبير فى إختفاء خلاطات السيانيد التى وضعها أصحابها فى أماكن بعيدة من موقع التعدين حتى لا يجدها أحد. وأضاف أن مناجم التعدين الأهلي فى محليات القطاع الجنوبي للولاية رغم الإنتاج العالي الذي ترفد به خزينة وزارة المعادن وقتها وكذلك الولاية الإ أن المسؤولية المجتمعية بتلك المحليات ضعيفة للغاية حيث يعبر الذهب والسكان يشكون من تدنى الخدمات الصحية وإنهيار بيئة التعليم ويتناولون مياه بعضها ملوث وذات ملوحة. وطالب الزعيم الأهلي حكومة السلام والوحدة الوطنية بعد وقف الحرب وتحقيق السلام بوضع رؤية واضحة لتطوير التعدين والإهتمام بالمعدنيين التقليدين.
المعدن إبراهيم السنوسي إسحق لـ(عين الحقيقة) إن المعدنيين التقليدين بمحلية الردوم يعانون كثيرا من ضعف الخدمة الصحية وعدم سلامة المياه وملوحتها حيث أن جميع المعدنيين يتناولون المياه من السوق
بينما يقول المعدن إبراهيم السنوسي إسحق ل(عين الحقيقة) إن المعدنيين التقليدين بمحلية الردوم يعانون كثيرا من ضعف الخدمة الصحية وعدم سلامة المياه وملوحتها حيث أن جميع المعدنيين يتناولون المياه من السوق (المياه المعدنية او ما يطلق عليها محليا الموية الصافيا) حيث يستهلك الفرد الواحد مابين 3 الى 5 قارورة وهي مكلفة جدا، وهذا كله من أجل السلامة لأن عمل التعدين شاق ويتطلب أن يكون المعدن سليم معافي.
وأشار الى أنه وقبل سنوات تدخلت إحدى المنظمات الوطنية تدعي (منظمة الرؤية الوطنية) العاملة في مجال التوعية بمخاطر التعدين الأهلي حيث قامت بعمل توعية واسعة فى الآبار والأسواق وطواحين الحجارة بجانب محلات غسيل المعدن وحرقه تحت شعار (صحتنا أغلي من الذهب) مشيرا الى أن الأيام التى قضتها تلك المنظمة بمنجم أغبش إستفادوا منها كثيرا فى كيفية توفير السلامة المهنية وهم يزاولون عملهم فى مجال التعدين التقليدي وأضاف قائلا (لا ندري الآن أين تلك المنظمة وإذا موجودة نطالبها بعودة نشاطها الإرشادى فى كافة مناطق التعدين لأهميته).
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.