تعد مبادرة شباب من أجل إنقاذ مدينة الجنينة واحدة من أبرز التجارب التي نشأت من رحم الحرب في ولاية غرب دارفور فقد وُلدت هذه المبادرة وسط الدمار والانهيار الخدمي الذي أصاب المدينة لتتحول سريعاً إلى نموذج يحتذى به في العمل الطوعي والإغاثي وإعادة الإعمار.

ركزت المبادرة منذ بدايتها على إعادة الخدمات الضرورية مثل المياه والرعاية الصحية والعلاجية عبر قوافل توعوية وتنموية جابت القرى والمحليات والدمر ونفذت أنشطة للنظافة العامة وإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل بعض المراكز الحيوية..
انبثقت الفكرة من مجموعة من الشباب المؤمنين بقدرتهم على إحداث تغيير حقيقي في مجتمعهم في وقت تراجعت فيه مؤسسات الدولة وتعثرت الخدمات الأساسية فكان الدافع الأول للمبادرة هو الرغبة في حماية ما تبقى من مقومات الحياة وإعادة الأمل إلى نفوس المواطنين الذين أنهكتهم الحرب وفقدوا أبسط متطلبات العيش الكريم.
يقول مدير المبادرة النذير آدم الفوجة إن تأسيس المبادرة جاء من أجل تنظيم الجهود الشبابية في عمل طوعي منظم يقوم على لوائح ونظم واضحة توافق عليها الأعضاء داخل مدينة الجنينة ويضيف أن الهدف الأساسي كان تقديم المساعدات الإنسانية للمجتمعات المتأثرة والسعي لتوظيف الطاقات الشبابية في إعادة إعمار المدينة التي تضررت بشدة من النزاع المسلح.
ركزت المبادرة منذ بدايتها على إعادة الخدمات الضرورية مثل المياه والرعاية الصحية والعلاجية عبر قوافل توعوية وتنموية جابت القرى والمحليات والدمر ونفذت أنشطة للنظافة العامة وإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل بعض المراكز الحيوية كما عملت على بث روح التضامن بين مكونات المجتمع المحلي ومساعدة الأسر الأكثر تضرراً.
بعد نجاح التجربة في مدينة الجنينة وساهمت المبادرة مع أبناء الولاية في تحسين الأوضاع العامة حاول القائمون عليها نقل التجربة إلى ولايات أخرى خاصة جنوب دارفور ووسط دارفور في إطار توسيع نطاق العمل الطوعي وتعزيز ثقافة الخدمة المجتمعية القائمة على المبادرة الذاتية.

ويؤكد النذير آدم أن المبادرة تسعى اليوم إلى تبني ودعم المبادرات الشبابية الصغيرة وتشجيعها على العمل في مجالات التعليم والصحة والبيئة والمياه كما تعمل على تدريب وتأهيل الشباب ليكونوا قادة حقيقيين في مجتمعاتهم وقادرين على إدارة البرامج التطوعية والتنموية باحترافية عالية ويرى أن الاستثمار في قدرات الشباب هو الضمانة الأهم لمستقبل أكثر استقراراً ونماءً في دارفور.
وتولي المبادرة اهتماماً كبيراً ببناء القدرات من خلال إقامة مؤتمرات وورش عمل وندوات تثقيفية تسهم في رفع الوعي وتطوير مهارات العمل الطوعي والتخطيط للمشروعات المجتمعية كما تعمل على ترسيخ قيم التضامن والسلام الاجتماعي وتشجيع العمل الجماعي بعيداً عن الانقسامات القبلية والسياسية التي أضعفت النسيج الاجتماعي في السنوات الماضية.
لقد شكلت مبادرة شباب من أجل إنقاذ مدينة الجنينة نقطة تحول في مسار العمل الطوعي بدارفور وأثبتت أن الشباب قادرون على قيادة عملية التعافي وإعادة البناء متى ما توفرت لهم الإرادة والرؤية الواضحة وأصبحت المبادرة اليوم رمزاً للأمل وواجهة مشرفة تعكس الوجه الإيجابي للشباب الدارفوري الذي يسعى لبناء وطنه رغم الظروف القاسية.
إن تجربة مبادرة شباب من أجل إنقاذ مدينة الجنينة تؤكد أن إعادة الإعمار لا تبدأ بالمشروعات الضخمة بل تبدأ بالإنسان وبإرادته على النهوض وأن الطاقة الشبابية حين تتوحد حول هدف نبيل يمكن أن تغيّر ملامح الواقع وتعيد رسم المستقبل
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.