على الإمارات توخى الحذر من تهديدات الناشط (أبو عجلة)!

علي أحمد

أصعب أنواع الكتابة هي التي تتعلق بتناول شخص أو أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين). وأعترف أنني توقفت حائرًا عند عتبة اختيار عنوان لهذا المقال، متأرجحًا بين أن أسميه: بلبوس القضارف، أو معتوه القضارف ام معاق القضارف، ومع أن الاختيار الاخير كان هو الأليق، إلا أن حساسية الكتابة عن هذه الفئة دفعتني إلى التريث، وإن كانت الإعاقة التي أعنيها هنا هي الإعاقة الذهنية، والتي – وإن استوجبت منا التعاطف الإنساني والاجتماعي والنفسي، – إلا أنها، حين يتعلق الأمر بولوج أحدهم إلى الشأن العام، وإبداء الرأي في مصائر الناس وحيواتهم، تستوجب التصدي لها بالحسم لا التراخي، والمواجهة لا المجاملة؛ وإلا تحولت الحياة إلى مصحة مفتوحة يعجّ بها المجانين!

ظل الناشط “جعفر خضر”، ابن مدينة القضارف بشرق السودان، لسنوات طويلة، من أكثر النشطاء رواجًا في السودان، لا لعبقرية يتميز بها أو امتياز فكري يتفرد به، وإنما لكونه من ذوي الإعاقة الحركية (شلل الأطفال). وكما هو حال الكثير من المعاقين وذوي العاهات، كان الناس يتدافعون لخدمته شفقةً ورحمةً، وقد عاش بهذا التميز الإنساني طوال حياته التي تجاوزت نصف قرن، ظل خلالها يتكسب من وجيعته. وبدلًا من أن يكون ممتنًا وشاكرًا لله وللناس الذين يقدمون له هذه الخدمات الإنسانية الجليلة، أصبح جاحدًا ولئيمًا.
وهو في هذا التيه والخسران العظيم، تسللت إعاقته من جسده إلى عقله، فأحكمت قبضتها عليه، وشكلت بداخله مركب نقص وعقدة نفسية غائرة تجاه المجتمع والناس، حتى غدا كارهاً لكل شيء وأي شيء.

ومضى على هذه الحالة البئيسة، يتكسب من عجزه، بينما يريد من الذين يدفعون كرسيه المتحرك – عجلته- من الخلف أن يخسروا، فانفضّ الناس من حوله، وأصبح وحيدًا كئيبًا.
وكان من الطبيعي، وهو في هذه الحالة، أن ينجذب إلى أقرانه من ذوي العاهات النفسية والعقلية، فأصبح أكثر المدافعين عن الإخوان (الكيزان) وعسكرهم وميليشياتهم، واستمر على النحو الأسيف الذي ترونه عليه الآن، حتى تحول إلى ما هو أسوأ من ياسر العطا!

وآخر هبل وخبل وجنون المعتوه، ما نشره أمس على حسابه بموقع التواصل “فيسبوك”، حيث كتب: (ما الذي يمنع السودان من ضرب قصر بن زايد بالمسيرات)؟
يريد معتوه القضارف أن يضرب قصر الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بالمسيرات، في الوقت الذي يبحث فيه سكان المدينة التي يعيش فيها عن قطرة ماء، يكادون يموتون من العطش، وإن وجد أحدهم (جغمة) واحدة من الماء القراح المالح، أصبح غاية في الحبور والسرور والسعادة، هذا غير الظلام التام وخلو المدينة من الكهرباء.
ويريد معاق الذهن هذا، الذي اصفرّت أمام عينيه الأشياء وأصبحت رؤيته مشوشة، أن يضرب أبو ظبي بالمسيرات، فيما تضرب مسيرات قوات الدعم السريع يوميًا قاعدة وادي سيدنا العسكرية وتدكّها دكًّا، بينما المليشيات التي يؤيدها تقف حائرة إزاءها وعاجزة عن صدّها!

الأكثر إيلامًا من كل ذلك، أن هذا المُغيّب الباكي لا يعرف شيئًا عن العالم، ولا عن وضع السودان مقابل وضع دولة الإمارات في خارطة العالم الحديث وخارطة التحالفات الدولية والإقليمية، ولا عن أهمية البلدين بالنسبة للعالم، ولا يدري شيئًا عما يدور حوله.
يريد أن يحارب (بن زايد) وهو عاجز عن مواجهة الدعم السريع في السودان، ولم يُلحق بهم هزيمة واحدة طوال عامين كاملين!

لقد بلغ الجنون بمعتوه القضارف مبلغًا يستحق منا التعاطف معه والعمل على علاجه بأسرع ما يُمكن، على الأقل حتى نحتفظ به ليُتحفنا بترهاته بين الفينة والأخرى، ويبعث فينا قليلًا من المرح والحبور، ويفرق علينا هموم الحرب وسمومها، وينفث فينا سمومه!
أعانه الله على نفسه، وأعاننا على ثقله وثقالته وبلاهته، وكل مخلفات إعاقته الذهنية وسخائم نفسه الأمارة بالسوء.

جعفر يهدد رئيس دولة الإمارات … على الإمارات توخي الحيطة والحذر من تهديدات الناشط أبوعجلة 😂

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.