عين الحقيقة تكشف أسرار زيارته للقاهرة.. البرهان يوافق على عودة “الكيزان” عبر بوابة حرب الكرامة

القاهرة – عين الحقيقة

في إطار بحثه عن الدعم الإقليمي زار قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان العاصمة المصرية القاهرة أمس الأول (الأثنين) وإستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الفريق البرهان بمطار القاهرة، وعقد الطرفان جلسة مباحثات مشتركة بقصر الاتحادية، واستعرضت المباحثات، آفاق التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية القائمة بينهما والإرتقاء بها، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين، وجاءت الزيارة وسط جملة من التحديات المحلية والإقليمية، وشملت الزيارة أجندة معلنة وأخرى خفية، وبالنسبة للأجندة المعلنة هدفت الزيارة إلى تنسيق الرؤى بين البلدين وضرورة توحيدها، لمجابهة أي عواصف عكسية قد تعكر صفو أمن واستقرار المنطقة، فيما هدفت الأجندة الخفية إلى العمل على ترتيب محكم لعودة الإسلاميين للحكم عبر بوابة معركة الكرامة وفقا لشروط تعمل مصر على ترتيبها مع بعض دول الإقليم.

خلص الإجتماع إلى اتفاق على قبول مقترح تقدمت به دولتان خليجيتان ومصر، يقضي بتغيير اسم التنظيم والحزب المحلول..

وقبل زيارة البرهان للقاهرة بيوم واحد، أختُتم فجر (السبت) الماضي اجتماع سري جمع قيادات تنظيم الحركة الإسلامية، وقيادات حزب المؤتمر الوطني المحلول، خلص الإجتماع إلى اتفاق على قبول مقترح تقدمت به دولتان خليجيتان ومصر، يقضي بتغيير اسم التنظيم والحزب المحلول، في محاولة يائسة للالتفاف على العقوبات الدولية والملاحقات القانونية التي ستحل على الكيانين الإجراميين، ويهدف هذا التحرك بحسب المصدر إلى تمكين هذه الدول الثلاث من مواصلة دعمها العلني للتنظيم، دون أن تتعرض للإحراج أو المساءلة الدولية، عبر إخفاء الهوية الحقيقية للمشروع الإجرامي خلف واجهات جديدة.

 

وكشفت الخطوة عمق التورط الإقليمي في إعادة تدوير قوى الإرهاب والفوضى في السودان، تحت عباءة المسميات الجديدة، فيما تبقى الأهداف والأجندات القديمة على حالها، وتتنافس قيادات تنظيم الحركة الإسلامية الإرهابي والحزب المحلول في تقديم فروض الولاء لهذه الدول، في ظل انقسامات وخلافات حادة تضرب أوساطهم.

وبعد عودته من القاهرة قام البرهان بتعيين السفير دفع الله الحاج علي رئيساً للوزراء، وتفيد متباعات (عين الحقيقة) أن السفير دفع الله هو من الإسلاميين المعروفين بوزارة الخارجية، وشغل منصب وكيل وزارة الخارجية منذ يوليو 2022م حتى إندلاع الحرب في 15 – أبريل – 2023م وفيما بعد قام البرهان بتعيينه مبعوثاً خاصاً لرئيس مجلس السيادة، وشغل السفير دفع الله الحاج علي مناصب عدة في وزارة الخارجية السودانية منها: (سفير جمهورية السودان لدى كل من الجمهورية الفرنسية، وجمهورية باكستان الإسلامية، ودولة الفاتيكان، إضافةً إلى توليه منصب وكيل الوزارة بالإنابة، ومدير عام القضايا الدولية، ومندوب السودان الدائم لدى “منظمة الأمم المتحدة” بين 2010 و2013، كما عمل دبلوماسياً في البعثة الدائمة للسودان في جنيف، والسفارة السودانية في سيؤول).

في إطار ترتيباته الجديدة لعودة الإسلاميين أفادت مصادر مطلعة بأن قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان وافق على تعيين السفير عمر صديق..

وفي إطار ترتيباته الجديدة لعودة الإسلاميين أفادت مصادر مطلعة بأن قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان وافق على تعيين السفير عمر صديق، رئيس بعثة السودان الحالية في الصين، وزيراً جديداً للخارجية، وعمل السفير عمر صديق سابقاً في بعثات السودان لدى سويسرا، وألمانيا، وبريطانيا، وجنوب أفريقيا، كما شغل منصب المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، وعمل كذلك مديراً بمكتب وزير الخارجية الأسبق علي كرتي، وأكدت مصادر (عين الحقيقة) أن السفير عمر صديق عضو ملتزم في تنظيم الحركة الإسلامية، فضلا عن أنه من المقربين لرئيس الحركة الإسلامية علي كرتي.

وتحصلت (عين الحقيقة) على معلومات تفيد بأن البرهان ترأس اجتماعًا مغلقًا مع قيادات إسلامية بارزة في بورتسودان لتنفيذ توجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وإعادة تموضع الحركة الإسلامية، وكشف مصدر مطلع تحدث لصحيفة (عين الحقيقة) عن اجتماع مغلق انعقد مساء أمس (الثلاثاء) بمدينة بورتسودان داخل شقة مملوكة لمدثر، الحارس والسكرتير الشخصي للفريق أول عبد الفتاح البرهان، وصهر زعيم الحركة الإسلامية علي كرتي، وضم الاجتماع شخصيات بارزة من النظام السابق، على رأسهم البرهان، وعلي كرتي، وأحمد هارون، وأسامة عبد الله، وعثمان محمد يوسف كبر، والصادق فضل الله، وعز الدين حمودة.

وأفاد المصدر بأنه في مستهل اللقاء، قدم البرهان تنويرًا مفصلًا حول مخرجات زيارته الأخيرة إلى العاصمة المصرية القاهرة، والتي التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأوضح أن السيسي نقل إليه رغبة واضحة في تقليص الوجود العلني للحركة الإسلامية خلال هذه المرحلة، مشيرًا إلى دور مصر المحوري في تحييد مواقف السعودية وعدد من الدول العربية، وممارسة ضغوط مباشرة على دولة الإمارات.

وتركز النقاش في الاجتماع على ضرورة ابتعاد القيادات البارزة في الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول عن الواجهة السياسية والإعلامية، وإفساح المجال لقيادات الصفين الثالث والرابع، الذين لا يملكون سجلًا عامًا معروفًا، ووفقًا للمصدر، فإن هذه الخطوة تأتي استجابة لتحذيرات من دول داعمة عبّرت عن قلقها من بروز أسماء مرتبطة بالإسلاميين، خاصة في ظل تصاعد الحديث الإقليمي والدولي حول تصنيف الحركة الإسلامية كتنظيم إرهابي، كما حدث مؤخرًا في الأردن ودول أخرى.

وأفاد المصدر أن الاجتماع خلص إلى مغادرة جميع قيادات الصف الأول من بورتسودان إلى ولايات نهر النيل، والشمالية، والجزيرة، والنيل الأبيض، وسنار، في خطوة تهدف إلى إعادة التموضع وتخفيف الضغط الأمني والإعلامي، وطلب البرهان من المجتمعين تقديم ترشيحات لشخصيات غير معروفة إعلاميًا وسياسيًا من داخل الصفوف الدنيا للحركة والحزب المحلول “قيادات من الصف الثالث والرابع”، ليتم الدفع بها إلى مناصب تنفيذية خلال الفترة المقبلة، بما يتماشى مع التوجهات الجديدة التي تسعى لتجميل واجهة السلطة الحالية.

تعهدت قطر ومصر بتوفير إمدادات من الأسلحة والمسيرات والمدفعية بتمويل قطري، بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية متقدمة في مجالات متعددة..

وبالنسبة للدعم الخارجي، طمأن البرهان الحاضرين بأنه حصل على التزامات واضحة من القاهرة والدوحة وأنقرة بالاستمرار في تقديم الدعم العسكري، إلى جانب دعم لوجستي عبر السعودية، وأوضح أن السعودية ستتكفل بتوفير معدات طبية وأجهزة للمستشفيات العسكرية والمدنية في بورتسودان وعطبرة، مع إرسال أطباء لإجراء عمليات للجرحى، كما تعهدت قطر ومصر بتوفير إمدادات من الأسلحة والمسيرات والمدفعية بتمويل قطري، بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية متقدمة في مجالات متعددة.

وأجمع المجتمعون على ضرورة تكثيف التواصل مع القوى السياسية المشاركة في المبادرة السعودية – المصرية، بهدف تحقيق مكاسب سياسية وإعلامية على الصعيد الدولي، دون الانخراط الفعلي في أي مسار تفاوضي مع قوات الدعم السريع أو غيرها، وفي ما يخص العمليات العسكرية، شدد الاجتماع على أهمية التسريع في إحراز تقدم ميداني، لا سيما في محور منطقة الصالحة، وتكثيف التحركات في محور كردفان لتحقيق مكاسب استراتيجية.

وتم التأكيد على ضرورة توجيه تعليمات صارمة لمراسلي القنوات الإقليمية والدولية عبر أجهزة الاستخبارات ووزارة الإعلام، لإعداد ونشر محتوى إعلامي يعكس توجهات السلطة الجديدة، مع الحرص على إخفاء أي مظهر يشير إلى الوجود الفعلي للحركة الإسلامية أو حزب المؤتمر الوطني في المشهد العام، ويذكر أن هذا الاجتماع يأتي تنفيذًا مباشرًا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي تم الاتفاق عليها خلال لقائه بالبرهان في القاهرة مطلع الشهر الجاري، ويعكس تحركًا استراتيجيًا لإعادة صياغة المشهد السياسي والعسكري في السودان وفق مصالح القوى الإقليمية الداعمة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.