معركتنا مع هؤلاء الأوغاد لا تحتمل الحياد

نجم الدين دريسة

يكون الحياد أحيانا موقف لا أخلاقي بل و يعد من أخطر انواع التدخل عنفا وأكثرها انتهازية .. فعندما تشهد ان هنالك تنظيميا بغيضا كالاخوان المسلمين والذي جاء الي السلطة بليل وانقض علي نظام ديمقراطي عبر انقلابه المشؤوم وعاث في السودان فسادا واستبدادا يشيب له الولدان واقعلته
ثورة شعبية باذخة ثم لم يلبث ان سعي لاجهاضها عبر انقلابه المشؤوم واشعاله لحرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م والتي افرزت نتائج
وتداعيات كارثية علي الوطن
والمواطن .. وتعلن بالرغم من كل ذلك انك تقف علي الحياد فمن المؤكد ان قرارك بهذا الشكل يعني بالضرورة وقوفك مع جماعة الهوس الديني التي تفوق سوء الظن العريض وبالتالي تصبح شريكا في كل جرائم الحركة الاسلاموية الشوهاء بكل بطشها وتنكيلها وظلمها وظلاماتها وانتهاكاتها وفظائعها وشرها المستطير.

حالة التوهان التي تعتري الواقفين علي الحياد في هذه المعركة التاريخية الفاصلة أكدت لنا بما لا يدع مجالا للشك ان الحياد موقف لا يخلو من تآمر .. خاصة بعد ان كان واضحا كالشمس في رابعة النهار ان هذه الحرب خطط لها تنظيم الإخوان العنصري المختطف لما يعرف بالجيش للقضاء علي قوات الدعم السريع بتوجيه ضربة قاضية عليه في فترة وبمعاونة طيران الجو المصري للإجهاز علي قوات الدعم السريع ولكن يقظة وجاهزية قوات الدعم السريع أبطلت مفعول التآمر علي الثورة وإجهاضها وتلك هي حقيقة أخري تؤكد ان قوات الدعم السريع انحازت للثورة الشعبية في وقت باكر وظلت تدافع عنها رغم سعيهم لتشويه وشيطنة قوات التحرر الوطني ووظفوا كل قدراتهم الاعلامية في التضليل والتدليس وبث الأكاذيب وكل اليوم الايام تفضح دعايتهم السوداء وتكشف للشعب السوداني أن هذه الحرب هي حرب الكيزان والدواعش وجرائمهم ومجازرهم الوحشية تجاه المدنيين تقف شاهدا علي حجم تآمرهم وحقدهم علي الشعوب السودانية وقوات التحرر الوطني تؤكد كل يوم ان تمضي بقوة وثبات نحو التغيير الماضي الي تأسيس وبناء المشروع المدني وتحقيق اشواق وتطلعات الشعب في الحرية والسلام والعدالة.

إن جدلية الصراع بين الظلم العدل والحق الباطل والخير والشر هي بالطبع مسائل أزلية ولا وجود لمنطقة وسطي بينها فالحياد إبان الصراعات التاريخية والمفصلية لا سيما المتعلقة بالشعوب والمرتبطة بتأسيس وبناء الدول يعد من المخازي علي حد تعبير عالم الاجتماع الشهير اوغست كونط ان الظالم يزداد طغيانا بالصمت او كما قيل (عندما يصمت اهل الحق عن قول الحق يظن اهل الباطل أنهم علي حق) .. (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون ) .. الحياد هو الوجه المطابق تماما للنفاق خاصة في هذه الأوقات الدقيقة من تاريخنا فلا أحد يمكنه ان يتخيل الإزدواجية في هذه الحرب حتي في الادانات التي تتم لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا يمكن لضمير حي ان يصمت حيال اكثر مئات من الطلعات الجوية لطيران مليشيات الجيش في نيالا والكومة ومليط وكبكابية وكتم والفاشر والضعين وطرة وغيرها من المناطق المأهولة بالسكان ولكن تراهم تتعالي أصواتهم بالصياح والعويل لضرب اهداف عسكرية ظلت تمارس البطش والقتل لشعوب أخري لسبعة عقود من الزمان .

الحياد هو خيانة عظمي لان التماهي مع الظلم هو حالة تختفي فيها كل أشكال العدالة وهنا يكون الحياد موقف موغل في السوء والظلم ويطابق تماما مقولة مارتن لوثر كنج …
(أسوأ مقعد في الجحيم محجوز لأولئك الذين يقفون علي الحياد في وقت المعارك الأخلاقية العظيمة)

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.