✍️ نجم الدين دريسة
ضجَّت الأسافير وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع خبر تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا لوزراء حكومة بورتسودان الفاقدة للشرعية، بسبب انقلابها المشؤوم ضد الحكومة الانتقالية برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م، لإجهاض ثورة ديسمبر الباذخة، وإشعالها أيضًا لحرب الخامس عشر من أبريل 2023م، بهدف إعادة عقارب الساعة وعودة الكيزان إلى السلطة.
وفاقدة للأهلية لأن من يقود هذه العصابة هو الفريق أول البرهان، المثقل بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، والمتآمر على الشعوب السودانية مع قوى الردة، وعلى رأسها جماعة الهوس الديني وكتائبهم الإرهابية، ومصر الجارة التي تفوق سوء الظن العريض، وحركات الارتزاق المسلحة، ودول محور الشر.
بعد انقلاب البرهان على الوثيقة الدستورية التي جاءت بها ثورة ديسمبر المجيدة، برزت مواقف الأسرة الدولية الرافضة للانقلاب، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي الذي جمَّد عضوية السودان في الاتحاد، ومعظم دول العالم أدانت واستنكرت الانقلاب، حتى أصبحت حكومة الانقلاب كمن يفرّ منها الصحيح من المجذوم، بل أشبه بجنازة البحر، حتى جرت طرائف وحكايات في هذا الشأن حول بحث البرهان عن رئيس وزراء.
وفي تلك الأثناء تم تداول اسم كامل لتولي رئاسة الوزراء، وغرّد إدريس على صفحته مؤكدًا أنه قادم لتولي مهمة رئيس الوزراء في حكومة الانقلاب على الثورة، وهو ذات الرجل الذي كان يتمشدق بانحيازه للثورة، في انتهازية واضحة لا تخطئها العين، وكل مواقفه كانت تشير – بما لا يدع مجالًا للشك – إلى أن الرجل فقط يستهدف السلطة، فهو يبدو كالوجه الآخر للبرهان.
وهو الذي – وللأسف الشديد – في أضابير الأمم المتحدة ووكالاتها متهم بالتزوير، ومعلوم لكل من ألقى السمع وهو شهيد قصة تزوير شهادة الميلاد والشهادات الأكاديمية وخبراته العملية، والملابسات التي صاحبت إجراءات إنهاء وظيفته في المنظمة الدولية للملكية الفكرية، بالرغم من أن “الويبو” ليست كـ”اليونسكو” و”الفاو” و”اليونيسف” و”الصحة العالمية”، تلك وكالات ذات طابع إنساني، وحتى مجيئه إلى هذه المنظمة تم بلا منافسة.
الدكتور كامل إدريس، من يعرفونه جيدًا دومًا يشيحون بوجوههم عند الحديث عنه، يقولون إنه غارق في حب ذاته، يطرب أيما طرب عندما يسمع كلمات المدح… لديه ميول سيكوباتية، وهي حالة يفتقر أصحابها للحس والشعور، لا يخافون من العواقب، ولا يشعرون بالندم، ولا يتفاعلون البتة مع آلام الناس ولا همومهم… فشخص كهذا لا يُرجى منه، في الظروف العادية، فكيف يُرجى منه أن يُقدّم شيئًا في هذه الحرب التي تراجعت فيها عصابة بورتسودان عسكريًا، وحوصرت في مدن عديدة، وصارت “صارس” في كل الأرجاء؟
فما الذي سيقدمه المُزوراتي في هذه الظروف؟ كامل إدريس الصديق الشخصي لواحد من اعمدة الفساد في عصابة بورتسودان الفريق ميرغني إدريس رئيس منظومة الصناعات الدفاعية الذي فرضت عليه عقوبات من واشطن !!!! هل سيصلح العطّار ما أفسده الدهر؟ والمضحك أن الخبر أشار إلى تعيين الرجل بصلاحيات تنفيذية واسعة، ولكن يبدو أنه سيكون رئيسًا بلا سلطات تنفيذية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.