السلطات بمحلية كوستي : تجبر النازحين على مغادرة المدارس إلى معسكر يفتقر للخدمات.

كوستي - عين الحقيقة

كشفت مصادر محلية، ان السلطات في محلية كوستي بولاية النيل الأبيض شرعت في ترحيل النازحين المتواجدين بمراكز الايواء “المدارس” إلى معسكر في مدينة ربك يفتقر للخدمات، الامر الذي قوبل بالرفض من قبل النازحين هو اقدام الجهات المسؤولة بقوة مكونة من الجيش والشرطة والأمن لتنفيذ القرار بالترهيب والسلاح دون سابق إنذار ووصفوا المعاملة التي تعرضو لها بغير الإنسانية.

ووفقاً لمتابعات “عين الحقيقة” اعتزمت حكومة الولاية عن إفراغ المدارس من النازحين تنفيذاً لتوجيهات الجهات المسؤولة تمهيدا لانطلاق امتحانات المتوسطة التي تنطلق صبيحة اليوم السبت 24 مايو 2025م.

وأبدى عدد من النازحين الذين يقيمون بمدارس كوستي في كلاً من مدرسة “الشيماء – الستين – معاز بن جبل” لأكثر من سنتين امتعاضهم ورفضهم قرار إخراجهم من دور الإيواء التي توفرت لهم، وأكدوا رفضهم للمحاولة، وقالوا إن حكومة الولاية حددت لهم بديل وهو معسكر (علي محمد نور) الذي يقع في منطقة ام دباكر في مدينة ربك الا انه يفتقر لابسط الخدمات، واوضحو أن رفضهم للقرار قائم إلى حين ايجاد البديل المناسب.

وبحسب إفادات البعض من الذين ذهبو إلى معسكر “علي محمد نور” الواقع في ربك وجدو فقط عدد 30 خيمة مقابل خيمة واحدة لعدد 4 أسر غير ان المعسكر يفتقر لمياه الشرب وكل المعينات الإنسانية مما اتطرو للعودة مرة أخرى إلى مدينة كوستي ليشييدو الرواكيب في المساحات والقطع الفاضية الا ان أصحابها لم يتقبلو.

ويتهم النازحين الجهات المسؤولة بالولاية في انها تتعامل بمبدأ العنصرة، وان من يقف وراء هذا المخطط هو قوة من الشرطة والجيش والأمن وايضاً والي الولاية الجديد مشيرين إلى ان قرار اخراجهم من المدارس مخطط كبير وخبيث غير انهم يعيشون ظروف صعبة وان تلقو دعم مرة واحدة فقط بعد قدوم الوالي الجديد الذي طلب بافراغ المخازن من المواد في الاثناء تم توزيع مواد تتكون من (زيت ودقيق وعدس) هذه المرة الوحيدة التي يتم فيها توزيع مواد للنازحين بعد مرور سنة.

وتشهد المخيمات في محلية كوستي ومحليات الولاية الأخرى زيادات في عدد السكان، ويشير التزايد المستمر إلى انه يشكل ضغطاً متزايداً على الخدمات الأساسية، مثل الصحة والمياه والنظافة العامة والصرف الصحي، في ظل قدرات محدودة للجهات المسؤولة بالولاية والمنظمات الإنسانية العاملة فيها.

وأدت الحرب المندلعة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 ابريل الماضي بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، إلى نزوح ولجوء أكثر من 7 ملايين شخص، لجأ غالبيتهم إلى الولايات القريبة، وأقاموا في مراكز إيواء مؤقتة بالمدارس والجامعات وبعض المرافق الحكومية، ولازالت أعداد جديدة من النازحين تتوافد تجاه العديد من الولايات.

وطبقاً لمعلومات رسمية تستضيف ولاية النيل الأبيض ما يزيد عن 650 ألف نازح داخلي من مناطق سودانية مختلفة، نتيجة النزاع المسلح المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، ما يرفع عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة في الولاية إلى أكثر من 1.08 مليون شخص، ويُقيم النازحون داخلياً في أكثر من 1,300 موقع داخل الولاية، مما يجعل النيل الأبيض واحدة من أكثر الولايات استضافة للنازحين واللاجئين على مستوى السودان.

والاربعاء الماضي دعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين شركاؤها إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية في ولاية النيل الأبيض، بتقديم دعم عاجل في مجالات المأوى، والصحة، والتعليم، والمياه، مشددين على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتخفيف العبء عن المجتمعات المحلية، التي أبدت مرونة كبيرة رغم محدودية إمكانياتها.

وتمثل ولاية النيل الأبيض إحدى أبرز النقاط الساخنة في السودان من حيث الكثافة السكانية الطارئة، وسط تحديات متصاعدة تتطلب استجابة متكاملة وسريعة لتفادي تفاقم الأزمة الإنسانية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.