عصابة 56 استنفدت كل حيل البقاء !! والوعي الثورى قادر على إلقائها فى مزبلة التاريخ !

عبدالرازق كنديرة

لماذا إصطفت كل القوى
الإجتماعية والسياسية لدويلة 56 ضد ثورة الريف فى الحزام الرعوى والزراعى ؟
أولآ وعندما أقول 56 أعنى على وجه الدقة تلك النخبة الفاشلة التى ورثت حكم السودان من قبل المستعمر فيما عرف بالجلاء وصحيح أن ذلك تم نتيجة لمقاومة من الشعوب السودانية وعبر نضالات تراكمية منذ الثورة المهدية التى قطعت رأس غردون البريطانى ، كما أن عمل الإستعمار الأجنبى قد بدأ منذ سقوط السلطنة الزرقاء وكان هنالك عملاء وقوادون للمستعمر منذئذ ، ومازال الإستعمار يعمل والعملاء يؤدون أدوارهم وبإمتياز ، حتى سقوط الثورة المهدية ، ومن هؤلاء من تم تسليمه مقاليد الحكم بعد الإستقلال الصورى وبعدما استنفد الإستعمار المباشر اغراضه ودرب من العملاء ما يقوم بالحفاظ على مصالحه فيما بعد !
هذه هى نخبة 56 التى أضاعت فرص النهضة ودمرت الوطن خلال سنين الضياع العجاف، وهى تخدع عقول البسطاء من الشعوب السودانية بإسم الوطنية والحفاظ على الهوية المدعاة من خلال افتعال الحروب الأهلية، تلك المحرقة والهولوكست العبثية المستمرة و التى أفنت ملايين السودانيين فى اللاشى ، منذ 1955م
وقد برعت هذه النخب وتفننت فى صناعة الفتن وضرب الهامش بعضه البعض(فرق تسد )!
كما برعت فى لعبة الكراسى السياسية عبر الإنقلابات العسكرية لقطع طريق الديمقراطية وما يمكن أن تحدثه من وعي بحقوق المواطنة ، حيث ظل ولم يزل جيش البازنقر هو الأداة المجربة لدى القوى السياسية ل 56 فى قمع الشعوب السودانية ومصادرة حقوق المواطنة والحق فى الحياة والوجود ضد كل من رفع صوته على الظلم والجور وطالب بحقوقه فى المواطنة المتساوية !
ولذلك طبيعى أن تصطف هذه القوى السياسية المزيفة من أقصى اليمين والى أقصى اليسار فى خندق واحد ضد ثورة الشعوب السودانية التى أنضجتها مآسئ ونيران الحروب المستمرة واستوت وعيآ وتجاوزت كل بروبوغاندا نخبة التيه والضياع المخادعة سواءآ كانت بإسم الدين أو العروبة أو الوطنية ، بل شخصت الأزمة ولامست جذور المشكلة السودانية المستفحلة وعبرت عن ذلك فى الحلول التى تضمنها الإتفاق الإطارئ ولاسيما الجزء المتعلق بإعادة هيكلت جيش البازنقر والنظر فى عقيدته العسكرية ، الأمر الذى أدى الى اشعال حرب الخامس عشر من ابريل 2023م
فثورة أبناء الريف الرعوى أخافت كل مدعي النضال وكشفت زيف اليسار الذى طالما تغنى بأحلام البسطاء من العمال والحرفيين ، كما عرى قناع القوى اليمينية واسقط كل شعاراتها الطوباوية المتدثرة بالدين ،
فإرتدت كل هذه القوى السياسية الخواء القهقرى الى حيث الإنتماءات البدائية الأولى الى القبيلة والى الجهوية واصطفت مع المليشيات الداعشية للإخوان المسلمين رغم علمهم أن جيش البازنقر سيئ السمعة قد تم القضاء عليه منذ ليلة 30 يونيو1989م وتحول الى مليشيا ارهابية لصالح التنظيم الإرهابى ،
ولكنهم تماهوا مع السردية و الدعاية الإخوانية الكاذبة للحرب ، وغضوا الطرف عن الإنتهاكات الكارثية للجيش ضد شعوب السودان فى الغرب والوسط وليس آخر ذلك سكوتهم وصمتهم المخزئ عن استخدام السلاح الكيماوى ضد الشعب السودانى والذى ستدفع ثمنه ليس من استخدم ضدهم فحسب بل سيمتد أثره على كل الأجيال اللاحقه لما يخلفه من تلوث بيئى ومن امراض خبيثة و فتاكة تمتد سنين وسنين !
فهذه الحرب وعلى سوئها قد ميزت (البيض من الحميض) كما قال قائد ثورة التغيير الجذرى حفظه الله !
وايقظت شعوبنا المغيبة على مدى سوء عصابة 56 ، وادركت شعوبنا الثائرة أن لا خلاص ولا أمان إلا بإنتصارها على هذه الشرزمة والأقلية الماكرة ،
بيد أن العصابة وهى تفجر فى الخصومة قد استنفدت آخر ما لديها من لؤم وخبث ولم تدخر جهدآ فى العداء لم تسخدمه ضد ثورتنا المباركة ، فقد جمعت كل أكاذيب الدنيا ووظفت كل الساقطين والساقطات وسخرت لهم الوسائط والقنوات المحلية والإقليمية فأوغلت فى السباب والبذاءات لمجتمعاتنا وجردتها من الوطنية ووصفتها بعرب الشتات وهو أقصى انواع الإساءات وجرح اللسان،
كما استخدمت كل انواع الأسلحة المحرمة واستعانت بسلاح الطيران المحلى والأجنبى ، وضربت بالسلاح الكيماوى المميت كما توعد بذلك البرهان!
وهو اقصى استخدام للسنان !
ولكنها ستهزم بلا شك وليس ذلك بمنطق التاريخ فحسب ، فما من طاغية ونظام استخدم السلاح الكيماوى ضد شعبه إلا وسقط ، صدام ، الأسد ، القذافى ..الخ
ولكن بمنطق الواقع والوعي المتنامي لشعوبنا الثائرة، فالواقع أن عصابة 56 قد استنفدت كل حيل واساليب البقاء وما عادت قابلة للحياة !
والوعي الذى فجرته ثورة 15 ابريل لدى الهامش العريض قادر على جرف العصابة وحاضنتها السياسية البالية والقائها فى مزبلة التاريخ !!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.