جيش البازنقر الذى ترجع نواته الأولى الى العام 1821م عند الغزو التركى _ المصرى بقيادة محمد على باشا ذو الأصل الألبانى الذى كان يطمح لتأسيس خديوية وبناء امبراطورية خاصة به وأسرته ، وقد تحقق ذلك الحلم على يد حفيده الخديوى اسماعيل باشا (1863 _ 1879م) بعد وفاة الجد فى العام 1849م
وكل سودانى يحفظ عن ظهر قلب أسباب غزو محمد على باشا للسودان ومن أهمها الذهب والرجال ولذلك استقدم عدد هائل منهم كى يعملوا فى الجندية تحت مسمى البازنقر ولفظ البازنقر يطلق على العبيد المحرر وهم كذلك منذ أن كانوا خفر وحرس ضد بنى جلدتهم الذين كانوا يسترقون ويساقون الى سوق النخاسة بواسطة سماسرة محليين كالزبير رحمة !
ونفس هؤلاء الجنود أتوا مرة أخرى بعد هزيمتهم وأسيادهم على يدي أبطال الثورة المهدية وتقهقرهم الى ما وراء الحدود مع ما تبقى من جيش الأتراك المهزوم ، أتوا مرة أخرى فى طليعة الغزاة والقوادين فى حملة كتشنر ثم كانوا عماد الجيش السودانى من بعد الجلاء أو ما عرف بالإستقلال 1956م دون أى تغيير فى عقيدتهم العسكرية أو هيكلة البنية التى تركها المستعمر ، فهل بعد ذلك ثمة غرابة يمكن تعترى أحد عما قام به جيش البازنقر من تدمير ممنهج للدولة السودانية !
وهل يمكن أن تغيب عن فطنة القارئ معرفة من المستفيد من الحروب العبثية المستمرة منذ توريت 1955م (فالجلد الما جلدك جر فيهو الشوك ) دعك من الإستفادة القصوى من غياب دولة ذات سيادة فى جنوب الوادى يمكنها أن تبسط سيطرتها على حدودها وتدير مواردها واقتصادها بما يعود بالمنفعة لشعبها و شعبها فقط !
ونفس المستفيد من غياب الدولة هو نفسه من يقاتل ويستميت من أجل المحافظة على جيش البازنقرباستمرار وحتى الآن بل ويعمل على فرضه وبالقوة على معادلة الحكم ويلبسه لباس القومية المدعاة ويكرس للحكم العسكرى كأمر واقع على حساب خيارات الشعوب السودانية ومنعهم من استكمال تحررهم واستقلالهم وفق ما تقره مصلحتهم فى كيفية إدارة بلدهم وما تقضيه التنمية والتطور مثلهم مثل كل شعوب الدنيا !
وعلى أى حال لن تستطيع الشعوب السودانية تقرير مصيرها وكسر قيود الهيمنة المصرية إلا من خلال هدم صنم ما يسمى بالجيش ذلك الهرم الذى شيدته مصر الخديوية مثله مثل تمثال ابو الهول بالجيزة ،
فجيش البازنقر ما هو إلا شعبة مخابرات ملحقة بالمخابرات المصرية ! وبوجوده لن تهنأ الشعوب السودانية بالسلام والإستقرار طالما أن فناء إنسان السودان يخدم جارة السوء التى تطمح فى إلتهام كامل وطننا كى تتمكن من وضع يدها على مواردنا الإقتصادية و تحل أزمة الإكتظاظ السكانى لديها !
ويبقى الأمل فى ثورة أحفاد المهدى والتعايشى التى انتظمت البوادى والقرى والحضر واستطاعت الى حد ما كسر وتهشيم سلاح المستعمر(فرق تسد) ذلك السلاح الذى فتك بشعوبنا زمنآ ووقف حائلآ دون تمدد الوعي الثورى فيما بين شعوب الهامش !
وبتحالف تأسيس نيروبى يكون قد إلتقى جيل البطولات بجيل التضحيات واشرأبت اعناقنا الى دولة المواطنة المرتجاة وعلت هاماتنا الى حيث الثريا والمستقبل الزاهى الأغر !
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.