كينيا ترفض اتهامات حكومة “بورتسودان” وتطالبها بالتركيز على تخفيف معاناة الشعب السوداني
نيروبي - عين الحقيقة
ردت الحكومة الكينية أمس “الخميس” بقوة على حكومة الأمر الواقع في “بورتسودان” في أعقاب اتهامات جديدة من الأخيرة تزعم تدخل نيروبي في الشؤون الداخلية للسودان.
وفي بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء “موساليا مودافادي” وقع عبيه وزير الاتصالات الاستراتيجية “بيتر واروتيري” وصفت كينيا هذه الادعاءات بأنها غير مبررة ومؤسفة ومتناقضة مع مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل.
وحذرت الحكومة الكينية من أن مثل هذه الاتهامات المتهورة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتقويض الأخوة الأفريقية التي تربط الدول في جميع أنحاء القارة.
وتعتبر كينيا أن الادعاءات المستمرة وغير المثبتة من قِبل إدارة القوات المسلحة السودانية مؤسفة، بل وتتعارض مع مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل التي يرسخها ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي. وتهدد هذه الأفعال المتهورة بتقويض السلام والاستقرار الإقليميين، ولا تليق بالعلاقات الأخوية الأفريقية التقليدية بين دول المنطقة، كما جاء في البيان.
وتصاعد الخلاف الدبلوماسي بعد أن دعا السودان، يوم “الاثنين” الماضي إدارة الرئيس “ويليام روتو” إلى وقف جميع الدعم المزعوم لقوات الدعم السريع واحترام سيادة الدول الأخرى. كما حثت وزارة الخارجية السودانية كينيا على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، وخاصةً مبدأ عدم التدخل وتعزيز السلم والأمن الدوليين.
وفي هذه الأثناء، أكدت كينيا أنها تحافظ على موقف ثابت ومبدئي بشأن الصراع في السودان، مؤكدة أنها تدعم بقوة سيادة الدولة المجاورة ووحدتها وسلامة أراضيها.
ودعت كينيا إلى عملية سياسية شاملة، بقيادة سودانية وملكية سودانية، باعتبارها السبيل الأمثل لتحقيق سلام مستدام.
ورأت الحكومة الكينية أنه رغم أهمية دعم الشركاء الإقليميين والدوليين، فإن مسؤولية رسم مستقبل السودان تقع في نهاية المطاف على عاتق الشعب السوداني.
في الوقت نفسه، حثت الحكومة الكينية حكومة الأمر الواقع في “بورتسودان” على التركيز على تخفيف معاناة الشعب السوداني.
ودعت جميع أطراف النزاع إلى تحمل مسؤوليتها كاملةً والالتزام باستعادة الحكم المدني والسلام والأمن لما فيه مصلحة الشعب السوداني والمنطقة ككل.
و أكدت الحكومة الكينية أنها وبصفتها عضواً مسؤولاً في المجتمع الدولي، تلتزم بشدة بتعهداتها بموجب الأطر الدولية والإقليمية، ولا تتغاضى عن التجارة غير المشروعة أو تهريب الأسلحة أو تسهيلها أو الانخراط فيها.
واضاف البيان “لسوء الحظ، لن يخفف أي قدر من تحميل اللوم أو إلقاء المسؤولية المتكرر على الدول الأخرى من معاناة الشعب السوداني. لقد حان الوقت لأن تتحمل أطراف النزاع في السودان المسؤولية الكاملة وتلتزم باستعادة الحكم المدني والسلام والأمن لصالح الشعب السوداني والمنطقة بأسرها”.
ورأت الحكومة الكينية الادعاءات الكاذبة والمستمرة التي لا أساس لها من الصحة التي تطلقها القوات المسلحة السودانية على كينيا تعكس استراتيجية قديمة لتحويل الانتباه عن التحديات الداخلية من خلال إثارة توترات خارجية على أمل حشد الدعم المحلي.
وتابع البيان وكما يُلاحظ غالباً، فإن الرحلة الأكثر صعوبة ولكنها ضرورية هي تلك التي تكون في الداخل. لذلك، نحث القوات المسلحة السودانية على التركيز على الاستقرار الداخلي، بدلاً من إهدار الموارد والطاقة الشحيحة على أعداء خارجيين متخيلين.
واشار بيان الحكومة الكينية إلى أن الشعب السوداني قد عاني من ويلات النزاع العنيف الذي طال أمده لفترة طويلة جداً. وقال إنهم يستحقون السلام والأمن المرتكزين على حوار وطني شامل يعكس حقاً تنوع جمهورية السودان. ويجب أن يمتد هذا الحوار إلى ما وراء الفاعلين العسكريين ليشمل طيفاً واسعاً من الأصوات السودانية مثل المجتمع المدني وقادة المجتمع والشباب والنساء والمنظمات الدينية التي تعمل بشكل تعاوني لصياغة مسار مستدام للسلام.
وأكد بيان الحكومة الكينية أن الأزمة الإنسانية في السودان تصاعدت إلى مستويات خطيرة. فقد تم تهجير أكثر من 10 ملايين سوداني، أو ما يقدر بنحو 20% من السكان، قسراً. حالياً، وهناك أكثر من 30 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلثي السكان، بمن فيهم أكثر من 16 مليون طفل، في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية. والمتضررون الأكبر هم الفئات الضعيفة والفقيرة من الشعب السوداني في المناطق المهمشة، وكثير منهم يفتقرون إلى الوسائل اللازمة للبحث عن الأمان.
وزاد البيان ” في ضوء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، ظلت كينيا منخرطة بنشاط في حشد الاهتمام والدعم الدولي للشعب السوداني. وإن التزامنا الثابت بالسلام والمصالحة يرتكز على نهج مبدئي للإنسانية، ولا ينبغي إساءة تفسيره على أنه تدخل في الشؤون الداخلية للسودان.
لذلك، وبالشراكة مع الحلفاء الاستراتيجيين، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، ستواصل كينيا دعم الجهود التي تعزز السلام والاستقرار، وحلاً مستداماً وشاملاً للنزاع.
ومن المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية الكينية احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وفي إطار التزامها بهذا المبدأ، تتوقع كينيا أيضاً من الدول الأخرى الامتناع عن تشويه صورتها العالمية وسمعتها وسيادتها وقالت في بيانها “نواصل حث المجتمع الإقليمي والدولي على عدم السماح بأن يصبح السودان نزاعاً منسياً” .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.