تأخير اعلان “حكومة تأسيس” .. تعثر سياسي وإحباط جماهيري

نيروبي ـ عين الحقيقة

منذ التوقيع على «ميثاق السودان التأسيسي ـ تأسيس» بالعاصمة الكينية نيروبي، والذي ضم مجموعة من القوى السياسية وقوات الدعم السريع و الحركة الشعبية، وبعض الحركات المسلحة، ظل الترقب والانتظار لإعلان حكومة تأسيس يسيطر على الساحة السياسية، فيما ينتظر مؤيدو التحالف بشغف كبير لحظة اعلان الحكومة التي ينظروا إليها المنغذة لهم، زيترقب معسكر الحرب في بورتسودان موعد تشكيل الحكومة، اذ يعتبرونها مهدد كبير لتماسكهم، فضلاً عن سحبها للبساط من تحتهم حال حصولها على اعتراف دولي واسع.

وفي خضم المعاناة التي تواجه ملايين المواطنين في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، بدأت التساؤلات المشفغة على تأخر اعلان الحكومة تتطرح كل يوم عن تعثر حكومة تأسيس، هل هو تأخير لأسباب تتعلق بالترتيبات الفنية والسياسية، ام ثمة خلافات كبيرة نشأت بين الحلفاء حول شكل الحكومة، و حصص الشركاء فيها؟.

ويتكون الهيكل السياسي المنتظر من مجلس سيادة يضم 15 عضوًا، منهم 8 ممثلين لأقاليم السودان، و7 ممثلين للقوى السياسية، إضافة إلى رئيس الوزراء وحكومة تنفيذية متكاملة.

بالرغم من تشكيل إدارات مدنية في تلك المناطق إلا أن التحديات تفوق مقدرة تلك الإدارات..

ومع تفاقم أزمة نقص الخدمات في كافة مناطق سيطرة قوات التحالف، خاصة بعد سياسة الإقصاء والانقسام التي اتخذتها حكومة بورتسودان بحرمان المواطنين في مناطق السيطرة من خدمات الاتصالات واستخراج الاوراق الثبوتية، فضلاً عن القصف المستمر بالطائرات باتت الحاجة لوجود نظام حكم مدني حاجة ماسة، وبالرغم من تشكيل إدارات مدنية في تلك المناطق إلا أن التحديات تفوق مقدرة تلك الإدارات.

وبينما يمضي الوقت ويطول الانتظار بشأن حكومة تأسيس، بدأ التململ وفقدان الأمل يصيب المواطنين في تلك المناطق، ومنذ التوقيع على ميثاق تأسيس بنيروبي توجهت الأنظار إلى مراكز صنع القرار في التحالف الجديد الذي حظي بتأييد واسع وشعبية غير مسبوقة خاصة في المناطق التي ظلت تعاني من التهميش التاريخي.

‏ رئيس حركة تحرير السودان الديمقراطية والقيادي في تحالف “تأسيس”، حسب النبي محمود: أن حكومة “تأسيس” اكتملت بنسبة تفوق 99%، وسيتم الإعلان عنها قريباً جداً..

ومع تصاعد التوقعات بإعلان الحكومة في غضون الأيام المقبلة، يؤكد‏ رئيس حركة تحرير السودان الديمقراطية والقيادي في تحالف “تأسيس”، حسب النبي محمود: أن حكومة “تأسيس” اكتملت بنسبة تفوق 99%، وسيتم الإعلان عنها قريباً جداً.

وعزا التأخير إلى مزيداً من المشاورات، ورأي أن تأخر اعلان الحكومة أمر إيجابي، وأشار إلى أن حكومة تأسيس لا تخضع إلى وصاية أو مرهونة إرادتها لاي أجندات خارجية، وقال إن حكومة تأسيس قرارها في يدها و لا يتحكم بها شخص والقرار فيها جماعي.

وكانت قد تسربت أخبار ومعلومات عن اقتراب موعد اعلان الحكومة، وذكر المفكر والكاتب الصحفى الوليد مادبو في مقال نشر مؤخرا أن الترشيحات انحصرت في كل من عضو مجلس السيادة السابق القيادي بتحالف تأسيس محمد حسن التعايشي والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ابراهيم الميرغني، ورحج مادبو كفة الميرغني مستدلاً بحيثيات ومفاضلات بينها وسردها في المقال.

مصادر مطلعة: تحالف تأسيس رشح عدد من الشخصيات لتولي منصب رئيس الوزراء من بينهم وزير المالية السابق في حكومة حمدوك الدكتور ابراهيم البدوي..

وبحسب مصادر مطلعة فإن تحالف تأسيس رشح عدد من الشخصيات لتولي منصب رئيس الوزراء من بينهم وزير المالية السابق في حكومة حمدوك الدكتور ابراهيم البدوي، وكذلك حامد البشير والي جنوب كردفان الأسبق ، وكما رشح الخبير الاقتصادي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية مهدي عبد الله حامد بالإضافة لترشيح غير مؤكد لرئيس المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع حذيفة أبو نوبة.

غير ان الترشيحات النهائية انحصرت في كل من التعايشي والميرغني بعد اعتذار جميع المرشحين.

وخلال الساعات الماضية زادت وتيرة التوقعات بميلاد حكومة تأسيس، وأعلنت الحكومة المدنية في جنوب دارفور بأن المدينة مستعدة لاستضافة الحكومة.

وفي السياق يقول الكاتب والباحث السياسي عمار صديق سعيد” أن لحظة تشكيل الحكومة التي انتظرها السودانيون الأحرار طويلًا. قد اقتربت، واضاف حكومة “تحالف تأسيس” توشك أن تُعلن رسميًا خلال الساعات القادمة، بعد أن تم تشكيلها بعيدًا عن ضجيج المحاصصات والصفقات المشبوهة، وبعيدًا عن دوائر الفلول التي ظلت تتحين الفرص وتبث الإشاعات والتكهنات، أملاً في وأد هذا المشروع الوطني في مهده.

ويؤكد عمار سعيد أن من ينتظرون عدم إعلان الحكومة خابوا وخاب سعيهم، كما خابت من قبل محاولتهم البائسة بإعلان حكومة الانقلابيين في بورتسودان، التي وُلدت ميتة ومفضوحة، لا تحمل من جديد سوى وجوه الدم والفشل والفساد.

اللجنة: عمليات إعادة تأهيل عدد من المؤسسات الحكومية في نيالا قد أُنجزت بالكامل..

وفي السياق أفادت مصادر مطلعة في الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع بولاية جنوب دارفور عن اكتمال الاستعدادات الإدارية واللوجستية لإعلان حكومة تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” من مدينة نيالا خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقال مصدر من اللجنة المكلفة بتهيئة المدينة، مؤكدا إن عمليات إعادة تأهيل عدد من المؤسسات الحكومية في نيالا قد أُنجزت بالكامل، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تركز على الترتيبات النهائية لإعلان الحكومة.

ونوه المصدر أن إعادة تأهيل المؤسسات الحكومية في نيالا شملت أعمال التأهيل أمانة الحكومة، وبيت الضيافة، ومنزل قائد الجيش المطل على وادي نيالا، إلى جانب المنازل الحكومية في حي الموظفين، ومباني وزارة الزراعة، والتخطيط العمراني، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، إضافة إلى المستشفيات والمراكز الخدمية الأخرى في المدينة.

وأشار المصدر إلى أن تحالف “تأسيس” يعمل على توزيع مقار الوزارات السيادية بين نيالا (العاصمة الرئيسية)، والضعين في شرق دارفور، والجنينة في غرب دارفور، ضمن خطة لإدارة شؤون البلاد من خارج العاصمة الخرطوم.

تشكّيل لجنة عليا لاستقبال القيادات تضم: “علاء الدين نقد، والنذير يونس، وحذيفة أبو نوبة” كما تم تعزيز الترتيبات الأمنية تمهيدًا لاستقبال شخصيات بارزة.

وفي الفترة الأخيرة استعدت نيالا لاستقبال حكومة تأسيس وكجزء من الخطة لتصبح المدينة عاصمة سياسية للحكومة، أعيد فتح سوق نيالا الكبير لإنعاش النشاط التجاري، وافتُتحت صرافة مالية جديدة لتسهيل المعاملات الداخلية والخارجية، فيما تُجرى ترتيبات لتشغيل مطار نيالا رسميًا عقب إعلان الحكومة.

وكانت قد واجهت مدينة نيالا مهددات أمنية كثيرة حيث استهدفت بواسطة طيران الجيش عدة مرات مما أحدث دماراً في البنية التحتية قبل أن تقوم الإدارة المدنية ببعض الترميم والصيانة وتشغيل بعض المرافق العامة، مع اقتراب موعد اعلان الحكومة بدأت نيالا استعدادات مكثفة لاستقبال الحدث.

وشكّل التحالف لجنة عليا لاستقبال القيادات تضم: “علاء الدين نقد، والنذير يونس، وحذيفة أبو نوبة” كما تم تعزيز الترتيبات الأمنية تمهيدًا لاستقبال شخصيات بارزة.

مكوار: تشكيل هذه الحكومة سيفتح الباب أمام الحركة الشعبية للانخراط في النظام المصرفي العالمي، بما يعزز فرص التنمية والاستقرار في المناطق التي وصفها بـ”المحررة”

فيما ظلت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو أكثر حماساً لتشكيل حكومة تأسيس، وقد قادت في الفترة الأخيرة حملات تبشير بالحكومة في مناطق سيطرتها وأعلن جقود مكوار، نائب رئيس الحركة الشعبية، أن إعلان حكومة السلام بات وشيكًا خلال الأيام المقبلة، في إطار ترتيبات تحالف “السودان التأسيسي” الذي يضم قوات الدعم السريع والحركة الشعبية وعددًا من القوى السياسية والمدنية. وجاءت تصريحات مكوار خلال مخاطبته حفل تخريج دفعة جديدة من المعلمين في أكاديمية المعلمين بإقليم جبال النوبة الاسبوع الماضي، حيث أكد أن الحكومة المرتقبة تحظى بـ”دعم دولي واسع”، وأن العديد من الدول أبدت تأييدها ومساندتها لما وصفه بـ”حكومة التأسيس”.

ويرى مكوار أن تشكيل هذه الحكومة سيفتح الباب أمام الحركة الشعبية للانخراط في النظام المصرفي العالمي، بما يعزز فرص التنمية والاستقرار في المناطق التي وصفها بـ”المحررة”، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية متكاملة لبناء السودان الجديد، ترتكز على استثمار الموارد الطبيعية مثل الذهب والبترول، وتطوير البنية التحتية في الأقاليم.

وبين الترقب وانتظار الجماهير المحبطة من التأخير يبدو أن اعلان حكومة تأسيس أصبح وشيكا، وبكل تأكيد سيمثل لحظة تاريخية، في ظل تصاعد التحركات السياسية والعسكرية لتحالف “تأسيس”، الذي تم تشكيله في فبراير الماضي بمدينة نيروبي الكينية، ويضم إلى جانب قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال، كلًا من حزب الأمة القومي والجبهة الثورية.

ويتولى قيادة التحالف محمد حمدان دقلو (حميدتي)، فيما يشغل عبد العزيز الحلو منصب نائب الرئيس، في هيكل قيادي يسعى إلى إدارة المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية في بورتسودان.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.