حزب الأمة القومي يطالب حكومة “تأسيس” بأن تكون حكومة أفعال لا شعارات
متابعات - عين الحقيقة
عبرت قيادات وكوادر حزب الأمة القومي عن ترحيبها بإعلان حكومة الوحدة والسلام، ووصفتها بالخطوة الجريئة، وأشار حزب الأمة فى بيانه رقم (٥٢) بمناسبة إعلان حكومة تأسيس الذي إطلعت عليه صحيفة “عين الحقيقة” الى أن إعلان الحكومة جاء من أجل وطن يتجاوز جراحه، ويتسع لجميع أبنائه.
وبعث حزب الأمة التحية الى جماهير الشعب الأبيّ في كل شبر من تراب الوطن العظيم، الذين تاقت أرواحهم إلى الخلاص من دوائر الظلم والاستبداد، والذين حلموا بوطن لا يُهدر فيه عرق الكادحين، ولا يُقصى فيه المختلف، ولا يُستأثر فيه بالقرار دون تفويض، وإيماناً الحزب بأن السودان لا يُمكن أن يُبنى على ركام المركزية الظالمة، ولا على خطاب الدولة الإستعلائية التي أورثته الحروب والتشظي والانقسام.
وباركت قيادات وكوادر حزب الأمة القومي للشعب السوداني قاطبةً، إعلان حكومة تأسيس، بقيادة رئيس المجلس الرئاسي القائد محمد حمدان دقلو، ونائبه القائد عبدالعزيز الحلو، ورئيس الوزراء محمد حسن التعايشي، وإعتبرت هذه الخطوة الجريئة، نقلة نوعية وإستراتيجية في إتجاه هدم بنية الدولة القديمة التي تأسست عقب الإستقلال لخدمة نخبة محدودة ومتحصنة في المركز، وبناء دولة وطنية حقيقية قائمة على المواطنة والعدالة والمساواة والإعتراف المتبادل، دولة لا يحتكر فيها أحدٌ القرار أو الموارد أو الهوية، بل يشارك فيها الجميع، بوصفهم شركاء في التاريخ، وفي المصير، وفي الحقوق والواجبات.
ووصف حزب الأمة إن حكومة تأسيس، في بنيتها الجامعة، ومضمونها السياسي المحكم، وتوقيتها التأريخي المثالية، تمثل رداً عمليًا وشجاعاً على محاولات سلطة الأمر الواقع في بورسودان، التي يقودها عبد الفتاح البرهان بدعم مباشر وواضح من تنظيم الإخوان المسلمين، لتكريس واقع انفصالي مقنع، من خلال ممارساتها الخطيرة التي شملت: إصدار عملة جديدة تخدم جزءاً من البلاد وتقصي أجزاء أخرى، في إستهداف مباشر لتقويض مفهوم الدولة الجامعة بجانب إقامة إمتحانات قومية في نطاق جغرافي محصور، وتقديم خدمات الدولة لمجموعات مختارة، على أسس الولاء والإنتماء السياسي والإثني والجهوي، لا على أساس المواطنة، تجيير الدعم الإنساني لمصلحة حفنة من المتنفذين والتجار والمُوالين، تحت مظلة الأزرقية وشبكات المحسوبية والفساد.
وأشار البيان الى أن هذه الممارسات ليست عشوائية ولا عابرة، بل هي سياسات ممنهجة لتقسيم البلاد عمليًا، وإعادة إنتاج دولة الإقصاء والتهميش والتمييز، وتابع “من هذا المنطلق، فإننا نُثمّن عاليا إعلان حكومة تأسيس بإعتبارها بداية لتصحيح هذا المسار، ومنصة لإطلاق مشروع وطني جامع يعيد الإعتبار لفكرة السودان كدولة متعددة، متساوية، عادلة، تُدار بشفافية، وتُحاسب سلطاتها، وتُخضع نفسها لرقابة المجتمع لا لسطوة العسكر أو نفوذ الجماعات العقائدية”.
وأعلنت قيادات وكوادر حزب الأمة القومي دعمها الكامل والراسخ لحكومة تأسيس، والوقوف بوضوح تام إلى جانب برامجها وسياساتها، ودعت جماهيرها في المدن والقرى والمخيمات والمهاجر إلى الإصطفاف خلف هذا المشروع الوطني الجريء.
وهنأ حزب الأمة القائد محمد حمدان دقلو، الذي إختار الوقوف مع خيار تأسيس الدولة الجديدة، ورفض الخضوع لحسابات النخبة المتنفذة، وتحمّل عبء قيادة المرحلة في ظل ظروف بالغة التعقيد والخطورة. والقائد عبدالعزيز الحلو: هذا الصوت النقي الذي ظل ثابتًا على المبادئ، رافضًا أي تسويات جزئية، ومتمسكًا بحق الشعب السوداني في أن يعيش تحت مظلة دولة مدنية علمانية عادلة. وكذلك السيد محمد حسن التعايشي: منارة فكر وموقف، رجل آمن بالحرية والسلام والعدالة، وكان صوتًا عقلانيًا متماسكًا وسط ركام الانهيار السياسي.
وفي سياق التأكيد على ضرورة التحول المؤسسي، طالبت كوادر وقيادات حزب الأمة حكومة تأسيس أن تكون حكومة أفعال لا شعارات، وأن تضع في قلب أولوياتها، بناء مؤسسات حكم راشد قائمة على الكفاءة والمحاسبة والمواطنة. وتفكيك شبكات المحسوبية والفساد التي تغلغلت في مؤسسات الدولة، واستعادة الخدمات الأساسية على أسس عادلة. وإنهاء التهميش التاريخي للمناطق والأقاليم، وتقديم نموذج جديد في تقديم الخدمات، يُراعي التوزيع المتوازن ويُعطي الأولوية للأكثر تضررًا.
ولبلوغ الاصطفاف الوطني الجامع؛
دعا الحزب كل القوى السياسية والمدنية والطلابية والنقابية، وكل حاملي الهم الوطني الحقيقي، أن يتركوا خلفهم خطاب التشكيك والتشظي، وأن يلتحقوا بمسار التأسيس، فهو المسار الوحيد القادر على أن يُخرج السودان من دوامة الانهيار، ويقوده نحو وحدة وطنية صلبة تقوم على العدالة والمشاركة والشفافية.
ووجه رسالة للمجتمع الدولي
مناشدا الأمم المتحدة، والإتحاد الأفريقي، والدول الصديقة،والمنظمات الإنسانية، إلى الإعتراف بحكومة تأسيس، ودعمها سياسيًا ولوجستيًا، بإعتبارها الخيار المدني الوطني الذي يمتلك تفويضًا أخلاقيًا وسياسيًا، ويعمل على إعادة بناء الدولة السودانية، بعيدًا عن الإقصاء والعنف والإستغلال الأجنبي.
وإختتم حزب الأمة القومي بيانه بأن السودان، اليوم، يقف على عتبة فاصلة؛ إما أن ينهض عبر مشروع وطني تأسيسي يعترف بجراحه، ويصالح بين أهله، ويوزّع موارده بعدالة؛ أو يعود إلى مستنقع الدم والإقصاء والاحتكار، ومن جانبهم في قيادات وكوادر حزب الأمة القومي يدعمون سلطة تأسيس بكل قوة، ولا يدخرون جهدا في العمل على إنجاح سياساتها وبرامجها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.