حكومة التأسيس تعتبر مرحلة في تاريخ الصراع السياسي السوداني المليء بالحروب التي خلفت الثكالى والايتام والارامل و المشردين من ويلات الحرب ، هذه الحكومة نمثل تطلعات كثير من المواطنين الذين واجهوا العنف المركزي بصلفه وحشيته منذ تكوين الدولة السودانية ، وعليه الكثير من هؤلاء المواطنين و تحديداّ في مناطق السيطرة علقوا آمالهم وإن غداّ سيكون افضل مثلما علق كثير من شعبنا في حكومة الثورة المجيدة، وحكومة المؤسس حمدوك خيبت اماله لأنها احيط حمدوك بظروف عصيبة هي (وجود الدولة العميقة المتمثلة في المؤتمر الوطني الذي سقطت واجهته الحزبية فقط ، وظلتا كتلتيه الأمنية الاقتصادية متحكمتان في المشهد الأمني والاقتصادي ، الحاضنة السياسية لحمدوك المتمثلة في الحرية والتغبير لم تكن منسجمة في رؤاها لإدارة الدولة ، و فضلاّ عن صراعاتها الذاتية من اجل تمكين عضويتها ، مما جعل بعض مؤسسات الجهاز التنفيذي آلت لأناس محددي المقدرات والكفاءة ) هذان السببان هما أساسيا في فشل حكومة حمدوك .
حكومة التأسيس تحدياتها اعظم واكبر من حكومة الثورة المجيدة ، لأن الأخيرة لها تأييد شعبي ،و حضور ، دعم دولي ربما لم تجده أي حكومة من قبل اما الاولي (حكومة التأسيس )ثمة تحديات تواجهها وهي
أولا ترتيب البيئة الداخلية وحفظ الامن وتحسين قطاع الخدمات للمواطنين
ثانياً تكيف بيئة خارجية تكون مصلحة الوطن حاضرة فيها بعيداّ عن سياسة الضرار وامزجة الأشخاص وخلق اقتصاد دولي مفتوح مع آخذ الاعتبار خواص الميزة للسلع وفق معايير التجارة الدولية و الاقتصاد العالمي .
ثالثا ضرورة بناء مؤسسي تكون الحوكمة فيه سيدة الموقف، ومحاربة الفساد السياسي والبزخ العسكري .
رايعاً ضرورة فصل المؤسسة العسكرية ، و عزلها من التدخل السياسي تماما .
خامساً لابد عن ضغط حكومة بورتسودان ان نعمل سلام يخاطب جذور الازمة وبناء السودان موحد برؤيه مغايرة الماضي ثمة أسئلة تعج في ذاكرتي
– هل حكومة التأسيس لها المقدرة في تكون نموذجاّ يحتذي به ام تكون أسيرة العقل السياسي السوداني القديم الذي يعظم المصلحة الخاصة فوق العامة ؟
– هل هذه الحكومة تستطيع ان تصنع بيئة خارجية للعلاقات الدولية ولماذا في تكوينها غياب تام لتمثيل الدولي ؟!
أخيراً وليس اخراً نتمنى لها النجاح ،و تستفيد من أخطاء الماضي وحرية الصحافة هي تطور لكل الحكومات المتقدمة .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.