ليلة السكاكين الطويلة تقترب: المصباح يطارد البرهان نحو مصير علي عبد الله صالح

عمار نجم الدين

المشهد الأخير في معسكر بورتسودان يكشف بوضوح عن اقتراب ساعة الانفجار الداخلي التي حذّرنا منها مرارًا في كتاباتنا السابقة. حادثة اعتقال المصباح، قائد مجموعة البراء بن مالك، في القاهرة، لم تعد مجرد واقعة أمنية عابرة؛ بل أصبحت مؤشرًا خطيرًا على تصدع التحالفات داخل معسكر الإسلاميين المحيط بالبرهان.
الصمت المريب للمجلس السيادي وعدم تحرك السفارة السودانية في مصر، رغم أن المصباح كان قد جلس مع السفير عدوي قبل اعتقاله بساعات قليلة، يطرح أسئلة قاسية عن التوافق على اعتقال المصباح . وزاد الأمر خطورة شهادة العيان التي تؤكد أن سيارة دبلوماسية رافقت عملية الاعتقال في مرتين للمصياح اعتقال و إطلاق سراح و اعتقال آخر ، ما يوحي بأن بعض مفاصل دولة بورسودان شريكة في التصعيد وان مصير البراؤون سوف يكون مصير مرسي و صحبه .
الأخطر أن هذه الحادثة جاءت متسقة تمامًا مع ما كشف عنه سابقًا عن تحذيرات مستشار البرهان علاء الدين لبعض قيادات التيار الإسلامي بضرورة خفض نشاطهم السياسي في مصر، وإلا فسيتم استخدام النفوذ الأمني المصري لردعهم بالقوة. واليوم، يبدو أن التهديد تحوّل إلى فعل، وأن بورتسودان بدأت بالفعل في التخلص من “أحمالها الثقيلة” داخل التيار الإسلامي، في مشهد يُذكّر بليلة السكاكين الطويلة، حيث تتخلص السلطة الإسلامية من رفاقها قبل أن ينقلبوا عليها كما حدث سابقا عدة مرات مرة من البشير و على عثمان ضد الترابي و مره من البشير ضد على عثمان .
المشهد بوضوح سوف يؤدي اعتقال المصباح بنهاية عهد البرهان، و أنه يسير نحو مصير يشبه مصير علي عبد الله صالح؛ مغدورًا ومحترقًا على يد حلفائه الذين وخانهم. ( فالمصباح وجنوده ) ليسوا مجرد قوة صغيرة، بل هم الشبح الذي يطارد البرهان الآن، وسيكونون الأداة التي تكتب نهاية سلطته بالنار والدم إن استمر في هذا المسار الانتحاري.
الصراع في معسكر بورتسودان إذًا لم يعد مجرد فرضية أو تكهنات؛ لقد دخل مرحلة التصفية الناعمة تمهيدًا لليلة سكاكين دامية تقترب بسرعة. إسلاميو الجيش يواجهون لحظة الحقيقة، والنظام المترنح يفرغ بيته من الداخل قبل أن تلتهمه الحرب الأوسع، بينما شبح المصباح وجنوده يلوّح بنهاية لا تختلف كثيرًا عن نهايات الطغاة الذين خانوا حلفاءهم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.