تهديدات الإسلاميين لـ”البرهان” عقب احتجاز “المصباح” في مصر .. هل ستنهي تحالف “القاهرة” و “بورتسودان”..؟

القاهرة - عين الحقيقة

تسببت أزمة احتجاز السلطات المصرية لقائد ما يسمي بـ”كتيبة البراء بن مالك”، المصباح ابو زيد طلحة في ضعضعة الثقة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان و الإسلاميين الذين اصطفوا بجانبه في الحرب المدمرة بالسودان.

ومع تأزم موقف البراء و تعقيدات إمكانية إطلاق سراحه، صعد الإسلاميين من نبرة انتقادهم لـ”البرهان”، واتهموه صراحة بالمشاركة في مؤامرة حجز المصباح في مصر لانهاء دور الكتيبة الإسلامية المتورطة في أعمال إجرامية بحق المدنيين ورافضو الحرب.

ظهر أبرز قيادات مليشيا البراء المتورطين في جرائم الذبح ويدعو عمر الفاروق في فيديو باكياً علي عدم تحرك البرهان لإطلاق سراح المصباح..

وأصوات الإسلاميين المنتقدة للبرهان تصاعدت حدتها في الأيام الأخيرة ، كان أبرزها الهجوم اللاذع من قبل محمد الحسن كرتي، شقيق الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، حيث وجه في رسالة حادة حملت تهديدات مباشرة لكل من عبد الفتاح البرهان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في حال عدم إطلاق سراح قائد الكتيبه المعتقل.

وايضا ظهر أبرز قيادات مليشيا البراء المتورطين في جرائم الذبح ويدعو عمر الفاروق في فيديو باكياً علي عدم تحرك البرهان لإطلاق سراح المصباح، الفاروق اشتهر من بين الذين ذبحوا المواطنين في جبل اولياء والكلاكلة ، مما عززت مشاهد الذبح من المخاوف الدولية من كتيبة البراء ووضعها في قائمة الجماعات الخطرة التي تنشط في السودان.

ربط شقيق على كرتي اعتقال المصباح في القاهرة بمشروع استهداف إقليمي ودولي في الرسالة التي نُشرت بصيغة خطاب لأنصار المشروع الإسلامي، و اعتبر محمد الحسن كرتي، أن توقيف المصباح طلحة في مصر ليس مجرد إجراء قانوني، بل يأتي ضمن مشروع استهداف إقليمي ودولي يشمل كل ما هو إسلامي.

واتهم النظام المصري بـالارتهان للصهاينة ، متهماً في الوقت ذاته البرهان بـالخيانة” والتواطؤ مع القاهرة، واصفاً التنسيق بين الجانبين بأنه “مخطط صهيو – إماراتي” تدعمه دول ذات مواقف رمادية.

محمد كرتي في رسالته عدة وقائع لتدعيم اتهاماته لـ”البرهان”، من بينها تسليم القيادي المصري حسام منوفي من السودان إلى السلطات المصرية عبر شركة بدر للطيران..

محمد الحسن كرتي يبدو أنه من قيادات الصف الثالث في الجماعة الإسلامية ، ولم يعرف له أي نشاط سياسي، وكغيره من قيادات الإسلاميين الذين ظهروا مؤخراً في حرب 15 ابريل يريد أن يلعب دوراً مؤثراً ، لإنقاذ قائد كتيبة البراء التي رمي عليها الإسلاميين ثقلهم وحشدوا لها كل الدعم حتي يتحقق لهم الانتصار ويعودوا مرة أخرى لحكم البلاد.

استحضر محمد كرتي في رسالته عدة وقائع لتدعيم اتهاماته لـ”البرهان”، من بينها تسليم القيادي المصري حسام منوفي من السودان إلى السلطات المصرية عبر شركة بدر للطيران.

وذكر حادثة مقتل شباب مصريين في حي جبرة بالخرطوم، والتي وصفتها السلطات السودانية حينها بعملية ضد خلية إرهابية، بينما يشير كرتي إلى أنهم أبرياء تمت تصفيتهم لإرضاء السيسي.

رسالة محمد كرتي لم تخلو من تحذيرات صريحة، حيث أكد فيها أن إخوان السودان ليسوا مثل إخوان مصر، وأنهم يمتلكون الأسنان والسنان، مشيراً إلى أنهم تعلموا من تجارب الماضي ومستعدون للقلب الطاولة بل وإحراقها، إذا استمر استهدافهم.

وحث كرتي الإسلاميين في السودان والإقليم إلى اعداد العدة والاستعداد للمواجهة، مؤكداً أن المشروع لن تحرسه إلا الدماء والأشلاء.

رغم دعم ومساندة مصر للجيش، إلا أن لديها تحفظات في سيطرة الإسلاميين على المشهد..

تهديدات شقيق الامين العام للحركة الإسلامية على كرتي، تأتي عقب رفض السلطات المصرية إطلاق سراح البراء لكنها أيضا ، ربما مرتبطة بدور مصر في الحرب ، فهي رغم دعمها ومساندتها للجيش، إلا أن لديها تحفظات في سيطرة الإسلاميين على المشهد ، وتخشي من أن ينعكس ذلك سلباً علي أراضيها ، خاصة أن هناك علاقة وثيقة بين تنظيم الإخوان في مصر والسودان ، كما أن للاسلامين تاريخ حافل بالعنف في المنطقة، منه محاولتهم إغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك ، لذلك لن تتأخر مصر في استغلال أي ظرف لكسر شوكة الإسلاميين في السودان ، بعد أن أدركت ضعف البرهان أمامهم وارتهان قراره بارادتهم.

ويتوقع أن يصعد الإسلاميين من انتقادهم الصريح للنظام المصري في الأيام المقبلة والبرهان معا ً، إذ تؤكد المؤشرات والشواهد أن قائد الكتيبة الإسلامية المتطرفة المعتقل لديها لن يطلق سراحه لوجود تقاطعات دولية عدة في مصيره، من بينها حرص دولة الإمارات العربية المتحدة و مساعيها في تجفيف منابع الإرهاب في المنطقة، وكذلك الدور الإسرائيلي الذي ينشط في هذه الأيام لانهاء دور حماس المرتبطة بالاخوان في السودان.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.