البرهان وتمزيق السودان !!

عبدالرازق كنديرة

طالعت تغريدة لإيدى كوهين سأوردها بالنص( مصادر دبلوماسية أكدت أن حكومة السودان أيدت استعدادها لاستضافة 400 ألف من أهالى غزة لمدة سبعة سنوات وطلبت فى لقاء عقد بسفارة اسرائيل فى مصر أن يكون المقابل هو تأمين اسرائيل للأجواء فوق بورتسودان طوال هذه المدة )
ومن ناحية أخرى فقد رشح أن البرهان قد أقر بتمصير مثلث حلايب وشلاتين وابورماد ووجه الهيئة القومية للحدود أو الجهات ذات الإختصاص بتعديل خريطة السودان وازالة المثلث المعنى ليكون ضمن حدود مصر مع السودان فضلآ عن الشروع فى ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية ولا شك بأنه سيتخلى عن جزء مهم من العمق البحرى الغنى بالغاز والبترول مقابل الدعم العسكرى !

وهو أمر يكشف مدى عمالة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابى الذين اشعلوا حرب الخامس عشر من ابريل كحرب انتقامية من الشعوب السودانية التى زلزلت عرشهم فى ثورة ديسمبر واجبرتهم على الإنحناء للعاصفة والإطاحة برأس النظام وإدعاء لجنتهم الأمنية بالإنحياز للثورة ريثما يستعيدون ترتيب صفوفهم للإنقضاض عليها بثورتهم المضادة التى جربت كل الطرق منذ فض الإعتصام ، فمظاهرات الزحف الأخضر ، فانقلاب 25 اكتوبر ، فاشعال حرب 15 ابريل والتى توعدوا فيها الشعب بواسطة عدد من قادتهم ومنها ما جاء على لسان الكباشى ( يا إما استلام كامل أو دمار شامل ) !
وهذا كان ومازال هو ديدن عصابة بورتسودان التى افشلت كل مبادرات السلام ، منذ جدة 1 وجدة 2 والى المنامة وجنيف ،
ولكن الأخطر من ذلك هو استعداد عصابة البرهان
اللا متناهى عن بيع الوطن و تعريض أرضه وحدته لخطر التقسيم والتجزئة ، فضلآ عن عرض كامل التراب السودانى على مزاد الأطماع الدولية مقابل دعم عسكرى من أجل تحقيق انتصار مستحيل فى حرب الإنتقام على الشعب ،
وعلى مستوى تاريخ البشرية لا يوجد دكتاتورآ انتصر على إرادة الشعب ولكنهم كآل البوربون لا يتعلمون شيئآ ولا يتعظون !

وبالنظر لتحالف أمراء الحرب المتناقض الذى يقوده تنظيم الإخوان المسلمين عبر جيش الحركة الإسلامية الذى يطلقون عليه جزافآ الجيش السودانى و الكتائب الإرهابية وحركات الإرتزاق والنهب المسلح ومليشيا الشكرية ومرتزقة التقراى الإرترية والأثيوبية ، نجد أن هذا المعسكر الدموى العنصرى مختلف فى كل شئ فالإخوان الذين اعادتهم الحرب والبروباغندا الحربية للمشهد لا يرغبون فى أى منافس ولا سيما بعد أن قدموا آلاف العناصر ، هب أنهم ينظرون الى حركات الإرتزاق كحمل ثقيل وكلفة باهظة ما أن عجزوا عن تحقيق انتصارآ فى الفاشر وكردفان الأمر الذى يحرج نواياهم بإقامة دويلة الإمارة الإسلامية فى بورتسودان ، ولا يخفى ذلك على حركات الإرتزاق كما جاء فى تصريحات مناوى الأخيرة التى قال فيها أن هنالك شخصية نافذة توقف تحرك الجيش لفك حصار الفاشر فى إشارة الى البرهان !
ولكن يبقى الأمر الأخطر والذى يدق ناقوس الخطر هو إلتقاء حلف الحرب والدم العنصرى وارتباط مصالحهم على ديمومة الحرب حتى ولو أدى ذلك الى تشظي وتقسيم الوطن
ولذلك يسعى الإخوان وعبر أبواقهم الإعلامية الى عودة السودانيين الذين شردتهم الحرب من أجل استنفار أبنائهم كوقود للحرب ، كما تعمل حركات الإرتزاق فى منع خروج مواطنى الفاشر من أجل استخدامهم كدروع بشرية كما تعمل على تجنيد أبناء النازحين فى الشمال والوسط وسكان الكنابئ !
وعطفآ على بدء فإن خطورة تجار الحرب تكمن فى بيع الوطن والرجوع بالسودان القهقهرى الى عهد خديوية محمد على باشا ووضعه تحت الإنتداب المصرى ، ولو أدى ذلك الى تقسيمه الى أيدى سبأ فى حالة إذا ما عجزت عصابة بورتسودان عن تحقيق انتصار على أشاوس الد.عم السر.يع ويبدو أن هذا هو السيناريو الأرجح بالإستناد على الإجراءات العملية التى قاموا بها فى سن قوانين الوجوه الغريبة وحرمان سكان غرب السودان من حقوق المواطنة فى الأوراق الثبوتية والحرمان من خدمات التعليم والصحة والحياة الكريمة وشن حرب إبادة شاملة تحت دعاوى الحواضن المدعاة !
وعلى أى حال فإن عصابة بورتسودان التى تفتقد للوازع الأخلاقى والوطنى لا تأبه بغير مصالحها الضيقة وتنفيذ أوامر التنظيم العالمى للإخوان المسلمين ولو أدى ذلك الى اقامة فردوس الإمارة الإسلامية المفقودة على رقعة مدينة بورتسودان !

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.