تجمع قوى تحرير السودان الفيدرالي” يوقّع على “دستور السودان الجديد

تقرير - عين الحقيقة

في سياق التطورات السياسية المتسارعة بدارفور، أعلن تجمّع قوى تحرير السودان الفيدرالي انضمامه الرسمي إلى تحالف تأسيس وحكومة السلام والوحدة، وذلك خلال فعالية أُقيمت في العاصمة الكينية نيروبي، جرى خلالها التوقيع على وثيقة دستور السودان الجديد يمثلنا

ويأتي هذا الانضمام تتويجًا لدور التجمع في إدارة الشأن المحلي بعدد من ولايات دارفور، وعلى رأسها غرب دارفور، حيث ظلّ حريصًا على المشاركة في جهود تحقيق الاستقرار وتقديم الخدمات، في ظل واقع أمني وسياسي معقد.

وقال رئيس التجمع، رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب دارفور تجاني الطاهر كرشوم نبشّر الشعب السوداني الأبي بأن حلمه الوطني العظيم، الذي راود أجيالنا منذ فجر الاستقلال، يقترب من التحقق”، مشددًا على أن هذه الخطوة ليست سوى بداية لمسار طويل من العمل من أجل سودان جديد

أما الأستاذ الهادي برمة، الأمين السياسي لتجمع قوى تحرير السودان الفيدرالي، فقد عبّر عن ثقته التامة في مستقبل التحالف والحكومة الجديدة، قائلاً: نحن على يقين بأن العالم أجمع سيعترف بهذه الحكومة الجديدة، لأنها تمثل الإرادة الحقيقية للشعب السوداني وتعبّر عن تطلعاته في العدالة والحرية وبناء الدولة المدنية”.

وأضاف برمة أن “التحول السياسي الذي يجري اليوم ليس مجرد اتفاق نخب، بل هو تعبير عن تطلعات شعب بأكمله للخروج من الأزمات المتراكمة، وفتح صفحة جديدة من الشراكة الوطنية والتوافق الواسع”.

شهدت الفعالية حضور شخصيات رفيعة، على رأسهم د. مكين تيراب، ود. موسى خدام، والمك أبوشوتال الذي تحدث نيابةً عن قيادة قوات الدعم السريع، حيث نقل تحايا الهيئة القيادية لحكومة السلام والوحدة، بقيادة المشير محمد حمدان دقلو ونائبه الفريق عبدالعزيز آدم الحلو.

وقال أبوشوتال نستمد شرعيتنا من شعبنا، فهو الجمعية العمومية لتحالف التأسيس والحكومة الجديدة. ونحن نبارك خطوة التجمع في هذا التوقيت المهم، الذي يمثل لحظة تحوّل تاريخية نحو مزيد من التوافق والتوقيعات الوطنية”.

وفي كلمته، قال د. موسى جبر، ممثل القوى السياسية الموقعة على ميثاق السودان التأسيسي: نُرحب بانضمام تجمع قوى تحرير السودان الفيدرالي، الذي يُعد إضافة نوعية لمسار التحول الديمقراطي في البلاد”.

وأكد التزام كافة القوى السياسية والحزبية بوحدة السودان أرضًا وشعبًا، واعتبر مشاركة التجمع “رسالة قوية بأن الشباب والقيادات الوطنية باتوا جاهزين لقيادة المرحلة القادمة”، وسط تصفيق حاد للحضور.

ومن جانبه عبر رئيس هيئة الاركان الجنرال حماد يوسف

عن تقديره العميق لنضالات القوى السياسية والمسلحة والمدنية التي توحّدت من أجل قضايا الشعب السوداني، مؤكّدًا التزامه الكامل بالمضي قدمًا في مسيرة التغيير والتحول الديمقراطي، وبناء دولة تقوم على قيم «الحرية، والسلام، والعدالة».

وأشار إلى أن «حرب 15 أبريل» ليست سوى محاولة جديدة من فلول النظام البائد لإجهاض الثورة، وقطع الطريق أمام مشروع التحول الديمقراطي، مضيفًا أن التجمع كان – ولا يزال – في الخندق ذاته مع «قوات الدعم السريع»، منذ اللحظة الأولى للصراع، وقدم مئات الشهداء والجرحى، من بينهم «الشهيد القائد العام للتجمع حسن»، وما زال يواصل القتال حتى يتحقق النصر، وتضع الحرب أوزارها.

وأكد المتحدث أن «ميثاق تأسيس تحالف السودان» والدستور المصاحب له، يقدمان إجابة واضحة على سؤال جوهري طالما شكّل لبّ الأزمة السودانية، وهو: «كيف يُحكم السودان؟»، وليس «من يحكم السودان؟»، معتبرًا أن الميثاق خطوة جادة في طريق معالجة التشوهات التاريخية التي صاحبت نشأة الدولة السودانية منذ الاستقلال.

وفي معرض حديثه، أعرب التجمع عن أسفه لانحياز بعض المناضلين إلى ما وصفه بـ«صف الجلاد»، متهمًا قادتهم بالتخلي عن المبادئ، والسعي وراء المصالح الذاتية، في وقت تتطلب فيه اللحظة الوطنية تماسك الصف ووحدة الهدف.

وأشار إلى أن «تجمّع قوى تحرير السودان الفيدرالي» أدى دورًا فاعلًا في إدارة الشأنين المدني والعسكري في «الولايات المحررة»، لا سيما في «ولاية غرب دارفور»، حيث نجح في إعادة الأمن، وتحقيق الاستقرار، وترميم النسيج الاجتماعي عبر الشراكة مع المواطن، وقوات الدعم السريع، والأجهزة الأمنية.

اختتمت الفعالية بأجواء من التفاؤل، مع تأكيد المشاركين أن ما جرى في نيروبي هو أكثر من مجرد توقيع، بل هو إعلان عن ميلاد مرحلة جديدة في السودان، تتجاوز الحرب والانقسام، نحو بناء وطن قائم على الشراكة والعدالة والسلام.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.