حقآ لم نشبهكم ! وفى هذا صدقتم !!

عبدالرازق كنديرة

عصابة 56 ، التى ورثت حكم السودان على حين غرة من أهله ، اقلية مأزومة وتعاني من داء قصر النظر على مستوى الإجتماع والجغرافيا السودانية ،
فلا تبصر أبعد من شارعي القصر والجمهورية، ولا تعترف بأحد غير قاطنى خرطوم ونجت ، فتختزل كل الفسيفساء السودانية أرضآ وانسانآ فى هذه الرقعة والتى لا تتعدى ذواتهم المريضة المتضخمة بالنرجسية والأنوية ،
فأقلية الأفندية هذه وإن كانوا ينحدرون من اقليم شمال السودان إلا أنهم أقلية منبتة ولا تمت لأهل الشمال من عامة الناس بصلة ،
بيد أن هذا الإقليم كان معبر وطريق لكل غاز ودخيل على امتداد تاريخ السودان ولا يوجد استعمار على وجه البسيطة غزا مكانآ إلا وكان له مخبرين ومتعاونيين قبل وأثناء الغزو !
والمؤسف فى غالب بلداننا الإفريقية ما بعد الكونيالية تفآجئت الشعوب الأصيلة وبعد نضالات وتضحيات أنها قد خدعت واكتشفت فيما بعد أن أفعى الإستعمار قد غيرت فقط جلدها الأجنبي الأوربى ولبست جلد افريقى لأناس من جلدنا و بيئتنا كى تتخفى وتتأقلم من رصد الثوار و تلتهم مواردنا وتفتك بلحمتنا ووحدتنا الإجتماعية وتعطل نهضتنا وتقدمنا ،
ولا يحتاج الأمر الى كثير عناء أو بحث مضني عن ماهية هؤلاء الكومبرادورات ، لنكتشف أنهم هم ذاتهم أولئك الذين كانوا قوادين ومخبرين وعيونآ للإستعمار الأجنبي الذين باعوا شرفهم وأرضهم وشعبهم بحفنة من نقود وواه من وهم الإمتياز ، فتمت مكآفئتهم بتوريثهم السلطة الإستعمارية ذاتها وبذات الأدوات القمعية وذات السياط والخفر !
ونحن فى السودان وبعد مرور 70 عام من الإستقلال الصورى مازلنا نبرح مكاننا من التخلف الحضارى بل تدحرجنا أكثر الى القاع مما تركنا عليه المستعمر ، بسبب الأداء السئ لورثة المستعمر الذين قلدوه فى الصلف والتكبر وقمع الشعب والتفنن فى الفتن والحروب وفشلوا فى طريقة إدارته للدولة على مستوى الخدمات والخدمة ،دعك من أن يديروا مشروع تنموي شامل للوطن ،
والمؤسف أن هذه الأوليغاشية البائسة والفاشلة قد استبد بها الصلف والغرور وهى بعد ممسكة بأدوات القمع العسكرية الموروثة من جيش البازنقر وما يمت إليه بصلة من الأمن والإستخبارات ..الخ..
أن حولت الوطن كله الى دولة خاصة لا تتعدى امتيازاتها وخدماتها اجتماعهم السياسي الموروث ، والذى لا يتجاوز
خرطوم ونجت القديم وقليل من تحالفاتهم الإجتماعية والإقتصادية وسيما الحزبيين التقليديين الأسريين، بيد أن الأحزاب التى تدعي التقدمية واليسارية لم تختلف عنهما إلا على مستوى التسمية والشعارات وتتطابق فى الأداء والإنتماء للوسط الإجتماعى !

_ولذلك لم اندهش قط وأنا استمع لتصنيفات هذه العصابة المرذولة للشعوب السودانية وتجريد كل من يختلف معهم من السودنة و الوطنية وحتى فى هذه ينحون الى الكيل بمكيالين فتجريد المختلف من سودنته تطلق على من لم ينتم الى الوسط الإجتماعى للعصابة ! فهو غير سودانى ولا يشبههم ، بينما التجريد عن الوطنية والتخوين تطلق على من شذ من القطيع من وسطهم الإجتماعى وانحاز لمطالب الثورة السودانية الممتدة منذ 1881
_ وفى ثورة الخامس عشر من ابريل المضطرمة سقطت كل اقنعت دويلة 56 الواهية التى كانوا يخدعون بها الهامش ويضحكون على سذاجتهم بوهم القومية الزائف ، بما فى ذلك من يدعون الثقافة والفكر ، كأمثال عبد الله على ابراهيم ومحمد جلال هاشم ، بل والأدهى وأمر من ذلك سقوط قوى الحرية والتغيير فى قاع الجهوية والعرقية النتن فتهلل لإسترداد مدنى والخرطوم من قبل جماعة الهوس الدينى والإرهابيون الذين استخدموا اسلحة الدمار الشامل ضد الشعب السودانى وتنسى أن هذه الحرب قد اشتعلت بسبب الإتفاق الإطارى الذى وقع عليه قائد الجيش وقائد الد.عم السر.يع فنكث عنه الأول وإلتزم به الثانى !
_ ومثلما كانت القوى المدنية التى تنتمي الى ثورة ديسمبر قد انحاز جزء كبير منها الى دواعش الإخوان كلجان المقاومة وغاضبون والجذريين من الحرية والتغيير فقد رآينا كيف أن من يدعون الحياد يترصدون الإنتهاكات المنسوبة للد.عم السر.يع ويغضون الطرف عن انتهاكات الجيش على الرغم من أن انتهاكات الد.عم السر.يع فى معظمها هى انتهاكات مليشيا الجيش من خلال عمليات الإختراق وابلغ دليل على ذلك ما جرى فى الجزيرة بواسطة كيكل الذى كان القائد الفعلى للد.عم السر.يع أثناء تحرير الجزيرة وقد شهد مواطني مدنى بعد دخول الجيش فى تسجيل فيديو منشور أقروا فيه أن نفس جنود الد.عم السر.يع الذين كانوا يقومون بالإنتهاكات هم ذاتهم وقد إرتدوا زي القوات المسلحة وعندما سألوهم قالوا لهم أنهم كانوا يقومون بعمل الإستخبارات !
وكذلك شاهد الناس بعد سقوط الخرطوم فى يد الدواعش مئآت الجنود من الد.عم السري.ع يخلعون زيهم ويرتدون زي القوات المسلحة وقد أطلقوا عليهم الساموراى !
_ و طبيعى كذلك أن ترى حملة التعاطف مع مقتل الإرهابى الفلنقاى مهند فدويلة 56 وهى تتعاطف مع فلاقنتها ليس حبآ فيهم بقدرما تتاجر بدمائهم كقميص عثمان من أجل استنفار مزيد من بني جلدهم كوقود لحروبها من أجل المحافظة على السلطة والإمتيازات !
وفى هذه الحادثة رآينا كل القوى الإجتماعية والسياسية لدويلة 56 يذرفون دموع التماسيح ويدبجون المقالات والبيانات المنددة بالشماتة فى موت الإرهابيين !
وكأن الذين سقطوا بالمئآت من المواطنيين الأبرياء فى غرب السودان جراء البراميل المتفجرة التى تسقط على رؤوسهم يوميآ بواسطة طيران الإرهاب الإخوانى وحليفهم الإقليمى أو أولئك الذين تبقر بطونهم وتجز رؤوسهم بواسطة الكتائب الإسلامية كوجوه غريبة أو قاطنى الكنابئ ليسوا ببشر وهم يرون كل ذلك ويسمعون احتفالات الإرهابيين والساقطين و القونات على اشلاء الضحايا وهم يتغنون بالجوية يا مطر الحصو ، ويطلقون على الجثث المتفحمة بالكباب المشوى ويطلقون على الطيارين المجرمين بصناع الكباب ! ولم ينبسوا ببنت كلمة ! ولكنه الكيل بمكيالين!
وواهم من ظن أن دويلة 56 وعلى مستوى الإجتماع السياسى يمكن أن يرعووا أو يراجعوا أنفسهم ويكفوا عن عذاب السودانيين وصناعة الموت ، فهذه العصابة ليست منا أهل السودان شمالآ وجنوبآ وغربآ وشرقآ ، وهذه العصابة المرذولة لم تصدق فى شي مثلما صدقت فى تصنيفنا نحن عامة الشعب فى أننا لسنا منهم ولم نشبههم !
حقآ لم نشبههم ولكننا نحن الأغلبية ونحن أهل السودان وأصله وليذهبوا هم الى من يشبههم أو فاليذهبوا الى الجحيم !!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.