مسرحية ممجوجة إخراج المارشال مناوي

✍🏽 عبدالرحمن ابورندة بنسلفانيا

للدكتور عبد الجبار دوسة مقال اقل ما يوصف به انه يتسم بدرجة عالية من العقلانية والموضوعية وهي السمة اللازمة لمعظم كتاباته .. المقال مبذول في الاسافير منذ ما يقارب العام تحت عنوان (الحرب الدائرة الآن ليست حرب الزغاوة ) حيث ابتدر المقال بان العنوان وحده كان يغنيه عن كتابته وأشار خصم ما تناوله ان المنطق والواقعية يؤكدان ان هذه الحرب ليست حربهم باعتبار ان القبيلة وعاء وكيان إجتماعي يجب ألا يتم الزج به في المعتركات السياسية واتون الحروب وبالتالي يؤكد علي ان هنالك بعض من ينتسبون لهذا الكيان عمدوا علي إختطافه خاصة وان السلطة نفسها التي إنحاز للقتال في صفها بعض أبناء الكيان كمني اركو مناوي ودكتور جبريل إبراهيم وغيرهم إنها سلطة فاقدة للشرعية استولت علي السلطة عبر إنقلاب 1989م وظلت لفترة طويلة من الزمان تصنف قبيلة الزغاوة كمهدد للامن القومي وناصبتها العداء بشكل يبدو واضحا لكل من القي السمع وهو شهيد.

هذا الموقف ليس معزولا بل يمثل أطياف عريضة من هذا الكيان وكيانات أخري تري أن الحرب اشعلتها جماعة الاخوان لاجهاض ثورة الشعب والعودة إلي السلطة علي جماجم الشعب السوداني وبالطبع هذا الموقف ينم حكمة مبدئية… ليت المرشال مني اركو مناوي وزبانيته وحركته العشائرية تعلموا من هذه الحكمة ولكن الرجل يبدو كالبربون لم يتعلم شيئا واظنه لن يتعلم .. لأن المتتبع لمسيرة المارشال منذ إندلاع الحرب بلا مواربة يلاحظ التحولات الدراماتيكية التي أحدثها بضجيجه وصفر طحينه فمنذ مطلع مارس من العام 2024م عقد مؤتمرا صحفيا باديس حيث اشار الي انه ان يحارب مع الجيش التي تقاتل مع الجيش وأكد علي ان الجيش هو الذي ظل يصنع المليشيات ويسلح القبائل وهو سبب كل الازمات التي حدثت في السودان … ماذا حدث بعد مؤتمر اديس لم تمض أيام إلا وظهر ذات المناوي بخطاب آخر ينسخ وينكر وينسف فيه خطابه الاول لم استغرب الموقف لانه يتسق تماما مع نهم الرجل وشراهته وحبه للمال وتموضعه دوما في تجاه مصالحه الشخصية دون يرف له جفن الأمر الذي جعل الرجل يتورط عسكريا في هذه الحرب الي جانب مليشيات جيش البرهان وكتائبهم الارهابية الداعشية ومضي في ذات الاتجاه التجييش والتحشيد القبلي وتموضع مع ذات الإتجاه من التضليل والدعاية السوداء التي ظلت تقوم بها كتائب الاسلامويين الاعلامية لتشويه صورة الدعم السريع وهذه الطريقة ظلت تستخدم لاستغفال الشعوب علي مدي سبعة عقود من الزمان.
المؤسف ان حركة تحرير السودان بقيادة مناوي ظلت تستخدم هذا الكيان مخلب قط في هذه الحرب اللعينة ليس دفاعا عنها ولكن لأجل التكسب السياسي الرخيص وهو يعلم علم اليقين ان قوات الدعم السريع لا تستهدف اي كيان إجتماعي أو قبلي وأن هذه الحرب معلومة الدوافع والاهداف وهنالك أعداد مهولة من أبناء هذا الكيان يقفون ويصطفون مع قوات الدعم السريع ولا تحركهم تلك النوازع الضيقة.. ولكن هذا المني يتحرك بلا هدي ولا رشد يمسي علي موقف ويصبح علي آخر وصارت كل تصريحاته جالبة للتندر ومواقفه تتسم باللزوجة من الحياد الي فكه والارتماء احضان جماعات الهوس الديني والقتال بجانب مليشيات كرتي ما يقوله في اديس يلحسه في البورت والقاهرة باريس أظنه تأثير الخندريس واخيرا خرج جماعة الرجل بالمسرحية الممجوجة سيئة الاخراج في سلوك منزوع من اي قيمة إنسانية عبر مقطع فيديو متداول شاهده كل العالم وبثته كل القنوات الفضائية وهذه واحدة من الوسائل الاجرامية التي ظلت تقوم بها مليشيات البرهان والمتعاونين معها من حركات الارتزاق المسلحة وما شدهناه هي أخطر تمثيلية تفضح تآمرهم … الأيام هي أفضل جهاز لكشف الاكاذيب والاباطيل … إن لم تستح فافعل ما تشاء .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.