منظمة نساء كردفان لحقوق الإنسان تدين الغارة الجوية على منطقة الزرق بشمال دارفور
متابعات - عين الحقيقة
ادانت منظمة نساء كردفان لحقوق الإنسان بأشد العبارات الغارة الجوية المروعة التي شنها الجيش السوداني على منطقة الزرق بولاية شمال دارفور. وقالت المنظمة في بيان لها ان الهجوم وقع يوم الثاني من أكتوبر 2025، والذي استهدف سوقاً مكتظاً بالمدنيين الأبرياء، وأسفر عن مقتل العشرات، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العديد بجروح خطيرة، فضلاً عن دمار واسع خلف وراءه حالة من الرعب والمعاناة التي لا يمكن تصورها.
وأكد البيان إن هذه الغارة ليست حدثاً معزولاً، بل تأتي ضمن سلسلة من الهجمات الممنهجة والمتكررة على المناطق المدنية في دارفور، الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف (1949) والبروتوكول الإضافي الأول (1977)، التي تحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وتلزم الأطراف المتحاربة بمبدأي التمييز والتناسب.
واشارت المنظمة الي إن ما جرى في الزرق يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وفقاً لميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، إذ يشمل القتل المتعمد للمدنيين، وإلحاق معاناة جسيمة بهم، وتدمير ممتلكاتهم دون أي ضرورة عسكرية مشروعة.
وذكر البيان وصف الناجون والنشطاء هذه الغارة بأنها “مجزرة غير مسبوقة”، وهو ما يفاقم من معاناة السكان الذين يعيشون أصلاً تحت ظروف إنسانية قاسية، مشيرين الي ماحدث يؤكد أن المدنيين هم الهدف المباشر لهذه العمليات.
وأكدت المنظمة أن استمرار استهداف البنية التحتية المدنية والأسواق والقرى يهدف بشكل متعمد إلى كسر إرادة المدنيين وإخضاعهم عبر القتل والترويع، وهو ما يشكل خرقاً ليس فقط لقوانين النزاع المسلح، بل أيضاً لالتزامات السودان بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة المنصوص عليه في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية بفرض حظر شامل على سلاح الجو السوداني، باعتباره الأداة الأساسية لارتكاب هذه الفظائع بحق المدنيين.
ودعت المنظمة إلى فتح تحقيق دولي مستقل وعاجل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة. المنظمة طالبت بتكثيف الجهود لحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال والنازحين، وتقديم الدعم العاجل للضحايا والمتضررين.
وشددت المنظمة علي إن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه المذابح يشجع على استمرارها، واكدت التزامها الكامل بالدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة، والوقوف إلى جانب أهل الزرق وكل المدنيين السودانيين الذين يتعرضون لانتهاكات جسيمة في ظل هذا النزاع المدمر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.