(نيالا)… تحولات فى إطار بناء السودان الجديد

تقرير - عين الحقيقة

تحولات كبيرة بدأت تظهر في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور العاصمة الإدارية لحكومة السلام والوحدة الوطنية “تأسيس”، خاصة بعد إستقبالها لأعضاء المجلس الرئاسي وبقية أعضاء الحكومة. نيالا عاشت ظروفا قاسية بفعل الحرب التى دارت بين الجيش والدعم السريع فى أبريل من العام 2023م وإنتهت بسيطرة الأخير على فرق الجيش بجنوب دارفور التى أصبحت تحت سيطرة الدعم السريع ومن بعدها توالت السيطرة على ولايات شرق وغرب ووسط دارفور وكذلك غرب كردفان.

وسط (نيالا) يوجد بها العديد من المؤسسات الخدمية شهدت أعنف المعارك لموقعها فى محيط الإشتباكات وقتها حيث تأثرت من بالتدوين وكذلك منازل المواطنين، ثم فاقم معاناتها ومأساة إنسانها القصف الجوي المتكرر على المدينة والذي ألحق دمارا كبيرا على المنازل والمؤسسات وإزهاق المئات من الأرواح البريئة قبيل أن تضع قيادة الدعم السريع عبر مدفعيتها حدا لإنتهاكات طيران الجيش، لتبدأ نيالا فى العودة التدريجية إلى التعافي وشهدت عودة كبيرة للسكان الذين أجبرهم الطيران على النزوح خارج المدينة حتى جاءت خطوة تشكيل الإدارات المدنية بمناطق السيطرة والتى واجهت هى الأخرى أسوء الظروف للقصف الجوى وذلك إبان فترة حكم رئيس الإدارة المدنية الأول محمد أحمد ودالزين وحتى الشهور الأولي من فترة رئيس الإدارة المدنية الحالي يوسف إدريس يوسف الذي وضع بعض اللمسات فى جوانب الأمن وعودة الحياة إلى المدينة خاصة بعد القرار الذي إتخذه بعد تكليفه مباشرة بنقل عمله إلى مقر الأمانة العامة لحكومة الولاية الذي ظل مهجورا منذ بداية الحرب فى إبريل للعام 2023م وشكلت تلك الخطوة دافعا لفتح سوق نيالا الكبير بعد المجهود الذي تم على الصعيد الأمنى.

قوات تأمين المدن التى وضعت حدا نهائي لبؤر الإجرام ودك أوكارها واختفاء كل أنواع الإجرام والمظاهر المسلحة للقوات..

حماية المدن

على الصعيد الأمنى عاشت مدينة نيالا سيولة أمنية واسعة وذلك قبل وأثناء حكم رئيس الإدارة المدنية الأول وحتى فترة الثانى يوسف إدريس الذي بدأ أولي قراراته بإلغاء سوق قادرة بنيالا جنوب الذي إتخذه البعض تجارة للسلاح والمخدرات التى تفرش على قارعة الطرق وكان للقيادة المتقدمة لقوات الدعم السريع التى يقودها العميد البشر جبريل بلايل القدح المعلي فى عودة الإستقرار إلى المدينة قبيل تدشين قوات تأمين المدن التى وضعت حدا نهائي لبؤر الإجرام ودك أوكارها واختفاء كل أنواع الإجرام والمظاهر المسلحة للقوات، وزاد المواطن إطمئنان عودة الشرطة الفدرالية إلى ممارسة عملها بالأقسام، كل ذلك كان تمهيدا لجعل نيالا مهيئة لأن تكون العاصمة الإدارية لحكومة السلام والوحدة الوطنية قبيل إعلانها رسميا.

اختيار نيالا

لم يأتِ إختيار (نيالا البحير) لتكون عاصمة الحكومة عن فراغ وإنما جاء نتاجاً طبيعيا للأهمية الاستراتيجية والاقتصادية وحتى النواحي المعمارية لهذه المدينة التى كانت تصنف سابقا الثانية فى السودان من حيث الأهمية الصناعية وكذلك السكان، وكان سوق نيالا الكبير قبيل الحرب يضم أكبر كتلة نقدية لإحتواءه على كل المصارف التى أغلقت أبوابها بعد وقوع الحرب، ورغم ذلك فإن سوق نيالا الكبير وبموجب القرارات التى إتخذتها الإدارة المدنية ولجنة الامن عاد بقوة بجهود القائمين على أمر الغرفة التجارية بالولاية.

تحولات عقب إعلان حكومة السلام

إعلان المجلس الرئاسي من العاصمة نيالا كأولى خطوات حكومة السلام والوحدة الوطنية وجد تأييدا وترحيبا من قبل مجتمع ولاية جنوب دارفور، أعقبه الإحتشاد الجماهيري بساحة الحسينى بنيالا مؤخرا ترحيبا بقدوم أعضاء المجلس ورئيس الوزراء وحكام الأقاليم فى واحدة من أكبر التحولات بمدينة نيالا التى بدأت فى مراحل الإنتقال من حاضرة ولاية إلى عاصمة للحكومة فى السودان هذا البلد الطيب الذي مزقته الحروب وظلم دولة 56.

ومن خلال ما رصدته “منصة وصحيفة عين الحقيقة” بالعاصمة نيالا من تحولات بدأت عقب الإعلان عن هذه الحكومة، ففي الجانب الأمنى نلحظ بأن هنالك تحول كبيرة فى مجال الأمن حيث إختفت كل المظاهر المخلة بالإمن وإنحسرت معدلات الجريمة من واقع محاضر الشرطة الفدرالية،وانتفت عمليات تجارة السلاح والمخدرات.

انتعاش للاقتصاد فى الأسواق وإزدياد حركة البيع والشراء بسوق نيالا الكبير والأسواق الأخرى، بجانب ذلك شهدت المدينة عودة واسعة للسكان الذين هجروها إبان فترة الحرب الذين فروا إلى المحليات وبعض الولايات..

ولاحظ (عين الحقيقة) إنتعاش للإقتصاد فى الأسواق وإزدياد حركة البيع والشراء بسوق نيالا الكبير والأسواق الأخرى، بجانب ذلك شهدت المدينة عودة واسعة للسكان الذين هجروها إبان فترة الحرب غالبيتهم النازحين بالداخل الذين فروا إلى المحليات وبعض الولايات. كذلك عودة أجهزة الخدمة المدنية بكل الوزارات والتوسع فى التعليم للعام الدراسي الحالي الذي شهد توسعا كبير على مستوى المدارس الحكومية بنيالا وكل المحليات التى بدأت الدراسة فى بعضها لأول مرة منذ العام 2023م.

كذلك عودة الشرطة الفدرالية بقوة وتخريج أول دفعة قبل يومين شكل تحولات كبيرة فى هذا الجهاز المدنى المهم. وشهدت نيالا عودة إنارة شوارع المدينة بالطاقة الشمسية بغد غياب لأعوام، وبموجب الحراك والمتابعة من حكومة تأسيس للشأن الصحى هنالك انحسار فى معدلات الإصابة بالكوليرا ولأول مرة يمضي الموسم الزراعى بجنوب دارفور الإحتكاكات بين المزارعين والرعاة. ويقول المراقب للأوضاع الإعلامي سليمان أبكر ل ” عين الحقيقة ” إنه ومنذ أن تم إختيار مدينة نيالا العاصمة الإدارية لحكومة تأسيس.

مراقب: هناك سلبيات كبيرة فى الجانب الإقتصادى لعدم توفر السيولة النقدية والتى تحتاج لتدخل عاجل من الحكومة وفتح المصارف لعودة الميزان الإقتصادى والتجاري

شهدت المدينة تحولا كبيرا فى جانب الأمن وإستقرار كبير فى الأوضاع المعيشية وتوفر السلع والمواد الغذائية وانخفاض طفيف في الأسعار مضيفا بأن هنالك رضا تام من المواطنين على عملية اختيار أعضاء الحكومة الذين تم الإعلان عنهم حتى الآن كما هنا استقرار فى جانب الصحه ووفرة فى الأدوية الضرورية سواء بالمستشفيات أو القطاع الخاص وهذا يؤكد أن نيالا بدأت فى التعافى وكشف سليمان بأن هناك سلبيات كبيرة فى الجانب الإقتصادى لعدم توفر السيولة النقدية والتى تحتاج لتدخل عاجل من الحكومة وفتح المصارف لعودة الميزان الإقتصادى والتجاري بقوة. وقال سليمان إن إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية مؤشر جيد.

خلاصة القول أن نيالا تمضي نحو التحول التدريجي لأن تصبح العاصمة السودانية عقب إكتمال هياكل حكومة رئيس الوزراء محمد حسن التعايشي فالآمال عراض يعلقها المواطن السودانى فى الحكومة بأن تحقق السلام وتنهى الحرب ومعاناة الشعب السوداني ووداع عهد الظلم والتنصيف على أساس العرق واللون وبناء سودان جديد تسوده قيم الحرية والسلام والعدالة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.