تمتد الحدود بين ولاية غرب دارفور في السودان ودولة تشاد لأكثر من سبعمئة وخمسين كيلومترا وتشكل هذه الحدود مساحة واسعة للتواصل الاقتصادي والاجتماعي بين الشعبين حيث ترتبط الولايتان بعلاقات قديمة تعود إلى جذور تاريخية عميقة جعلت من الحدود منطقة تلاقي لا فاصل.

تعد ولاية غرب دارفور مصدرا مهما للعديد من السلع التي تصدر إلى دولة تشاد مثل الفول السوداني والبصل والصمغ العربي وهذه السلع تمثل جانبا من النشاط التجاري الذي يربط المنطقتين بينما تستقبل مدينة الحنينة عبر معبر أدري كميات كبيرة من المواد الغذائية القادمة من دول الجوار وتلعب هذه الحركة التجارية دورا مهما في توفير احتياجات المواطنين في دارفور وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد
تعتبر تجارة العملة واحدة من أهم أدوات التجارة بين السودان وتشاد حيث يعتمد التجار على تبادل الجنيه السوداني بالفرنك التشادي لتيسير عمليات البيع والشراء وتتأثر الأسعار بشكل مباشر بتقلبات سعر الجنيه السوداني مقابل الفرنك التشادي مما يؤدي أحيانا إلى ارتفاع أسعار السلع أو انخفاضها تبعا لحركة السوق.
كرشوم: العلاقة بين السودان وتشاد علاقة أزلية وتاريخية، ودولة تشاد ظلت تقف إلى جانب السودان في مختلف الأوقات..
وقال رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب دارفور تجاني الطاهر كرشوم أن العلاقة بين السودان وتشاد علاقة أزلية وتاريخية مشيرا إلى أن دولة تشاد ظلت تقف إلى جانب السودان في مختلف الأوقات وأشاد كرشوم بالحكومة التشادية والشعب التشادي الذين فتحوا حدودهم في أوقات الشدة واستقبلوا أعدادا كبيرة من اللاجئين السودانيين وأضاف أن تشاد ساهمت في فتح معبر أدري الذي مكن من دخول المواد الغذائية والأدوية وقوافل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في دارفور وكردفان وأكد أن التجارة الحدودية بين البلدين أصبحت أكثر تنظيما وتناسبا مع الظروف الراهنة
من جانبه ذكر أحد التجار ويدعى حافظ مصطفى أن النشاط التجاري بين السودان وتشاد شهد توسعا كبيرا خلال الفترة الأخيرة وأشار إلى أن مواطني دارفور أصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على الأسواق التشادية في توفير المواد الغذائية ومواد البناء وقطع غيار السيارات إلا أنه اشتكى من تعدد نقاط التحصيل داخل السودان مبينا أن هذه النقاط تفرض رسوما كبيرة على العربات التجارية مما ينعكس سلبا على حركة البضائع وطالب السلطات في غرب دارفور بمراجعة البوابات والإرتكازات المنتشرة على الطرق لتسهيل حركة التجارة وتقليل الأعباء عن التجار.
الحدود بين غرب دارفور وتشاد ليست مجرد خط فاصل بل هي جسر للتواصل الاقتصادي والاجتماعي والإنساني بين شعبين تجمعهما روابط الدم والتاريخ والمصير المشترك
وفي ذات الصعيد قامت وزارة المالية بولاية غرب دارفور بتنشيط محطة أديكونق التي تقع قبالة معبر أدري حيث عملت على تنظيمها وتوسعتها لتصبح أكثر قدرة على استقبال حركة البضائع القادمة من تشاد وتنظيم عمليات التحصيل بصورة أكثر انضباطا من خلال هذه الجهود المستمرة يتضح أن الحدود بين غرب دارفور وتشاد ليست مجرد خط فاصل بل هي جسر للتواصل الاقتصادي والاجتماعي والإنساني بين شعبين تجمعهما روابط الدم والتاريخ والمصير المشترك وأن استمرار التعاون بين الجانبين يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة الحدودية التي تعتمد في حياتها اليومية على هذه العلاقات المتبادلة التي تنمو يوما بعد يوم
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.