وبعد ما أوشكنا على بلوغ الإنتصار _ فالوقوف فى منتصف الطريق هو الضياع !
ولماذا توقف الجارة الضارة حربآ صنعت ؟
وهل ستغير عملاء طوع يديها بعملاء قيد التجريب ؟
ولماذا تلغى مكاسب حربآ ستورثها أرضآ وموارد بدلآ من الحصول على موارد تبذل فى سبيلها جهدآ لتزوير عملة سودانية مقابل الحصول عليها ؟
فهذه الحرب يا سادة ويا أشاوس بالنسبة لنا كشعوب سودانية حرب تحرر وطنى ! هى الجزء المكمل لثورتنا المقدسة التى انطلقت منذ عام1881م ولم تكتمل بعد ! حيث تعثرت ولم تهزم فى 1899م عندما قضت مدافع مكسيم الإستعمار وقواديه على الرعيل الأول من الثوار الأحرار وتمكنت الفئة الباغية من السيطرة على السودان ولكن تواصلت نضالات الشرفاء واجبرت المستعمر الأصل بتغيير جلده والإنسحاب عن المشهد بعد أن خلف وورث قواديه على مقاليد الأمور وأورثهم آلة القتل والتنكيل بالشعوب السودانية ممثلة فى جيش البازنقر سيئ السمعة هذا الكائن الإستعمارى الذى يشبه الضب ابورأسآ أحمر (حسب ابوكيعان) !
وقد أجاد القواد استخدام تلك الآليات الموروثة فقد استطاع عبر (فرق تسد) أن يضرب كل مظهر لثورتنا المقدسة على حداه وبواسطة الهامش نفسه ويستخدم لكل حالة من الثورة بحسب موقعها الجغرافى والزمانى شعارآ وبروباغندا مختلفة ففى جنوبنا الحبيب لعبت العصابة على التناقض الإثنى والدينى وفى دافور على الإختلاف الإثنى على الرغم من أن هذه التناقضات هى تباينات ثانوية تفهم ضمن تعددنا وتنوعنا الذى لو احسنا إدارته لأصبح مصدر غناء بدلآ أن يكون سبب للفناء وهو ظاهرة طبيعية لا يكاد أن يخلو منها أى شعب أو مجتمع فى عالم اليوم !
كما وأنه فى الوقت الذى تعمل العصابة على تعميق انقساماتنا ، ما برحت تسعى حثيثآ فى عملية تعميق التهميش وتكريس التجهيل الممنهج كأرضية صلبة لنجاح خطة (فرق تسد) التى تعتمد عليها العصابة المرذولة لضرب الهامش بالهامش وبالتالى تعطيل وشلل ثورتنا المقدسة !
– إذن فما الذى يوقفنا اليوم ويعطل ثورتنا بعد أن أعاد احفاد الأبطال الأوائل نورها ونارها وقدموا المهج الغالية فى طريق الخلاص الذى بانت معالمه من خلال التضحيات العظام وما عدنا نخسر أكثر مما خسرنا من ارواح ورفاق يزنون قيمة الدنيا مروءة ونبلآ ! ولا ثمن يعوض ما فقدنا سوى نيل الحرية الكاملة والقضاء على قتلة الهامش وسارقى قوتنا وأمننا القومي سارقى حياتنا وخياراتنا الوطنية ولكى نحقق ما نريد لابد من مواصلة النضال حتى نهاية الطريق فالوقوف فى منتصف الطريق هو الضياع ضياع قرن ونصف القرن من الثورة والنضال ضياعنا وضياع اجيال وأجيال !!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.