بعد حادثتي بشائر وعطبرة .. هل تطال فوضي «المشتركة» مستشفيات اخرى؟

تقرير - عين الحقيقة

في تطور خطير يعكس تصاعد الانفلات الأمني، شهدت العاصمة الخرطوم وعطبرة بولاية نهر النيل، شمالي السودان، في منتصف شهر اكتوبر الجاري حادثتين منفصلتين، لإطلاق نار نفذتها عناصر تتبع لما يُعرف بـمليشيات “القوات المشتركة” داخل مستشفى بشائر بالتزامن مع وقوع حادثة اخري في مستشفي عطبرة التعليمي، وتحديداً في عنبر الجراحة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين بينهم أحد أفراد الطاقم الطبي، في اعتداء صارخ على حرمة المؤسسات العلاجية وحياة المدنيين، وفقًا لشهادات ميدانية وتقارير لجان بالمقاومة.

 

ومن قبل طالب عدد من الناشطين بضرورة إخراج مليشيات الحركات المسلحة من كل المدن الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش، ومنع حمل السلاح داخل المرافق العامة والأسواق إلا للقوات النظامية المهنية والملتزمة بالقانون. تأتي حادثتي الخرطوم وعطبرة الي جانب حوادث مشابهة في العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش في وقتٍ يشهد فيه القطاع الصحي بالسودان تحديات كبيرة بسبب الأوضاع الأمنية والانتهاكات المتكررة التي تستهدف العاملين في المجال الطبي.

وأدانت منظمات محلية ودولية الحادثتين، من بينها نقابة الأطباء السودانيين ومنظمة أطباء بلا حدود، التي طالبت الحكومة بـ”تأمين المرافق الصحية فورًا وإبعاد المظاهر المسلحة عنها”، وكما دعت الأمم المتحدة إلى “تحقيق مستقل وشفاف”، معتبرة أن ما جرى “قد يشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي”.

وكانت الكوادر الطبية في مستشفى بشائر بمدينة الخرطوم توقفت عن مزاولة مهامهم، في منتصف اكتوبر وذلك عقب تلقيهم تهديدات واعتداءات من جنود يتبعون لـ « مليشيات القوة المشتركة» المتحالفة مع «الجيش السوداني» وتقاتل إلى جانبه.

ووفقاً لمصادر طبية إن جنودا من «لقوة المشتركة»، وهم يرتدون زيهم العسكري ويحملون أسلحتهم، دخلوا حرم المستشفى، وقاموا بتهديد الكوادر الصحية ومحاولة إجبارهم على معالجة بعض المصابين التابعين لتلك القوة، ما أدى إلى توقف العمل بشكل كامل مع تشديد الاطباء على أنهم لن يعودوا لمزاولة مهامهم إلا بعد ضمان عدم اقتراب أي مسلح من حرم المستشفى.

​وتابعت صحيفة ومنصة عين الحقيقة تزامن حادثة مستشفى بشائر مع حادثة مستشفي مدينة عطبرة، حيث أكدت تنسيقية لجان مقاومة عطبرة في بيان إطلاق النار داخل عنبر الجراحة، من قبل «مليشيا القوات المشتركة» بعد ان اقتحمت المستشفى دون أي احترام لحرمة المكان أو حياة المرضى، وأشارت إلى أن الحادثة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين نُقلا إلى العناية المكثفة، واعتبرت  أن هذه الحادثة تؤكد إستهتار  الحركات المسلحة بحياة المدنيين وسلامة المرافق الصحية، وطالبت بإخلاء المدن من المسلحين ورفضها لتعدد الجيوش.

​وحمّلت مقاومة عطبرة القيادة السياسية والعسكرية كامل المسؤولية عن هذه الجريمة وما قد يترتب عليها من تداعيات تهدد السلم الأهلي ووحدة البلاد، ودعت السلطات إلى محاسبة الجناة، وإعادة الاعتبار وهيبة القانون، والعمل الجاد على تطهير المدن من المظاهر العسكرية غير النظامية.

​من جهتها، سارعت حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة صلاح رصاص، عضو المجلس السيادي إلى إصدار بيان نفت فيه صلتها بالحادثة، وأكدت أن ولاية نهر النيل خالية من منسوبيها، و أكدت التزامها التام بخطها السياسي والعسكري وقالت إنه يقوم على الانضباط، واحترام حقوق المواطنين، والبعد عن أي ممارسات تضر بالأمن الاجتماعي.

ومن بشائر إلى عطبرة، تتكرر المأساة بصورة تؤكد أن المرافق الطبية في السودان باتت رهينة لدوامة فوضي خطر مليشيات المشتركة الداهم ما يضع حكومة الامر الواقع ببورتسودان امام سؤال هل انها تتحرك لحماية آخر ما تبقّى من مظاهر الحياة المدنية، أم يستمر الصمت حتى يطال الانفلات الامني جميع المستشفيات الواقعة في مناطق سيطرة الجيش.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.