مالك عقار …(البلبصوكية)مراحل تطور سلطة بورتسودان

✍️د.موسى الأمين حمودة

القيادي بتحالف السودان التأسيسي

البلبصوكية هي شبه جملة إصطلاحية مستلة من كلمتي (*البلبصة والجوكية*)التي ظل يرددها السيد عقار مراراً عند كل لقاء أو محفل لسلطة بورتسودان. في كل مرة وعند اي مخاطبة عامة أو خاصة يظهر لنا السيد مالك عقار نائب البرهان بسلطة بورتسودان بمظهر المسؤول الضعيف الذي يشتكي لمستمعيه سواء كانوا مواطنين ام موظفين في الخدمة العامة عن هول الفاسدين والبلباصين والجوكية (البلبصوكية) وتقلقلهم في مفاصل الدولة دون حسيب أو رغيب يردعهم.

ان الله سبحانه وتعالى بسط للسيد عقار في جسده وبطنه ولكنه غير غادر على مواجهة شلة الفاسدين والبلباصين والجوكية كما اسماهم مرارا،الذين نخروا مؤسات الدولة وحولوها الى جباية وشركات إقطاعية خاصة تدر لهم بالمال والسلطة والجاه.
لا يستطيع ان يمتلك السيد نائب البرهان الشجاعة في مواجهة المفسدين في الدولة أو محاسبتهم أو الكشف عنهم وهو بيده مقاليد السلطة والسيادة وذلك لانه جيأ به الى السلطة في اطار المحاصصة وانه ايضاً صاحب الرئيس مثله مثل الشاب صاحب الرئيس، وبرغم صفة عقار السيادية كنائب للبرهان ولدية جيش يقاتل في صفوف جيش الفلول لكنه يعجز عن الاصلاح أو محاسبة المفسدين ، كحديثه عن الشاب الذي ينهب خيرات البلاد كما جاء في حديثه عند ختام فعاليات مؤتمر الخدمة المدنية الذي عقد في بورتسودان في الفترة من ٢٨-٣٠ ابريل الحالي تحت رعايته شخصياً. فتناول عقار موضوع الشاب المفسد (صاحب الرئيس)ضمن محموعة من ممارسات مسؤولين في سلطة بورتسودان والذين حولوا المؤسسات الى جيبوهم الخاصة، وفي نفس الوقت تصدح الصحفية المقربة من قيادات الجيش رشان أوشي وتتحدث عن الفساد الذي أستشرى في مؤسسات الدولة المختطفة من قبل الانقلابين الهاربين الى بورتسودان. أوضحت بعض الحقائق بخصوص موضوع الشاب المثير للجدل ، ودونت عبر صفحتها بالفيس بوك قائلةُ “قيادة الدولة على علم بتجاوزات رجل الاعمال الشاب، وحصوله على اعفاءات عبر استغلال النفوذ، ولأنه من اصحاب الحظوة والمحسوبية، استورد بواخر وقود غير مطابقة للمواصفات، افرغت حمولتها قبل أسابيع في ميناء بورتسودان أمام ناظر الجميع ، وتسببت في اعطال لسيارات المواطنين والحكومة”. وأضافت “ولأنه مجرد “جوكي” منذ ايام نظام “البشير” ، كان يستخدمه وزراء كغطاء لانشطتهم التجارية، بعد سقوط “الانقاذ” نقل كفالته إلى مسؤولين جدد ليقوم بذات المهمة السابقة باستغلال نفوذهم للحصول على امتيازات، اعفاءات و عطاءات”، انتهت التدوينة.

وللمفارقة النادرة من عمر هذه الحرب الحالية التي أشعلها جوكية الحركة الاسلاموية والتي أكملت عامها الثاني الذي وبالنظر لحديثي البرهان وعقار أنفسها في ذات المناسبة عن موضوعات الفساد والمحسوبية التي استوطنت في هياكل سلطتهم ، تشر بوضوح الى تعدد القرار في سلطتهم وعبثها بمقدرات البلاد وتجييرها لصالح مجموعات متسلقة محددة. باتت سلطة بورتسودان غير قادرة على حل مشاكلها البنيوية وصارت محسودة على موقفها الحالي، فهي لا تسطيع ان تذهب لطاولة المفاوضات بسبب جوكية الحرب ومافيا الاقتصاد وفي نفس الوقت غير قادرة على الصمود في وجه المنتفعين والفاسدين.

الأبيات التالية مقتطعة من قصيدة غنائية للفنان المصري محمد منير ، وهي تعبر عن حالة مالك عقار الرجل المهم في مجلس السيادة السوداني وما وصل إليه الحال بنا،اذا يقول فيها:
اشكى لمين واحكى لمين دنيا بتلعب بينا-
تهنا سنين ولا عارفين بكرة جايب اية لينا-
جينا ومدين ادينا والى يصبنا اهوة من نصبنا-
دنيا بتلعب بينا لية اية راح ناخد منها اية

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.