ليس هناك عقيدة احترافية للجيش السوداني الحالي بخلاف ما يمليه عليهم الرئيس والذي غالبا يوظف الصراع لتحقيق مآرب خاصة.بعض القيادات وجنرالات الجيش الموتورين يقولون ان الجيش عمره مائة عام وانه أُسس على عقيدة احترافية ومهنية ،ولكن المتتبع لمسيرة هذا الجيش الذي فقط يجيد الاحترافية في قتل المواطنين السودانيين يستمد اوامره من الرئيس في مخالفة واضح لعقيدة الجيوش التي تكمن فقط في حماية الدولة من العدوان الخارجي او شن حرب خارجية وفق تقديرات السلطة السياسية والبرلمان. لم بستطيع هذا الجيش في سحق حركات جنوب السودان التحررية منذ انانا(١) وما تبعها من مقاومة شعبية بجنوب السودان حتى تأسيس جيش الحركة الشعبية لجنوب السودان وانتهاءاً بحركات دارفور التي حملت السلاح حتى وصلت ام درمان، فنجد ان الجيش لم يستطيع القضاء عليها البته وظل ينتهج سياسة حرق القرى والبوادي وقتل الناس بالصواريخ والقنابل المتفجرة. وهذا ما جعل السودانيين ينادون بتأسيس جيش مهني واحد يبعد عن ممارسة السياسة كمدخل لحل حروب السودان المتعاقبة المتجددة والتي يعتبر الجيش أحد أهم أركانها.
في حقبة حكم الرئيس عمر البشير خلال ال٣٠ عام كان الرئيس يدير الجيش بنفسه ويسخره لخدمة اغراض الحركة الاسلاموية وطموحاته الشخصية.ولذلك تمة الهيمنة على عقيدته وتم تمكين عناصر بالآلاف ينتمون للحركة الاسلاموية في مفاصله وقد خاض هذا الجيش حروب دموية الاكثر قسوة وهمجية ضد الشعوب السودانية، وتزداد ذات المعاناة والقتل والتطهير العرقي للمواطنين السودانين في عهد رئيسه الحالي (البرهان).
وللمفارقة كتب محمد بشير ابو نمو ، وزير المعادن الحالي في سلطة بورتسودان (عدو سابق وصديق حالي)مقالاً بتاريخ ٢٧ اكتوبر ٢٠١٣م مقالاً عن ظاهرة ادراة البشير بنفسه للحروب عبر الجيش بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة لاسيما في حروب دارفور التي انطلقت بضراوة العام ٢٠٠٣م ولأن البشير نظرته للحرب كانت قاصرة لأهل دارفور، ان البشير “قال فى اجتماع جماهيرى متلفز فى الفاشر ايام بداية الحرب فى دار فور (لا اريد ان ارى قطية قائمة فى قرى دار فور ولا جريحا ولا اسيرا ).
فقامت حرب شرسة شردت نحو ٣ ملايين مواطن ومواطنة وقتل نحو ٣٠٠ الف ودمرت البنى التحية ومساكن المواطنين بحرقها واتلاف المحاصيل والاودية.
ومن خلال هذه الحرب الحالية والتي دخلت عامها الثالث ايضاً بفضل قيادة البرهان للجيش شهدت الحرب ممارسات غير انسانية ظل يرتكبها الجيش من بقر للبطون وقطع الرؤوس وتطهير واسع لبعض المكونات على أساس انهم حواضن إجتماعية تنتمى الى دارفور وكردفان والنيل الازرق. ولم يكتفي الجيش عند ذلك بل سن قانون يسمى بقانون الوجوه الغريبة في ولايات الشرق لقتل اي مواطن الاشتباه بانه من دارفور وكردفان.
والحقيقة انه واجب تفكيك هذا الجيش الحالي وتأسيس جيش مهني واحد لايمارس السياسة ولا يوالي الأحزاب تنحصر مهمته فقط في حماية الدستور والبلاد.
لا نريد جيش يأتمر بنفسية الرئيس ويحارب ويقتل به مخالفيه من السياسيين المدنيين.لا نريد جيش ان يستخدم السلاح مقابل السلمية. نريد جيش غير مؤدلج على الدين أو السياسة أو القبلية. نريد جيش يحترم التنوع ويعمل على وحدة السودان ارضاً وشعباً، لايميز بين مواطنيه على أساس اللون أو العرق أو القبيلة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.