بعد أن رفضت “العدل والمساواة” مشاركتهم في الحكم .. كتائب “البراء بن مالك” .. الخطر القادم

بورتسودان – عين الحقيقة

تلوح في الأفق بوادر اندلاع مواجهات بين كتائب الإسلاميين التي تشكلت في حرب 15 أبريل، على خلفية تأثير وسيطرة المليشيات الإسلامية متمثلة في ما يسمي بـ”لواء البراء بن مالك”على قرار الجيش وتحكمها في مفاصله مستغلة حالة الضعف والهوان الذي يعاني منها، و تعرضه لهزائم ساحقة من قبل قوات الدعم السريع في العامين الماضيين.

ولعل المتابع لمجريات العلاقة الاضطرارية بين الاسلاميين وحلفاء بورتسودان الآخرين (الجيش – الحركات المسلحة – والاحزاب الصغيرة والشخصيات الانتهازية) يلاحظ ان بوادر الخلافات بدأت تتطور من مرحلة إلى أخرى، فبعد مُعترك الصراع الذي دار بين “جبريل إبراهيم وكيكل” يلوح المٌعترك الآخر بين مليشيات الإسلاميين والحركات المسلحة، وفي السياق قال المتحدث الرسمي باسم العدل والمساواة بقيادة “جبريل إبراهيم” محمد زكريا بشكل علني
“نرفض مشاركة البراؤون في الحكم، ويجب ألا يكافأوا على قتالهم بجانب الجيش، وسنرفع السلاح ضد أي ممارسات للظلم وسبق ان رفعنا البندقيه ضد الجيش الوطني نفسه، وان ارادوا المشاركة يجب عليهم ان يأتوا ضمن تنظيمات سياسية ودون سلاح”.

شركاء الحكم في بورتسودان، فطنوا مؤخراً للتحدي المقبل، ما دفع حركة العدل والمساواة أن تبدي رأيها بوضوح حول مصير لواء البراء بن مالك..

وبالرغم من حديث سابق لقائد مليشيات البراء بن مالك المصباح أبو زيد بأنهم لا يرغبون في الحكم، وسيضعون السلاح بتوقف الحرب إلا أن تصريحاته لم تصمد طويلاً أمام طموحهم المستتر في العودة إلى الحكم، إذ رد “المصباح” على مستنفرين من ثوار ثورة ديسمبر عندما طالبو بحل جميع المليشيات، بأن لا توجد قوة تقف أمامهم، في تهديد حقيقي وعلني يكشف عنه المصباح لاول مرة.

ويبدو أن شركاء الحكم في بورتسودان، قد فطنوا مؤخراً للتحدي المقبل، وهذا ما دفع حركة العدل والمساواة أن تبدي رأيها بوضوح حول مصير لواء البراء بن مالك.

المحلل السياسي والكاتب الصحفى ـ الطاهر اسحق الدومة يقول في حديثه لـ(عين الحقيقة) “ليس غريبا ظهور فيلق البراء التابع للتنظيم الإسلامي الحاكم سابقا في عهد الانقاذ والحاكم حاليا من خلف ستار الجيش بعد انقلاب الجيش بقيادة الفريق البرهان على حكومة الثورة السابقة بقيادة حمدوك”.

ويضيف الطاهر اسحق “فيلق البراء وظهوره او تمدده أفقياً بالبلاد عبر من خلال الدعم المهول داخلياً وخارجياً بالاليات العسكرية الهجومية والدفاعية والمدد المتجدد من المقاتلين بسبب الميزانية المفتوحة المقدمة لهم من تنظيمهم العقائدي الاخوان المسلمين ذو العلاقات العقائدية والتحالفات الاممية المفتوحة بلاحدود، عكس بقية التنظيمات الوطنية التي تعتمد على وجودها الشعبي التقليدي وتاريخها السياسي ونفوذها الديني الشعبي”.

ويري المحلل السياسي الطاهر اسحق الدومة، أن كتائب البراء ظهورها المستقل في الحرب الدائرة حالياً لاينفي عنها أنها تتلقى الدعم من قيادة الجيش الذي تنتمي اغلب قياداته للتنظيم الحاكم بالتالي عبر تنظيم فيلق البراء وغالبية الضباط بالجيش المنتمين للتنظيم الاسلاموي، وبحسب الطاهر اسحق – هذا التموضع خلق لكتائب البراء وضعا أشبه بالذي كان يقوم به الدعم السريع الذي لم تنجح خطة الضباط الذين تم تنسيبهم من. الجيش بالدعم السريع في اثنائه عن استقلاليته عبر السيطرة عليه، فظهر نداً للجيش من خلال المواجهات العسكرية الحالية”.

الدومة: كتائب البراء الأكثر خطورة لأنها مستقله من الجيش بميزانيته في التعيينات العسكرية أضافة لسيطرة الضباط الأسلاميين على الجيش نفسه

ويؤكد الطاهر الدومة أن كتائب البراء تمضي بذات النهج وبصورة أخطر لأنها اولا مستقله من الجيش بميزانيته في التعيينات العسكرية وثانيا من خلال سيطرة الضباط الأسلاميين على الجيش نفسه، وكل ذلك جعل الجيش مرهونا لكتائب البراء كأمر واقع وطبيعي، مالم تحدث أي مستجدات.

وبدوره يقول المحلل السياسي محمد منصور “يبدو ان الخلافات الداخلية بدأت ومن يعتقد ان المُعضلة هو الدعم السريع نفسهُ، فانتظر .. حتى ترى المُعضلة في كُل تلك المليشيات التي صنعها البرهان مُجددا مُعتقدا أنها إنتصار .. ثم اخرج لتُعيد نفس المبررات..”

ومع تمدد مليشيا البراء بن مالك واتساع رقعة خطورتها على البلاد ينظر مراقبون وجهات دولية بانها تنظيم متطرف خطير يهدد المنطقة، وتشير مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية‏ في جمهورية مصر العربية، د.أماني الطويل إلى خطورة هذه المليشيات، حيث علقت “لم أرى استهانة بالنفس الإنسانية كما يتم الاستهانة بها من جانب القوات المقاتلة مع الجيش مثل “درع السودان” و”البراء بن مالك” وهم من فصائل الإسلام السياسي وادعاءهم الحكم بإسم الدين.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.