بعد سيطرت الدعم السريع على “المثلث” .. هل بات الطريق سالك للشمالية ونهرالنيل؟

بورتسودان - عين الحقيقة

على نحو مفاجئ أعلنت قوات الدعم السريع تحرير منطقة “المثلث” الحدودية بالكامل بعد معارك ضارية خاضتها ضد الجيش والقوات المشتركة، وقالت أنها عملت على ملاحقة الجيش والقوات المشتركة وتوقفت عند حدود التماس داخل الأراضي السودانية، وأكدت قوات الدعم السريع أنها تعمل بمهنية عالية داخل أراضيها وتحترم القانون الدولي والتعهدات الدولية الخاصة باتفاقية ترسيم الحدود.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان صادر عنها تحصلت عليه (عين الحقيقة) إنها انفتحت على كافة مناطق “المثلث” لتقديم العون اللازم للمدنيين وتأمين حياتهم وممتلكاتهم، وأكدت أن المدنيين ليست هدف مشروع لها وستعمل على تقديم الخدمات لمواطنيها بـ”المثلث” وفي المقابل أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة في تعميم صحفي صادر عن مكتب الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة، أعلنت إنسحابها من منطقة “المثلث” الحدودية، وقالت بحسب البيان: “في إطار ترتيباتها الدفاعية لصد العدوان، أخلت قواتنا اليوم منطقة المثلث المطلة علي الحدود بين السودان ومصر وليبيا”.

وتُعتبر منطقة “المثلث” التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع منطقة استراتيجية، وهي معبر حدودي اقتصادي يربط بين ثلاث دول هي:(السودان ليبيا مصر) وله جوانب أمنية منها منع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وفضلاً عن ذلك تتميز المنطقة بموقع جغرافي يمثل نقطة تقاطع بين ثلاث دول، مما يجعلها مركزًا هامًا للتجارة والنقل بين شمال إفريقيا وشرقها، وبشكل عام، يمثل مثلث ليبيا ومصر والسودان نقطة التقاء هامة تعكس العلاقات التاريخية والاقتصادية والاجتماعية بين هذه الدول.

ويحتوي هذا المثلث على موارد طبيعية، بما في ذلك النفط والغاز والمعادن، مما يجعله مهمًا اقتصاديًا، ويمثل تجسيدًا للتنوع الثقافي والاجتماعي بين الدول الثلاث، حيث تتداخل الثقافات، ويعتبر التعاون بين الدول الثلاث في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب أمرًا حيويًا، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، ويمكن أن يعزز هذا المثلث التعاون الإقليمي في مجالات مثل “البيئة، الزراعة، والطاقة” مما يسهم في التنمية المستدامة.

وبالنسبة لجبال وهضاب العوينات، فإنها تمتد داخل “السودان ومصر وليبيا ” وتمتد في الداخل السوداني بمقدار “٤٣” كيلومتر، وفي الداخل الليبي “٢٠” كيلومتر وفي الداخل المصري “١٠” كيلومتر، وتعتبر منطقة المثلث آخر معسكرات المشتركة في الحدود الليبية، وكانت تعتمد عليها القوات المشتركة في الإمداد العسكري لدعم الحرب في الصحراء، وهي بمثابة المدخل الرئيسي للوقود والامداد العسكري للمشتركة.

ووصف خبراء عسكريون هذا الانتصار بأنه من أكبر الانتصارات في الحرب الجغرافية وتطويق الامداد العسكريّ للجيش السوداني والقوات المشتركة، وخلال هذه المعارك تم القضاء علي القوات المشتركة في معسكر العوينات بدءاً من جبل (كِسُّو) وحتي آخر معسكر لهم مع الحدود الليبية.

وبحسب الخبراء العسكريون فإن “المثلث” يعتبر الموقع الاستراتيجي الأكثر أهمية منذ بداية الحرب، قبل نحو عامين، لعدة عوامل منها خروج الحدود الليبية كاملة عن المعركة كما سبقتها تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وسيطرت الدعم السريع على ذلك الموقع الإستراتيجي تعني أن الولاية الشمالية صارت قاب قوسين أو أدني من السقوط في يد قوات الدعم السريع وبغير إسناد، فضلاً عن العزل التام للقوات المشتركة والجيش المتبقية في الفاشر على محيط واسع يمتد من كردفان والشمالية وشمال دارفور .

ويرى بعض الخبراء العسكريون أن من يملك الحدود هو من يملك أدوات النصر الكلي في الحرب، وبرؤية بسيطة سترى ان الجيش وحلفائه قد صاروا محاصرون في نطاق محدود، فالجيش يمتلك حدود إريتريا فقط بصورة كاملة مع شراكة في حدود دولتين هما مصر وأثيوبيا، فيما تتمتع قوات الدعم السريع بحدود أربع دول كاملة هي “ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان” وبالنسبة للعسكريين فإن تأمين الظهر دوماً هو أكبر أسباب النصر ومن ثمّ الاكتساح، وبعد أن سيطرت الدعم السريع على “المثلث” حتما سيكون الطريق سالك للولاية الشمالية ونهرالنيل.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.