درجت نخبة المركز بيمينها ويسارها على ادعاء الفضيلة والطهرانية إزاء كل انتهاكات دولة 56 فعند حادثة عنبر جودة والتي قتلت فيها حكومة الزعيم الأزهري مئتين سوداني ينحدرون من الهامش لم يتحدث أحد وعندما عارض النميري جميع القوى السياسية السودانية في ليبيا وتعرضت سلطة مايو لضغط عسكري تم وصف عمل المعارضة حينها بالغزو الليبي واحداث المرتزقة وعندما قام الضابط حسن حسين بانقلابه العسكري ضد نميري تم وصم تحركه بالانقلاب العنصري لأنه كان ينحدر من غرب السودان وعندما نفذت حركة العدل والمساواة بقيادة خليل ابراهيم غزوة امدرمان كان أول من وصفها بالغزو التشادي هو الإمام الصادق المهدي وتلقفت السلطة وإعلامها الوصف الذي سارت به ركبان النخبة وقد شاهدنا الآن كيف أن النخبة كلها تمارس التعمية في موضوع استخدام الجيش للسلاح الكيماوي فحينما خرجت تقارير صحفية من أمريكا تتهم الجيش بإستخدام السلاح الكيميائي تم التواطؤ على تلميع (سليمة بتاعت امدرمان ) لأنها تحدثت في محفل غربي عن حقوق الإنسان فقامت سليمة بإصدار إدانات لجنود الدعم السريع بأنهم مارسوا الاغتصاب الجماعي في الجزيرة والخرطوم وغيرها من المناطق وانشأوا أسواق لبيع النساء كرقيق وهي تقارير تواطأ جميع كوادر اليسار على الترويج لها عبر التلفيق على الرغم من سذاجتها وبؤسها فتحول جميع نخب المركز الى بوق للسلطة في بورتسودان وتعاموا عن جميع انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة عبر السوشيال ميديا حيث يرمى الجيش القنابل البرميلية على المدن والقرى في دارفور و كردفان وجنوب الحزام في الخرطوم ويمارس الجيش ومليشياته الذبح للمواطنين والشق لبطون النساء الحوامل وتم تلويث مياه الشرب بالسلاح الكيميائي في ولاية الجزيرة لقتل جنود الدعم السريع ولكن كل هذه الاتهامات الموثقة لم تحرك ساكنا في نخب الامتيازات التاريخية الذين رضعوا من ثدي السلطة الحرام وبذلك تحولوا إلى أداء من أدوات العمل السياسي حيث لا حقوق ولا أخلاق فأفقدوا العمل المدني الحقوقي ميزته في أنه محايد وأنه لا يتبنى أبدا الرواية الرسمية للسلطة دون تحقيق و فحص ولذلك فإن هذه السلطة ونخبتها لا يليق بها إلا الخسف والتهديم لصروح سلطتها ومؤسساتها وضرب عراها وممسكاتها فبدون ذلك لن يصل السودانيون المهمشون و المبعدون إلى تحقيق حلم دولة العدالة والمواطنة المتساوية ، الآن تجد جميع رموز القوى السياسية من أقصى اليسار الى أقصى اليمين الى الليبرال مصطفون خلف مؤسسة البازنقر تجدهم يصفقون لسليمة غير السليمة ولكن ما لا يعلمه هؤلاء أن سلطة ودولة 56 قد ولى زمنها ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء فما أنجزه الدعم السريع في من تحطيم مؤسسة العنف وتفكيكها لم تنجزه أقوى حركات الهامش وهي الحركة الشعبية لتحرير السودان في حرب الجنوب والآن ما تبقى من المعركة هو ضد أبناء الرحم الحرام أبناء السفاح من المليشيات القبلية وكتائب الإرهاب المتأسلمة وهي معركة لكسر عظم الظهر وتمزيق الفقرات حتى لا تقوم لها قائمة ولن تقوم بإذن الواحد الأحد …
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.