يواجه السودانيين العالقين في دولة ايران أزمة متفاقمة على وقع إستمرار موجات القصف الإسرائيلي، الامر الذي يتطلب عمليات تدخل بغرض الإجلاء بصورة مستعجلة من طهران وجميع المدن الأخرى في ظل إستمرار التصعيد المستمر بين الدولتين منذ إندلاع الحرب في الجمعة الماضية من شهر يونيو الجاري، هذا الواقع الذي يعيشه السودانيين هناك يطرح تساؤل إلى اين ستكون وجهتهم القادمة في وقت يشهد فيه السودان حربا ايضاً؟
ومنذ الجمعة 13 يونيو 2025م، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين ما أسفر عن عدد كبير من القتلى والجرحى، فيما ترد طهران بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة خلفت قتلى ايضاًومئات المصابين. وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في عدوانها على إيران، بالتزامن مع تصريحات ترامب التي دعا خلالها طهران إلى الاستسلام دون أي شروط.
وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق أعلنت عن مقتل ثلاثة سودانيين خلال غارة اسرائيلية على مقر تابع للحرس الثوري الايراني بطهران..
ومن الواضح رغم قوة الهجمات، لم تعلن السلطات الإيرانية عن عمليات إخلاء جماعية، لكن تم تسجيل نزوح واضح من بعض المناطق القريبة من المنشآت العسكرية نحو مدن أكثر هدوءاً، مثل كاشان ويزد. وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق أعلنت عن مقتل ثلاثة سودانيين خلال غارة اسرائيلية على مقر تابع للحرس الثوري الايراني بطهران، بينما رجحت مصادر، في يوم 15 يونيو ان تكون هذه العناصر من ضمن مجموعة من كتيبة “البراء بن مالك” الجناح العسكري للإسلاميين، كانت قد بُعثت لتلقي دورات تدريبية إلى طهران في يناير الماضي. وطبقاً لتقديرات سودانية أشارت إلى وجود أكثر من (100) ألف من السودانيين العالقين منتشرون في مختلف المدن الإيرانية وليس فقط في طهران.
وفي منتصف شهر يونيو الجاري وجّه رئيس الوزراء المعين حديثاً الدكتور كامل إدريس، وفقًا لوكالة السودان للأنباء، سفيرَ السودان بايران عبدالعزيز حسن صالح بضرورة “الاهتمام بالجالية السودانية والوقوف على أوضاعها، والعمل على الإجلاء الآمن لجميع الرعايا بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة”.
أعلنت وزارة الخارجية السودانية الأربعاء الماضي يوم 19 يونيو وصول أعضاء الجالية السودانية وأسرهم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تركيا..
وبالمقابل سفير السودان لدى إيران، عبدالعزيز حسن صالح، قال إن السفارة وضعت خطة لإجلاء السودانيين الراغبين في مغادرة إيران. وأضاف أنه سيُنَفَّذ الإجلاء للراغبين بمساعدة السلطات الإيرانية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارات السودانية في بعض دول المنطقة وجهاز المغتربين مشيراً إلى أن السفارة أخطرت أفراد الجالية السودانية بهذه الخطة.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية الأربعاء الماضي يوم 19 يونيو وصول أعضاء الجالية السودانية وأسرهم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تركيا، وفي السياق وصف بعض السودانيين المقيمين في إيران عملية الإجلاء بأنها انتقائية.
ويأتي إجلاء السودانيين إلى تركيا تنفيذًا للخطة التي وضعتها وزارة الخارجية في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على إيران. وتولت كل من سفارتا السودان في طهران وأنقرة، والقنصلية العامة في إسطنبول، تنسيق عملية الإجلاء وتوفير سبل الرعاية والاهتمام للمواطنين الذين اكتمل إجلاؤهم.
وطبقاً لسودانيين عالقون في إيران، فإنهم باتو يعانون الامرين ما بين حرب الجنرالين “العبثية” الدائرة بالسودان بين قوات الجيش والدعم السريع، وأخرى دارت بين إيران وإسرائيل، والتي تفتح التكهنات بشأن مسار الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، لا يبدو أن خيارات السودانيين العالقين بين الخرطوم وأصفهان ستكون سهلة، في ظل القيود السياسية والظروف الاقتصادية والتحديات التعليمية الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً مع إستمرار التصعيد العسكري.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.