فــي لحـــظة تاريخــية فارقـــة، يخــــطو الســـودان خطــواته الأولى نحو فجرٍ جديد، محملاً بآمال أمة عانت وناضلت. من رحم أزمات طاحنة وتضحيات جسام، ودروس قاسية سطرها التاريخ بمداد من دماء الشهداء الأبرار، تُعلن ولادة حكومة النهضة والتأسيس والعدالة والمساواة. ليست هذه مجرد تشكيل وزاري جديد، بل هي تجسيد لإرادة شعب أبيّ يرفض الانكسار، وحلم وطن يتوق إلى السلام والاستقرار والازدهار
لطــالــما كان الـــسودان، بـثرائه وتـنوعه، أرضـاً خــصبة للأحلام الكبيرة، لكنه أيضاً شهد فصولاً من التحديات الجسيمة. عقود من التقلبات السياسية، وصراعات داخلية ألمت بالنسيج الاجتماعي، وواقع اقتصادي مثقل، كلها عوامل عصفت بمسيرة التنمية المنشودة. غير أن قوة هذا الشعب تكمن في قدرته على النهوض من تحت الركام، والالتفاف حول قضية الوطن الأسمى. تأسيس هذه الحكومة يأتي كاستجابة حتمية لنداء الوطن، وإيذاناً ببدء مرحلة جديدة تهدف إلى لملمة الجراح، وجمع الشتات، وبناء مستقبل يلبي طموحات الأجيال.
إنـــها لحـــظة مفصــــلية، يخـــطو فيــها الســودان نحو مرحلة جديدة من تاريخه، مدعومًا بقيادة فذة ورؤية طموحة. قائد فطن وصاحب إرادة قوية نحو الريادة والتميز والعدل والمساواة بين كافة أطياف المجتمع السوداني، هذا هو جوهر القيادة التي تقف وراء هذا الإنجاز. فلطالما عانى السودان من الأزمات والعثرات منذ الاستقلال، لكن اليوم، تُوضع اللبنات الأولى لبناء دولة تحترم سيادتها، وتُعلي شأن شعبها ومكوناته المتنوعة في كل ربوع الوطن.
هــذه الحــكومة، التــي جـاءت لتُلــملم شــمل كل ألوان الطيف السوداني، تُجسد طموحاً في تأسيس حكومة فدرالية ديمقراطية حقيقية، تضمن توزيعاً عادلاً للتنمية والعدالة بين كافة الولايات والمحليات والقرى. إنها حكومة تعي قيمة التنوع الثقافي، وتحترم عادات وتقاليد وأعراف ولهجات كافة مكونات الشعب، لتكون بحق نموذجاً للديمقراطية الشاملة التي طالما سعى إليها السودان.
وبيـنما يــتساءل الــبعض، أو يُقـلل مـن شـأن هذه الخطوة التاريخية، فإن الحقيقة الساطعة تتجلى في أن هذه الحكومة، بتشكيلها الشامل، قد نالت اعترافاً ضمنياً من إرادة الشعب، وستكتسب اعترافاً إقليمياً ودولياً متزايداً مع كل خطوة نحو الاستقرار والتقدم. أولئك الذين يشككون في نجاحها، والذين ما زالوا حبيسي غيبوبة الماضي، سيكتشفون أنفسهم في طيات السراب، فالعجلة قد دارت، والسودان يمضي قُدماً.
لقـد تــأســست حــكومة النهـــضة والعــدالة والمــساواة التي طال انتظارها، حكومة شاملة تضم كافة أطياف المجتمع السوداني والأمة السودانية. هذه الخطوة الجريئة في عاصمة التأسيس، نيالا، تعد بمثابة انطلاقة حقيقية نحو استقرار السودان وشعبه من كل أقاليم الدولة التأسيسية. سينعم الشعب السوداني بالاستقرار، ويواكب التطورات العالمية، ويحقق التنمية المستدامة، ليطوي بذلك صفحة الأزمات ويبدأ فصلاً جديداً من الرخاء والتقدم.
إن مــا تشـــهده الــساحة الســـودانية الـــيوم ليس مجرد تغيير في الوجوه ، بل نقله ذات طابع خاص وهو تحول عميق نحو بناء دولة { المواطنة والمواطنة } تتطلع للمستقبل زاهر بثقة وإرادة حقيقة ، وتستمد قوتها من وحدة شعبها وعزيمة قيادتها الفذه. إنه فجرٌ حقيقي يرسم ملامح السودان الجديد، وطنٌ يحتضن الجميع، ويُعلي راية العدل والازدهار والتميز والريادة
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.