تواصلت الغارات الجوية على مدينة أبوزبد بولاية غرب كردفان لليوم السابع على التوالي حيث شنت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني صباح يوم أمس الأربعاء غارة مروعة استهدفت مناطق سكنية مكتظة بالمدنيين وأسفر القصف عن استشهاد خمسة أفراد من أسرة نازحة تمزقت أجسادهم بفعل شدة الانفجار إلى جانب إصابة أكثر من 13 مدنيًا بجروح متفاوتة بينهم نساء وأطفال.
وتعد هذه الضربة الجوية السابعة خلال أسبوع واحد في تصعيد غير مسبوق على المدينة المنكوبة ما أثار موجة من الذعر والهلع في صفوف المدنيين وزاد من تدهور الوضع الإنساني خاصة وسط النازحين الذين فرّوا من مناطق الحرب بحثًا عن الأمان.
ورغم المناشدات المتكررة لوقف القصف تواصل الطائرات استهداف المدنيين والبنى التحتية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وتشير شهادات شهود العيان إلى استخدام أسلحة مشبوهة ومحظورة دوليًا في بعض الهجمات ما يعمّق المأساة ويستدعي تدخلاً دوليًا عاجلاً.
الطيران ظل يقصف المنازل والمدارس ومراكز الإيواء ورأينا أطفالًا يُنتشلون من تحت الأنقاض وتضررت المواشي ومياه الشرب..
وفي حديث لصحيفة “عين الحقيقة” قال المواطن ملاح أحد المتضررين من قصف
الطيران الحربي، ان الطيران ظل يقصف المنازل والمدارس ومراكز الإيواء ورأينا أطفالًا يُنتشلون من تحت الأنقاض وتضررت حتى مواشينا ومياه الشرب، والأخطر أنهم يستخدمون أسلحة كيماوية تسبب حالات اختناق ووفيات غامضة.
ومن حي الثورة بأبوزبد قال المواطن محمد الصادق:
“نشاهد الطيران يوميًا فوق رؤوسنا لا نعرف متى وأين سيسقط الموت ما يحدث في أبوزبد إبادة مكتملة الأركان لا يوجد أمان حتى داخل المنازل والأطفال يصرخون ليلًا والمستشفيات تكتظ بالضحايا وبعض الجرحى لا يجدون حتى شاشًا لوقف النزيف”.
ورصدت صحيفة “عين الحقيقة” شهادة من المواطن موسى حامد الذي وصف الأوضاع قائلًا:
” أبوزبد تنزف منذ أسبوع والطيران يقصف المدنيين يوميًا بالقنابل المتفجرة والغازات الكيماوية المحرمة دوليًا ومنازل المواطنين تُدمّر بالكامل وبعض الأسر أصبحت تفترش الأرض وتلتحف السماء خارج المدينة تحت الأشجار وتحت المطر دون مأوى والناس يعيشون رعبًا حقيقيًا بعضهم يغادر المدينة نهارًا ويعود ليلًا إلى بيته خوفًا من القصف ونطالب بتدخل عاجل من كل الجهات الحقوقية والإنسانية لتحييد الطيران الذي يستهدف الأبرياء”.
فيما قال المواطن محمود مصطفى:
” نتعرض منذ أسابيع للقصف الجوي من قبل طيران الجيش وما زال القصف مستمرًا حتى اليوم أدين بشدة هذا الاستهداف الذي يطال حياة المدنيين العُزّل وقد أثّر القصف على معيشتنا اليومية وتسبب في شلل كامل لأنشطتنا خاصة الزراعة التي تُعد مصدر رزقنا الأساسي لم نعد قادرين على ممارسة حياتنا بشكل طبيعي وأؤكد أن مدينة أبوزبد خالية تمامًا من أي وجود عسكري أو مظاهر مسلحة”.
مواطن: الضربات الجوية المتواصلة حرمتنا من أبسط حقوقنا كمزارعين ورعاة وأجبرت معظم سكان المدينة على النزوح نحو القرى والريف..
وعبّر المواطن فضل الجقر من ريفي أبوزبد عن معاناة الأهالي قائلًا:” الضربات الجوية المتواصلة حرمتنا من أبسط حقوقنا كمزارعين ورعاة وأجبرت معظم سكان المدينة على النزوح نحو القرى والريف لكن الريف نفسه يشهد أوضاعًا إنسانية بالغة السوء خاصة مع هطول الأمطار الغزيرة حيث يعيش النازحون في العراء دون مأوى يفترشون الأرض ويلتحفون السماء كما نواجه خطرًا صحيًا متفاقمًا بسبب تفشي وباء الكوليرا الذي بات يهدد حياة السكان في ظل غياب الخدمات الطبية والإغاثية”.
وتفيد متابعات” عين الحقيقة ” أن الحصيلة الكارثية في أبوزبد حتى 29 يوليو الجاري بلغ إجمالي الشهداء المدنيين (76) شهيدًا على الأقل، وعدد المصابين المدنيين 50 جريحًا على الأقل.
وبالنسبة للمنازل والمرافق المدمرة بلغ عددها أكثر من 40 منزلًا منها 3 دُمرت يوم أمس كليًا، فيما ظلت كل المنشآت مستهدفة بما فيها محطة السكك الحديدية والمدارس والكليات والأسواق.
ورصدت “عين الحقيقة” أبرز المجازر والضربات الجوية على مدينة أبوزبد، والتي بدأت في بداية يونيو غارات جوية على منازل المدنيين وأسفرت عن 5 قتلى و9 جرحى، وفي 10 يونيو استهدف الطيران مركز إيواء في مدرسة للبنات، وفي 10 يوليو قصف مدرستين ومنازل نازحين أدى إلى مقتل 8 مدنيين.
وفي 13 يوليو قصف الطيران السوق المركزي وخلّف 6 قتلى و7 جرحى، وفي 17 يوليو استهدف الطيران مباني كلية الشريعة والقانون وأصيب خلالها طفل ونفقت عدة رؤوس من الأبقار.
وفي الفترة من 23 حتى 28 يوليو استمرت موجة قصف يومية ولفترة ستة أيام متتالية أسفرت عن 7 شهداء على الأقل وعشرات الجرحى وفي 28 يوليو ارتكب الطيران مجزرة مروعة راح ضحيتها 45 مدنيًا نتيجة استهداف تجمع معزّين في أحد الأحياء.
وفي 29 يوليو شن الطيران غارة جديدة اسفرت عن 5 قتلى و13 جريحًا إضافة إلى تدمير 3 منازل بالكامل.
وادانت عدة جهات بشدة القصف الجوي المتعمد والمستمر على المدنيين الأبرياء في مدينة أبوزبد والذي استهدف الأحياء السكنية والأسواق ومراكز الإيواء مما أدى إلى سقوط ضحايا في الأرواح وإصابات بالغة وسط المواطنين بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن.
وتسبب هذا القصف المتكرر من قبل الطيران الحربي التابع للجيش السوداني في حالة من الهلع والخوف وسط السكان ودفع بأعداد كبيرة من الأهالي للنزوح القسري خارج المدينة بحثًا عن الأمن والحماية
وناشد مواطني أبو زبد جميع المعنيين بالشأن السوداني إقليميًا ودوليًا والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بادانة هذا السلوك غير المسؤول والمطالبة الفورية بوقف القصف الجوي على سكان أبوزبد والعمل على حماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
فيما أكدت مبادرات مدنية وغرف طوارئ محلية أن مدينة أبوزبد خالية من أي تمركزات عسكرية ما يجعلها هدفًا مدنيًا صرفًا ويضع القصف في خانة الجرائم ضد الإنسانية.
وطالبت الجهات المحلية منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية بفتح تحقيق عاجل وشفاف وتوفير الحماية للمدنيين وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم للعدالة.
أبوزبد تطلق نداءً إنسانيًا عاجلًا للعالم الحر من أجل التضامن مع الضحايا وتوفير الإغاثة الطارئة وتوثيق الجرائم ووقف آلة الحرب التي تحصد أرواح الأبرياء يوميا.
وفي ظل القصف المتواصل والمجازر اليومية تطلق أصوات أبوزبد نداءً إنسانيًا عاجلًا للعالم الحر من أجل التضامن مع الضحايا وتوفير الإغاثة الطارئة وتوثيق الجرائم ووقف آلة الحرب التي تحصد أرواح الأبرياء يوميا.
وفي سياق حديثه لصحيفة (عين الحقيقة) قال المواطن( أ. م) :
*خلال أقل من خمسين يومًا ألقى الطيران الحربي أكثر من خمسة وستين برميلًا متفجرًا وصاروخًا على رؤوس المدنيين في بيوتهم وأسواقهم نحن سكان أبوزبد لا علاقة لنا بهذه الحرب ونتساءل لماذا نستهدف بهذا الشكل الوحشي وهل هذا هو الجيش السوداني الذي ندفع له من دم قلوبنا”.
وأضاف قائلا :” لقد استهدفت هذه الغارات أربعة مراكز إيواء كانت تضم أكثر من مئة وعشرين أسرة نازحة مما أدى إلى استشهاد أكثر من عشرين نازحًا ونازحة
ولازالت المدينة تشهد حالات نزوح قسري متسارعة والناس أُجبروا على مغادرة منازلهم بعضهم اتجه إلى مدن أخرى وبعضهم صار يخرج نهارًا إلى الخلاء ويعود ليلًا إلى منزله هربًا من الطيران الذي يقصف عادة أثناء ساعات النهار”.
وأكد المواطن أن الأسواق مغلقة جزئيًا والمستشفى الوحيد شبه خالٍ من المرضى وحتى الكوادر الطبية هجرت المكان بسبب الخوف من القصف رغم تفشي وباء الكوليرا الذي يمثل أسوأ كارثة صحية مرت بها المدينة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.